حياة

٢٢

_ مرتضى ؟
_ ايوة مرتضى الميت عليك و اللي صبر الوقت دة كلو و ما قدر يطلعك من راسو
_ عايز مني شنو و بياتو عين بتتصل لي تاني ؟
_ عايزك انتي
سكتت شوية و دمي فار : انت واحد حقير و تافه يا ...
قاطعني : عايز اوريك اني ما نسيت العملتيهو فيني انتي و صاحبك اللي .. كان صاحبي ، خاين العشرة دة ، حأخليهو يندم علي العملو
_ بتستاهل لأنك واحد جبان
ضحك بسخرية : استنيهو ..
و قفل الخط في وشي بقيت ببلع ريقي بالعافية ، كان هدفو شنو من اتصالو دة ؟ ، معقول يكون هو السبب ورا اختفااء كمال ، معقول يكون عمل فيهو حاجة ؟ ..
ناديت أحمد و كنت متوترة شديد سألتو اذا كان بيعرف مرتضى
_ قصدك صاحبو المريض دة ؟
_ مريض؟
_ اي كان مريض نفسي ، انتي بتعرفيهو ؟
اتفاجأت : بعرفو بس ما كنت بعرف انو مريض ، كمال ما قال لي
_ اساسا حذرت كمال منو كتير ، تصرفاتو واضحة بس كمال ما بسمع لي زول و بحب يلم خلق الله فيهو ...
بقيت افكر ..
_ المهم مالو ؟
_ أحمد انت عارف بيتو وين ؟
_ لا ما عارفو بس تقريبا ساكن براهو اهلو برا
رجعت افكر و اهز رجلي بتوتر ،
أحمد : في شنو يا حياة ؟
_ أنا متأكدة انو كمال عندو و أنا خايفة يكون عمل فيهو حاجة و اذاهو
أحمد اتفاجأ من كلامي : دقيقة ، السبب شنو لكن ؟
وقفت علي حيلي : عاين مافي وقت خلينا نمشي بحكي ليك الحصل كلو
و فعلا طلعنا انا و أحمد بسرعة و حكيت ليهو اي شي ، مشينا القسم و أصلا ما كان في أي أخبار .. قدرنا نحدد موقع مرتضى من رقم التلفون الاتصل لي بيهو ..
ركبنا و انا كلي أمل انو كمال يكون هناك و الأهم انو يكون كويس ، جاني اتصال تاني من مرتضى أحمد عاين لي
_ دة هو ؟
قمت هزيت راسي *اي* ، اشر لي بأنو أرد ، و رديت ..
_ ألو
_ أنا بحبك و الله
غمضت عيوني بقلة صبر : مرتضى ...
قاطعني : أنا ما عارف انتي بتكرهيني كدا ليه ، و بتحبي كمال كدا ليه ، هو أحسن مني في شنو ؟
_ انت عارف انو كمال مختفي صاح
_ كمال في الحفظ و الصون ههههههههه
قمت قفلت الخط بسرعة و قلت لأحمد : زي ما قلت ليك كمال معاهو يا أحمد
_ الله يستر ، بس ما حيطلع منها
وصلنا العنوان ، و كانت عمارة من اربعة طوابق ، مرتضى ما كان متوقع اني وريت الشرطة و لمن نزلنا جنابو وقفني و منعني ادخل ، مع اني كنت متلهفة بس وقفت برا بتوتر و كنت مستنية بفارغ الصبر
بعد مسافة جنابو جا طالع و هو مكلبش مرتضى ، من شفتو دمي بقى يغلي و هو ما كان متوقع وجودي ، لمن شافني طير عيونو بي خلعة و بحلق فيني أنا صريت ليهو وشي و لمن جا قريب قلت ليهو : تف علييييك الله ياخدك
عيونو كانت شبه مدمعة و وشو غضبان ،
و بعد مرتضى فات بقبت مترقبة طلعة أحمد ، بقيت ما قادرة اصبر ، بعد شوية أحمد جا مارق طوالي لاقيتو ...
_ أحمد لقيت كمال ؟؟
_ كمال جوا حالتو صعبة و فاقد الوعي ، هسي اتصلت بالاسعاف
في اللحظة ديك مت من الخوف و ما قدرت اخش جوا اشوفو ، شوية و الاسعاف وصل لانو المستشفى كان قريب ...
شالوا كمال بالنقالة قدامي ، حسيت نفسي لي سنوات ما شفتو ، اشتقت لشوفتو و ملامحو و صوتو ، اشتقت ليهو شديد .. كان ما واعي بي حاجة و وشو كلو جروح و قميصو مليان دم ، لمن شفت منظرو ارتعبت و أحمد كان جنبي
_ كمال مالو يا احمد مالو ؟؟
أحمد كان منهار شديد طلعنا معاهو في الاسعاف ، كنت بدعي انو ربنا يسلمو ، كنت شايفة خوف امو و قلق خالتو في عيوني ، كان نفسي اطمنهم لقينا ولدكم و هو كويس ، كنت بدعي من قلبي ما يحصل ليهو شي .. شوية و وصلنا المستشفى و دخلوهو العنبر ، قالوا انو حالتو ما خطيرة شوية اتطمنا و قعدنا برا أنا و أحمد .. أبوي اتصل لي و كلمتو بالحصل و قال جاي المستشفى ، قفلت منو و قعدت ، كان لسة جسمي برجف كان الشعور بالذنب حيقتلني ، كنت حاسة انو الحصل لكمال دة كلو بسببي أنا اي انا السبب ، كانت امو حتفقدو و كلو من وراي .. عيوني رقرقت تاني و ندمت شديد اني اديت مرتضى فرصة .. أحمد كان بحاول يقوى عشان يطمني و أنا كنت شايفة الحزن في عيونو ... كيف ما هو اقرب صاحب ليهو ..
_ أحمد ، حيحصل شنو لمرتضى ؟
_ إحتمال ياخدوهو لمصحة و يكون تحت المراقبة
_ ربنا يعين
_ ما تشيلي هم
_ مافي شي حيخلصني من الاحساس بالذنب دة
_ ما تلومي نفسك كلو مكتوب و مقدر
_ و نعم بالله
عملوا الفحوصات لي كمال و استنينا النتايج ، و أول ما شفنا الدكتور سألناهو بلهفة قال انو اتعرض لجروح و الجروح التهبت و ماخد جرعات مخدر
_ حياخد نص ساعة كدا و يصحى ، كتبت ليهو مضاد حيوي لازم ياخدو بانتظام
حياة: يعني كويس ؟ ما عندو حاجة ؟
الدكتور : لا لا الحمد لله بخير ، بس الجروح لو التهبت اكتر كان ممكن تسبب ليهو تسمم بس ربنا ستر
و اخيرا اتطمنا قام جنابو جانا في المستشفى عشان ياخد اقوال كمال ، بعد صحى دخلو ليهو و أنا كنت قاعدة برا ، بعد خلصوا و شفتو جا مارق و احمد طلع معاهو دخلت بسرعة و لقيت كمال قاعد في السرير و راسو ملفوف بشاش ، وقفت في الباب و أنا بعاين ليهو كأنو لي سنوات عنو ، اتلفت  عاين لي عيونو كانت تعبانة شديد و واضح عليهو الارهاق ، ابتسم لي .. يا الله بس زمن عن ابتسامتو لي ، حسيت روحي ارتدت ، عيوني رقرقت بقيت شايفاهو طشاش و قعدت ابكي زي الشفع و ابكي بصوت عالي .. جاني صوتو متقطع و مرهق بناديني ..
_ حـ..ياة
و لمن سمعت صوتو قعدت ابكي زيادة و غطيت وشي
_ حياة و الله ما قادر اقوم اجيك اسكتي و تعالي وريني مالك بتبكي ؟
صوتو كان شبه رايح !
ما كنت مصدقة انو اخيرا قدامي ، ما مصدقة انو ما راح ، ما مصدقة اني حأشوفو تاني و تالت و كل يوم ، كنت ببكي فرح و شوق و عتاب و ببكي حاجات كتيرة هو كان بضحك علي بصوتو المبحوح و بقول لي ي "هبلة ، الببكيك شنو" ، بعد شوية مسحت دموعي و جيتو قريب و هو كان لسة بضحك ..
_ كمال ، انت كويس ؟
_ كويس و الله كويس يا حياة .. اقعدي
قعدت في طرف السرير و انا بمسح في دموعي ..
_ و بعدييييين ، الله يحلنا من البكاا دة
_ بكرهك
قام ضحك : عايزة تقنعيني انو بعد الدموع دي كلها بتكرهيني ؟
قمت هديت راسي *اي*
_ عايني لي .. حياة
بعد مسافة قمت عاينت ليهو ، حسيت قلبي فز من مكانو
سألني : خفتي علي ..؟
قمت زحيت عيني سريع : خالتو سمية خايفة عليك شديد و ما كانت بتنوم و خالتو...
قاطعني بهدوء : و انتي ؟
قمت عاينت ليهو تاني
واصل : كنتي بتنومي ؟
قمت هزيت راسي *لا*
_ اشتقتي لي ؟
قمت علي حيلي : خلااص
قام ضحك بصوت عالي : هههههههاي
نططت عيوني : اسكت هسي البشوفك بقول عيان ؟
قام جا أحمد خاشي و مسك كتف كمال و عصرو ليهو
_ تقوم بالسلامة سرييع يا ولدنا ، تعبتنا معاك
_ عندي منو غيرك يتعب عشاني
قام أحمد اشر ليهو علي بعيونو ، ضحكوا الاتنين و سلموا علي بعض تاني ..
كمال : حياة دي زولتي
أحمد : كلمت ناس البيت و هسي جايين في الطريق
كمال : مكلمهم لييه ياااا أحمد ؟ كنت حأطلع من هنا و امشي ليهم براي مافي داعي يجوا المستشفى
حياة : هوي تطلع شنو مافي ليك طلعة الليلة دي بتبيت هنا
فجأة اتذكرت منظر وشي و دموعي و خفت تفضحني قدامهم جريت الحمام و غسلت وشي ...