كان منظر سقوط لينا مفاجئا للجميع، لكنّ منظر التفاف طاقة الظلام المرئية بوضوح كان منظرا مرعبا ذكّر الجميع بإظهار لينا لطاقتها لأوّل مرّة.
همّت نور بالإسراع للاطمئنان على لينا، لكن وقبل دخولها ممرّ الجبل، أوقفها حسام الّذي كان هناك بأن وقف أمامها قائلا "تذكّري بأنّها طلبت بألّا نسمح لأحد بالاقتراب"
نور كانت تعلم ذلك بالفعل، فقد تحدّث الثلاثة في الطريق وأخبرتهما لينا بأنّ طاقتها غير متوازنة وبأنّها قد لا تستطيع إغلاق الجبل دون فقدان السيطرة. كانت نور تنوي إلغاء العملية كلّيا حينما عرفت بذلك، لكنّ لينا أخبرتها بأنّها ستكون بخير، لكنّ الأمر قد يستغرق وقتا. كانت لينا قد قالت بأنّها قد لا تنجح في إعادة التوازن لعدّة أشهر إن فقدت السيطرة.
"دعني أتحقّق على الأقلّ" قالتها نور لحسام الّذي تنحّى جانبا وتركها تمرّ. كان يعرف بأنّها لن تتراجع إلّا إن عاينت الحقيقة بنفسها.
اقتربت نور من لينا الّتي كانت جالسة وعيناها مغمضتان، بينما تحوم حولها طاقة شبه سوداء. قرّبت نور يدها من تلك الطاقة، وتعرّضت فورا إلى خدوش في ذراعها وبدأت تنزف. كانت نتيحة متوقّعة، لذلك لم تتفاجأ كثيرا. فكّرت نور في استخدام سيفها، لكنّها كانت تخشى أن تؤذي لينا إذا ما انكسرت الهالة حولها فجأة. نادت نور لينا عدّة مرّات، لكن دون فائدة.
في ذلك الوقت، اقترب إسحاق ورائد من ممرّ مدخل الجبل، وقد منعهما حسام من الاقتراب أكثر. كان إسحاق هادئا، بينما كان رائد منفعلا. حينما عرف رائد بأنّ حسام لن يسمح له بالمرور، سحب سيفه، بينما فعل حسام نفس الشيء.
عادت نور إلى مدخل الممر، وحينما رأت رائد قالت "قم بعملك بدل افتعال المشاكل، أعلم بأنّه عليكم استدعاء سيّد الشرق إذا ما حصل للصيّادة شيء، لذلك افعل ذلك الآن"
"أريد أن أراها بعيني، ربّما أستطيع إخراجها من هذه الحالة" قالها رائد بملامح قلقة، حينها سحبت نور سيفها ووقفت بجانب حسام قائلة "لينا طلبت بألّا يقترب أحد، خاصّة أنت أو إسحاق"
تفاجأ رائد حينما سمع ذلك كما لو أنّه لم يكن يتوقّعه. كان رائد يعلم بأنّ لينا لا تبادله نفس المشاعر، لكنّه كان يعتقد بأنّها تعتبره صديقا مقرّبا على الأقلّ. أنزل رائد سيفه والتفت نحو إسحاق قائلا "من الأفضل أن تقوم بإرسال رسالة لاستدعاء سيّد الشرق"
إسحاق كان هادئا طوال الوقت، وهو ما أكّد لنور ولحسام بأنّه خلف ما يحدث، ولا يعني هدوؤه سوى أنّه حصل على ما يريده، ويملك ثقة كبيرة بأنّ أحدا لن يستطيع اكتشاف ما فعل وكيف.
في ذلك الوقت، كان إسحاق قد اكتفى من مراقبة الصيّادة، فقد حصل على ما يكفي من معلومات، لكنّه كان مشغولا بمراقبة شخص آخر، وهو الأمير رائد. كان يعتقد من قبل بأنّ رائد يريد لينا من أجل طاقتها ومن أجل منصبها العالي في القارة والّذي يجعلها مناسبة لتكون بجانبه، لكن برؤية قلقه الآن واستسلامه، فقد اكتشف بأنّه يحبّها بالفعل.

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...