كانت نغم في مكتبها تحاول أن تعمل حينما بدأت أمطار خفيفة بالتساقط. وقفت نغم واتجهت إلى النافذة ووقفت عندها وهي تحاول تهدئة نفسها. رامز وريان والفرسان كانوا قد انطلقوا صباحا لملاقاة جيش الانقلاب المتوجّه نحو العاصمة. كان آخر ما قاله لها رامز هو أن تعتني بالقصر وتنتظر عودته.
لم يسبق أن خاض فرسان الشرق معركة كبيرة منذ انضمام نغم إلى القصر، ولذلك كانت قلقة ومشوّشة. كانت تعلم بأنّ الفرسان مدرّبون بشكل جيّد وبأنّ رامز وريان كانا يملكان خطّة بالفعل، لكنّها مع ذلك لم تستطع أن تهدأ.
تبادرت إلى ذهن نغم صورة سامي، الرجل الّذي يخوض مغامرة خطيرة من أجل رامز ومن أجل الشرق. كانت تعلم بأنّه إن أصاب سامي مكروه فستنقلب حياة الجميع رأسا على عقب. تنهّدت نغم بعمق ثمّ تذكّرت وجه ريان قبل مغادرته. لم تعد نغم تستطيع السيطرة على مشاعرها نحو ريان رغم أنّها كانت تريد بشدّة أن تتوقّف عن إعجابها به لأنّها كانت تشعر بأنّه لن يثمر.
حينما لم تستطع نغم أن تهدأ، توجّهت إلى المكتب حيث عماد ولؤي، وبمجرّد أن دخلت ورآها عماد ابتسم وقال "تبدين كالشبح"
ابتسمت نغم فوقف عماد من مكانه واقترب منها إلى أن وقف أمامها وقال "كفّي عن القلق، سيعود الجميع بخير"
نظرت نغم إلى عيني عماد وهي تشعر ببعض الراحة لرؤية ثقته الكبيرة، ثمّ التفتت نحو لؤي الّذي كان ينظر إليها بالفعل والّذي قال مبتسما "لا يمكنك أن تقلقي على جيش فيه رامز وريان، هما فقط يستطيعان التغلّب على هذا الانقلاب"
"معك حق" قالت نغم وهي تعلم بأنّ كلام لؤي صحيح، فهما من أقوى السيّافين في القارة.
كان عماد يعلم بأنّ موعد اللّقاء سيكون في الغد لأنّ المنطقة بعيدة عن العاصمة، وهذا يعني بأنّ الجيش سيخيّم في العراء في تلك اللّيلة.
"علينا أن نكون مستعدّين لكلّ الاحتمالات في الغد، لذلك تمالكي نفسك" قال عماد لنغم الّتي قالت "سأفعل"
كان كلاهما يعلم بأنّ جميع المؤشّرات تدلّ بأنّه لن يكون هناك أيّ هجوم على القصر، لكن رغم ذلك كان يجب على الجميع الاستعداد للأحداث غير المتوقّعة. كان رامز قد أخبرهم بألّا يحاولوا الاتصال به إلّا حينما يفعل هو ذلك، ولهذا كان عليهم الانتظار بهدوء.
حينما وصلت لينا إلى قصر الجنوب، وبعد التحيّات، سألت طارق مباشرة قائلة "ماذا يحدث في الشرق؟"
ليندا سيّدة الجنوب كانت قد دخلت القصر بعد إلقاء التحيّة على لينا، أمّا طارق قائد فرسان الجنوب فقد قال بمجرّد أن سمع سؤال لينا "لنذهب إلى مكتبي"
ذهبت لينا مع طارق إلى جناح الفرسان، وبمجرّد أن دخل كلاهما المكتب وأغلق طارق الباب قال مبتسما "كنت أتوقّع منك عبارات الاشتياق"
![](https://img.wattpad.com/cover/369432279-288-k604226.jpg)
أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...