الفصل 31: يوم مرهق

43 3 1
                                    

لم تكن إجابة لينا مفاجئة كثيرا، فالجميع يعلم بأنّها تملك قوى غريبة وبأنّه لا يستطيع أحد الاقتراب منها حينما تستخدمها. واصل ريان التحديق بجسد لينا بينما اكتفت هي بالصمت والانتظار، كانت تعلم بأنّه يفكّر بطريقة ما، وهي تثق به، فقد كان هو من ساعدها على تعلّم استخدام طاقتها للقتال بالسيف.

"يكفي هذا" قالها ريان فقامت لينا من فورها بإخفاء طاقتها.

"سيكون عليّ التفكير قليلا لأجد طريقة مناسبة لك، في الوقت الحالي، سأقوم بتعليمك أسلوب القتال"

"حسنا" قالتها لينا ثمّ رفعت رأسها نحو لير الّذي حلّق نحوها ووقف على كتفها بعد أن داعب وجهها كالعادة. كان ريان في تلك اللّحظات يرغب بطرح سؤال عن لير، لكنّه قرّر فعل ذلك حينما يكونان وحدهما.

جال ريان بنظره نحو الفرسان ثمّ نادى على هيام فتقدّمت واقتربت منه، حينها قال "ما رأيك أن تقومي بتعليم لينا أسلوب القتال وسأجعل سامي يتغاضى عمّا فعلته اليوم؟"

وقبل أن تجيب الفارسة قال سامي وهو يقترب من ريان "أين هو رأيي؟"

حينها ابتسم ريان وقال "أنت لا تردّ لي أيّ طلب عادة"

حينما وقف سامي مقابلا لهيام، تنهّد وقال "هذه المجموعة كلّها تحتاج للكثير من الانضباط وأنت تفسدهم"

"لكنّهم ينجزون المهام بفعالية كبيرة" قالها ريان فتنهّد سامي وقال "افعل ما يحلو لك"

حينها ابتسمت هيام وقالت "موافقة على العرض"

حدّق سامي بهيام ثمّ قال "لقد كنت رائعة في القتال، تتحسّن مهاراتك بوتيرة سريعة"

شعرت هيام في تلك اللّحظة ببعض الذنب لأنّها قاتلت سامي بتلك الطريقة، كانت غاضبة منه، مثل بقيّة الفرسان في هذه المجموعة، لأنّه سلبهم الحرية لأجل فعل بسيط، لكنّها لا تنكر بأنّ سامي قائد ممتاز يفعل كلّ ما بوسعه لدعم جميع الفرسان.

"شكرا لك، وأعتذر عمّا حدث اليوم"

"لا بأس" قالها سامي مبتسما، وحينما شعرت لينا بأنّ المحادثة قد انتهت، قالت وهي تنظر إلى ريان "لماذا لا تقوم أنت بتعليمي؟"

"ستحتاجين لتكييف جسدك مع حركات القتال الأساسية والمتقدّمة، ولهذا من الأفضل أن تفعل فارسة ذلك لأنّها تحتاج إلى مساعدتك على إتقان الحركات"

"مممم" بدت لينا وكأنّها لا تفهم تماما ما يقصد، حينها اقتربت منها هيام وأمسكت بيدها قائلة بابتسامة "يعني بأنّ المدرّب يحتاج للمس جسدك"

"أوه" قالتها لينا وقد فهمت السبب، حينها تنهّد ريان وابتسم بهدوء. لقد نسي للحظة بأنّ لينا تحتاج إلى جمل واضحة لتفهم المعنى.

كانت الفارسة تبدو حيوية وتملك الكثير من الطاقة، وقد جعلت لينا تتذكّر رنيم. ابتسمت لينا وقالت وهي تمسك بيد الفارسة "شكرا لك، إن كان هناك أيّ شيء أفعله لك في المقابل فأخبريني به"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن