الفصل 52: العتاب

28 1 0
                                    

استغرب لؤي سؤال رامز وشعر كما لو أنّه فخّ، فسواء كانت الإجابة نعم أو لا، سيقود هذا إلى شجار بينهما لا محالة.

اكتفى لؤي بالصمت والتحديق برامز الّذي قال "أنا أسأل بجدّية"

"ألستَ أنت من منعني من معرفة أيّ معلومات عن العيون الحمراء؟"

"وأنا من أسألك الآن، هل تريد أن تعرف؟"

"أجل"

تنهّد رامز حينما سمع إجابته ثمّ قال "ما سأخبرك به قد يكون صادما"

كان لؤي يعلم بأنّ أيّ شيء يتعلّق بالعيون الحمراء سيكون صادما، لكنّه لم يتوقّع مطلقا ما جلبته سارة من أخبار. حكى رامز للؤي بهدوء ما أخبرتهم به سارة بأنّ نفس الأشخاص الّذين دمّروا القبيلة قاموا بقتل والدي رامز وحاولوا قتل لؤي قبل هروبهم إلى غابة العيون الحمراء. وبمجرّد أن قال رامز كلّ شيء، قال لؤي بهدوء "إذن من قتلوا عائلتي الأولى هم نفسهم من قتلوا عائلتي الثانية"

حدّق رامز بلؤي الّذي كان هادئا وقال "بقدر ما أشعر بالغضب لأنّهم أفلتوا، إلّا أنّ ما حدث قد حدث والماضي لن يعود"

"أتعني بأنّك لن تبحث عنهم؟"

"لم أقصد ذلك، سأجدهم وسأجد كلّ شخص متورّط فيما حدث وسيدفعون الثمن غاليا، أعدك بهذا"

كان رامز يعلم بأنّه قريب جدّا من معرفة المتورّطين من أقاربه، فقد نصب فخّا محكما وكانوا قد وقعوا فيه بالفعل. ومع ما جلبته سارة من معلومات، شعر رامز بأنّه سيطوي قريبا ملفّين أثقلا كاهله طوال هذه السنوات، ملفّ مجزرة القبيلة وملفّ مقتل والديه.

أمضت لينا تلك اللّيلة في منزل رؤى، وحينما عادت إلى القصر في اليوم التالي، ذهبت مباشرة إلى مكتب رامز حيث كان هناك مع عماد ولؤي. بمجرّد أن دخلت لينا وألقت التحية قال عماد "من الجيّد رؤيتك في القصر ثانية"

ابتسمت لينا عند سماع ذلك ثمّ قالت "سألقي نظرة على ساحة التدريب"

"لماذا جئتِ إن كنت ستغادرين بهذه السرعة؟" سأل لؤي فقالت لينا مبتسمة "جئت لرؤية وجوهكم البائسة وأنتم تعملون"

ابتسم الجميع بسبب ما قالته، وحينما همّت بالخروج، وقف رامز من كرسيه قائلا "لينا، لنتحدّث قليلا في الغرفة المجاورة"

تجمّدت لينا في مكانها وهي تعرف بأنّه سيسألها عمّا حدث في الغرب. لكن لم تكن لينا وحدها من شعر بالذعر، فعماد ولؤي بدورهما شعرا بأنّ المحادثة قد تقود لشيء أسوأ، لكنّهما لم يستطيعا التدخّل. نظرت لينا إلى لؤي الّذي ابتسم ولم يكن بوسعها فعل شيء سوى اللّحاق برامز إلى الغرفة المجاورة للمكتب.

انتظر رامز إلى أن دخلت لينا ليدخل بعدها ويغلق الباب، وبمجرّد أن التقت عيناهما قال "أنت تعرفين ما الّذي أريد أن أسأل عنه"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن