لينا عادة لا تندهش بسهولة، لكنّها اندهشت كثيرا لأنّها لم تتوقّع منه اقتراحا كهذا. ندى ليست سيّافة ولا تملك أيّ مؤهّلات تجعلها تنضمّ لمجموعة مرتزقة.
"ما الّذي يمكنها أن تفعله؟" قالتها لينا بينما اكتفت ندى بالصمت فأجاب حسام قائلا "كنت أحتاج إلى شخص يشرف على المعاملات الورقية بما أنّ رجالي يتهرّبون من هذه الأعمال"
"فهمت" قالتها لينا بابتسامة وهي تشعر بأنّه حلّ أفضل من الحماية كما قال.
ظلّت ندى صامتة لا ترفع نظرها، وحينما سئم حسام من ذلك تنهّد بعمق وقال "أيمكن أن تنظري إليّ؟"
عرفت ندى بأنّه يتحدّث معها فرفعت نظرها وهي ترتعش، حينها قال بهدوء "ما أقترحه هو أفضل خيار لك إن كنت تريدين حماية نفسك وحماية ابنتك، ستتمكّنين من فهم طبيعة العمل في وقت قصير"
لم تجب ندى بشيء، ولم تحاول لينا التدخّل. في الواقع، لينا تفهم بأنّ ندى مرّت بتجربة صعبة، ومن الطبيعي أن تكون خائفة هكذا، لكنّها لا تستطيع أن تفهم تماما ما نوع المشاعر الّتي تشعر بها الآن. اكتفت لينا بمراقبة حسام الّذي تنهّد مرّة أخرى وقال كما لو أنّه على وشك المغادرة "معك حتّى الغد للتفكير في عرضي"
وقبل أن يهمّ بالوقوف، استجمعت ندى قوّتها وقالت "هل سيكون عليّ مغادرة القرية؟"
"ليس عليك ذلك" قالها حسام وهو ينظر إليها ثمّ أضاف "هذه القرية هي مركز مجموعتي لذلك نعود إليها كثيرا، يمكنك البقاء هنا والاعتناء بطفلتك، وسيكون معك مرافق طبعا"
عادت ندى لتشيح بنظرها عن حسام وهي تضغط على يديها بقوّة بسبب التوتّر فقال حسام بهدوء "يمكنك طرح الأسئلة"
رفعت ندى نظرها إليه ثمّ نظرت إلى لينا الّتي اكتفت بالابتسام، حينها عادت ندى لتنظر إلى حسام وقالت "هل سأكون مفيدة حقّا لك؟"
ابتسم حسام، وكانت تلك أوّل مرّة تراه الفتاتان يبتسم فيها، ثمّ قال "قمت بالبحث عن خلفيتك حينما طلب منّي ذلك الرجل قتلك، أعلم بأنّك متعلّمة وبأنّك تجيدين التعامل مع الناس، وهذا ما أحتاجه"
نظرت ندى إلى لينا وكأنّها تطلب رأيها فقالت لينا "أنا أضمن لك الأمان مع البرق، فسمعتهم طيّبة وتعاملت معهم شخصيا، لكن إن كنت لا تريدين هذا العمل فيمكنني البحث عن حلّ آخر"
كانت ندى تعلم بأنّها فرصة لا تعوّض، فهي بالفعل تحتاج إلى عمل لتعيل نفسها وتعتني بطفلتها، لكنّها تعلم أيضا بأنّ المرتزقة أشخاص أقوياء وقتلة، فحتّى لو كانت مرتزقة البرق مجموعة تتمتّع بالعدالة ولا تقبل إلّا الأعمال الشرعية، فلا يعني ذلك بأنّها لن ترى الدم إن انضمّت إليهم.
"هل سأحصل على أجر؟" قالتها ندى دون أن تنظر إلى عينيّ حسام مباشرة فأجابها قائلا "بالتأكيد، وسنكتب عقدا رسميا"
أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantastikلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...