الفصل 67: أمل زائف

37 4 3
                                    

حينما وصل رامز إلى ساحة الفرسان، كان الفرسان مجتمعين هناك بالفعل بينما كان ريان واقفا على المنصّة معه بعض من قادة الكتائب. اتجه رامز إلى المنصّة ووقف بجانب ريان، حينها تنهّد ريان وقال "جمعتكم لأجل حدث أمني خطير يجب أن تكونوا على علم به"

شعر الفرسان في تلك اللّحظة بنفس الشعور حينما لم يكن سامي موجودا بجانب ريان، كانوا جميعا يتوقّعون بأنّ الأمر يتعلّق بسامي، فلطالما كان بجانب ريان عند حدوث مشكلة ما، لكنّهم كانوا يتمنّون جميعا بأن يكون شعورا خاطئا.

واصل ريان كلامه قائلا "نائب الفرسان سامي اختفى، لم يعلن عن خروجه من جناح الفرسان ولم يعلن عن وجهته، وقد حصلت على معلومات تفيد بأنّه يتجّه للخروج من العاصمة"

دبّت بعض الفوضى بين الفرسان لكنّ ريان أوقفها قائلا "من اليوم فصاعدا، يُعتبر نائب القائد خائنا إلى أن نتبيّن ما حدث، وإن كان هناك من يعرف أيّ شيء منكم فعليه أن يتقدّم ويتحدّث وإلّا فسيكون خائنا ويتعرّض للعقوبة. لا أريد أن أسمع أيّ تكهّنات أو أيّ محاولة لتقصّي ما حدث مع سامي، وسيُعاقب كلّ من يخالف أوامري"

لم يكن ما أخبرهم به ريان مفاجئا فقط، بل كانت أوامره مقيّدة وغير معتادة. بالنّسبة لفرسان النخبة، كانوا يعلمون بأنّهم يستطيعون معرفة ما حدث لسامي إن حاولوا التقصّي، لكنّ أوامر ريان تعني بألّا يفعلوا أيّ شيء وهم يسمعون بأنّ قائدهم قد أصبح خائنا بين ليلة وضحاها.

شعر الفرسان بالغضب، لكن لم يكن بوسعهم فعل شيء سوى الثقة بأنّ سامي كان مضطرّا للخروج وليس خائنا، والثقة بريان الّذي طالما كان يقودهم بحكمة حتّى قبل أن يصبح قائدا للفرسان.

حافظ الفرسان على الهدوء رغم ملامح الحيرة والقلق البادية على وجوههم، وقد شعر رامز في تلك اللّحظات بالأسف على ما جعلهم وسيجعلهم يمرّون به.

أشار ريان للفرسان بالانصراف، بينما دخل مع رامز إلى مكتبه إضافة إلى ثلاثة من قادة الكتائب وهما فارسان وفارسة. بمجرّد أن أغلق أحد القادة الباب، قال ريان من فوره "بدأت العملية، ولدينا أسبوع واحد فقط"

كان قادة الكتائب يعلمون بالفعل عن خطّة ريان ورامز ويعلمون بأنّ سامي ليس خائنا بل هو طعم، وقد كان ذلك ضروريا لتسير الخطّة بنجاح.

تقدّم رامز من مكتب ريان وقال "هل سيعرف قادة المناطق الأخرى بالأمر؟"

"أجل، بمجرّد أن يسمعوا بخبر خروج سامي، فسيعلمون بأنّ العملية قد بدأت"

كان ريان ينوي عدم إرسال أيّ رسائل لقادة الكتائب في المناطق الأخرى، وذلك كيلا يشكّ عمّ رامز بأنّ ريان يعلم بالفعل بما يحدث، فإذا ما حدث ذلك فقد يتراجع عن الانقلاب بشكل كامل، كما قد يتعرّض سامي للأذى إن شكّوا به.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن