كان صباحا مشغولا جدّا بالنّسبة لرامز، ولذلك خرج قبل موعد الغداء ليحصل على استراحة ويبحث عن لينا. سأل رامز وعرف بأنّها توجّهت إلى غرفة عمل سيرين، ولذلك ذهب إلى هناك.
حينما طرق رامز الباب، أجابت لينا قائلة "ادخل" وفورا دخل رامز بينما قالت سيرين بارتباك "من أتى؟"
"هل تسمعين صوتي لكن لا تسمعين الطرق على الباب؟" سألت لينا سيرين مستغربة، لكنّ سيرين لم تردّ لأنّها كانت متفاجئة برؤية رامز. كانت تلك المرّة الثانية الّتي لم تسمع فيها سيرين صوت الطرق على الباب.
"كان لدينا غريبة أطوار واحدة والآن أصبحتا اثنتان" قالها رامز مبتسما فقالت لينا "ألست مشغولا؟"
"أنا كذلك" قالها رامز ثمّ اقترب من لينا وسيرين اللّتين كانتا جالستين على الأرض حيث انحنى وقال وهو ينظر إلى سيرين "لاحظت هذا كثيرا لكنّني كنت أظنّه بسبب المرض فقط، لماذا أنت مرتبكة طوال الوقت؟"
"ربّما يستطيع سحرها التقاط طاقة الأشخاص ذوي الشخصيات المرعبة" قالتها لينا ساخرة فابتسم رامز واكتفى بالصمت بانتظار سيرين الّتي قالت "أنا فقط أخشى أن أفسد الأمر وأطرد من الشرق"
كانت إجابتها غريبة حتما، لذلك قرّر رامز أن يحاول فهمها أكثر فقال "لماذا تعتقدين ذلك؟ ولماذا تبدين متمسّكة بالشرق لهذه الدرجة؟"
تردّدت سيرين قليلا ثمّ قالت "لديّ مشكلة في موازنة حياتي حسب ما قيل لي، أنا أنغمس في السحر بشكل عميق"
"لقد عرفتُ هذا بالفعل من إلياس وذلك الساحر، ونستطيع مساعدتك حينما تحتاجين للمساعدة، لذلك هذه ليست مشكلة"
"لهذا تماما أنا أريد أن أبقى هنا، ولهذا أنا أخاف إفساد الأمر، لا أعتقد بأنّ أيّ منطقة أخرى ستوفّر لي الاهتمام الّذي أجده هنا، حتّى في الامبراطورية كان السحرة يرونني مصدر إزعاج، وائل فقط من كان يعتني بي"
"أنا أفهم كيف تشعرين، لكن لا داعي للقلق، لن أقوم بطردك من الشرق فقط لأنّك غريبة أطوار، وجود لينا هنا هو خير دليل على أنّ الشرق يرحّب بالجميع"
ابتسمت لينا وقالت "لا أعتقد بأنّ هناك ضمانا أكبر من هذا"
ابتسمت سيرين بدورها واكتفت بالصمت فقال رامز للينا "هل أنت مهتمّة بالسحر الآن؟"
"ربّما، يبدو مثيرا للإعجاب" قالتها لينا مبتسمة فوقف رامز وقال "هل يمكن أن نتحدّث قليلا؟"
وقفت لينا بدورها وقالت "سأعود" ثمّ خرجت مع رامز من الغرفة. استغرقت سيرين بضع ثوان لتصدّق بأنّ سيّد الشرق لم يظهر أيّ انزعاج ممّا قالته ولا من منظر الغرفة الفوضوي. شعرت سيرين بأنّها تستطيع أن تثق بكلامه.
خرج رامز ولينا معا إلى إحدى الشرفات الّتي تطلّ على الساحة الأمامية للقصر. كان الجوّ باردا، لكنّ كلاهما يحبّ هذا الجوّ ويستمتع به. حدّقت لينا بمنظر الثلج لبعض الوقت ثمّ كسرت الصمت قائلة "سأرحل بعد ذوبان الثلج"

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasíaلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...