الفصل 33: ريان

48 2 0
                                    

تجمّت نغم في مكانها ولم تستطع النظر إلى ريان الذي اقترب أكثر وقال "أجيبي"

وحينما طال صمت نغم، عرف ريان بأنّها ليست على طبيعتها. لا يتدخّل ريان في شؤون القصر إلّا نادرا لأنّه لا شيء يستدعي ذلك. وربّما لأنّه معتاد على التعامل مع الفرسان فقط، فقد استخدم مع نغم لهجة خشنة ما كان يجب أن يستخدمها معها.

تنهّد ريان وقال بهدوء "هل يمكن أن تخبريني أي غرفة؟"

"لم يحدث شيء" قالتها نغم وهي لا تستطيع النظر إلى وجه ريان.

"لقد سمع الحارس كلّ شيء، ولولا أنّه تدخل في آخر لحظة لكان قد حدث شيء أكبر"

ما حدث كان أمرا لم يحدث مع نغم من قبل، ولذلك كانت تشعر بالكثير من الارتباك والخوف ولم تكن تدري ما عليها فعله. كانت نغم تطمئن على ضيوف القصر كما تفعل عادة. ومن ضمن الضيوف، كان هناك رجل شاب مسافر قد أصيب وعثر عليه الفرسان في حالة سيّئة. بدأت حالة الرجل تتحسّن، ورغم أنّ نغم لم تكن تشعر بالراحة كلّما زارت غرفته، إلّا أنّها لم تتوقّع أن يغازلها علنا وأن يمسك يدها مستغلّا فرصة وجودها لوحدها، لولا أن دخل الحارس الذي كان قريبا من الغرفة. كان الحارس على وشك قتل ذلك الرجل، لكنّ نغم منعته وقالت بأنّه سوء فهم. وبسبب ذلك، قام الحارس بإبلاغ ريان ليتصرف.

"نغم، أنت لست الملامة هنا، بل أنت الضحية، ليس هناك داع لكلّ هذا الخوف"

وبمجرّد أن أنهى ريان جملته، بدأت دموع نغم تتساقط بغزارة. شعر ريان في تلك اللحظة بالارتباك ولم يعرف ما عليه فعله. لقد مرّت عليه حالات لفتيات يبكين خلال مهامه، لكنّه كان يترك مهمة المواساة لشخص آخر في كلّ مرة.

"لم أتوقع أن يحدث شيء كهذا لي" قالتها نغم وهي تحاول مسح دموعها فقال ريان "لا بأس، فقط اهدئي وسيكون كلّ شيء بخير"

شعرت نغم بأنّها بدأت تهدأ، لم تكن تتوقع ذلك، لكنّ الاعتراف بحدوث ذلك جعلها تشعر بحال أفضل من إنكاره. اكتفى ريان بالصمت إلى أن مسحت نغم دموعها فقال "ما رأيك أن تأخذي قسطا من الراحة وسأتعامل أنا مع الأمر"

رفعت نغم نظرها إلى ريان وقالت "لا يمكنك قتله أو إيذاؤه"

"لن أقتله، فقط اتركي الأمر لي"

عرفت نغم في تلك اللحظة بأنها لا تستطيع فعل شيء سوى التراجع لأن ريان لن يترك هذا الأمر يمر بسهولة.

"الغرفة رقم 67" قالتها نغم بصوت مرتعش فقال ريان "شكرا لك، اذهبي إلى مكتبك وسآتي إليك"

أومأت نغم برأسها وذهبت، بينما توجّه ريان إلى تلك الغرفة حيث ذلك الرجل. بمجرد أن دخل ريان إلى الغرفة، وجد الرجل يجمع أغراضه، يبدو بأنّه كان يستعد للرحيل. حينما نظر الرجل إلى عيني ريان، عرف بأنّه سيقتله، حينها قال بكلمات متعثرة "لقد كان سوء فهم، كنت أعبر لها عن إعجابي...."

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن