في الثامن من أغسطس، توفي فينياس سميث، وأستطيع أن أتخيّل كل تفاصيل تلك الليلة. أستطيع أن أرى وجهه وتجعّد أصابعه حول عجلة القيادة. أستطيع سماع تنفسه وأشعر بتسارع نبضه.
أعرف ما كان يفكر فيه عندما أخذ هذا المنعطف بسرعة كبيرة.
أعرف ما الذي كانا يتجادلان حوله قبل أن تدور السيارة الحمراء الصغيرة خارجا.
أعلم أن وجه سيلفي كان ملطخًا بالدموع عندما اصطدمت بالزجاج الأمامي.
سيكون من الخطأ القول أن سيلفي قتلت فينياس. لقد كانت أداة موته، لكنها لم تكن السبب. لو كان معي، لكان فيني لا يزال على قيد الحياة. لو كان معي لكان كل شيء مختلفا. ولكن ما هو الخطأ الذي لم يكن كذلك؟
أرى فيني جالسًا في السيارة الحمراء، مثاليًا ولم يمسه أحد. يسقط المطر من خلال ثقب الزجاج الأمامي لكنه لا يشعر به. لا يشعر بأي شيء. لا يعتقد شيئا. إنه على قيد الحياة.
ابقى. أهمس له. ابقى في السيارة. ابقى في هذه اللحظة. ابقى معي.
لكنه بالطبع لا يفعل ذلك أبدًا.
وفجأة، كما لو أنه تعرّض للكمة، عادت إليه حواسه. يشعر بالمقعد الجلدي الدافئ تحت بنطاله الجينز، وعجلة القيادة ممسكة بأصابعه بقوة لدرجة أن مفاصل أصابعه أصبحت بيضاء. يرى الزجاج يلمع من حوله والفجوة الواسعة أمامه. ومن خلال تلك الفتحة حيث كان الزجاج الأمامي ذات يوم، يراها. ومن خلال الظلام والمطر يرى سيلفي مستلقية على الطريق، ساكنة وهادئة.
ابقى، أنا أهمس.
وفجأة، تنفتح يداه عن عجلة القيادة ويخلع حزام الأمان الذي أنقذ حياته، ويفتح الباب ويركض نحوها على الطريق.
أرى بركة الماء بجانب رأسها رغم أنه لا يفعل ذلك. أرى خط الكهرباء الأسود اللامع الذي مزقته العاصفة ملفوفًا عبر الماء. فيني لا يرى: لا يرى إلا ما يظن أنها وجهته.
ترقد سيلفي على الجانب الآخر من البركة، آمنة وغير متحركة، وتخدم غرضها فقط.
يركع أمامها. يقول اسمها. إنها لا تتحرك. إنه مليء بالخوف والذعر الذي يطابق خوفي في مشاهدة هذه اللحظة. لتثبيت نفسه، ووضع يده اليسرى بالقرب من رأسها. يحدث له الموت فجأة أكثر مما أستطيع أن أصفه لك أو حتى أن أتخيله.
أنت تقرأ
لو كان معي
Teen Fictionلو كان معي لكان كل شيء مختلفا.. لم أكن مع فين في ليلة أغسطس (أوت) تلك. ولكن كان يجب أن أكون كذلك. كانت السماء تمطر بالطبع. وكان هو وسيلفي يتجادلان بينما كان يقود سيارته على الطريق الأملس. لا أحد يقول أبدًا ما الذي كانوا يتجادلون حوله. أشخاص آخرون ي...