٤٢

1K 28 0
                                    


العربية كانت واقفة و انا مشيت عليها رنا استغربت و كانت عايزة تسألني بس جات وراي و لمن قربنا شافت احمد قدام .. رنا وقفت و انا جيت اتكلمت معاهم شوية و اتلفت علي رنا ناديتها .. كانت مترددة و خايفة بس جات و سلمت علي كمال ، احمد سلم عليها ببرود و كان مقبل منها .. ركبنا ورا .. و الطريق كلو كان كلامنا انا و كمال .. رنا كانت متكلة لي ورا و سارحة بالشباك .. اما احمد برضو كان لازم الصمت و صاري وشو ..
و بعد وصلنا رنا نزلت و خشت البيت بسرعة .. انا جيت لأحمد : احمد معليش .. تعبناك معانا الليلة و شغلناك
_ لالالا ولا يهمك يا حياة
_ طيب انزل اتغدى
_ و الله ماشي علي الشغل الليلة فوتو
ابتسمت : ربنا يديك العافية و نخدمك في الافراح
كنت من جواي حزينة لقصة اني بشكرو علي مساعدتو في تفتيش رنا كأنو غريب عنها .. رنا الكانت يوم من الايام بتهمو اكتر من اي زول ..
كمال نزل و جاني : حبيبي
اتلفتت عليهو و رديت بابتسامة ، واصل : عينك عليها عشان ممكن تتحسس من اقل حاجة
_ عارفة يا كمال و دي الحاجة المخلياني بقيت حذرة في تعاملي معاها و حتى في الكلام البقولو
_ تمام ... انا طالع كدا مع احمد و ناس امي ديل قلقانين علي رنا طمنيهم
هزيت راسي و فات .. دخلت البيت شوية و جونا خالتو سمية و هاجر خاشين يشوفوا رنا .. قعدوا شوية و طلعوا و انا و رنا بقينا قاعدين و اتكلمنا عن حاجة سيدة و عن طيبتها و كرمها و حنيتها ..
رنا : ما بتتخيلي ارتحت عندها كيف .. النوم النمتو في بيتها دة لي زمن يا حياة ما نمت نومة زي دي
ابتسمت : زولة بسيطة خلاص
_ انتي عارفة يحليلها عندها بت مطلقة و عندها ولدين صغار و قاعدين معاها شكلو ابوهم كعب ما بصرف عليهم تصرف عليهم هي و بتها برضو شغالة
_ بس وينهم هسي ما لاقيتهم؟
_ طلعوا من الصباح م بعرف
_ و ما عندها غير بتها دي؟
_ هي قالت لي عندها ولد
_ و وينو هسي؟
_ قالت لي زمان اتطلقت من راجلها و راجلها شالو و من الوقت داك ما شافتو كان عمرو زي 4 سنة
_ لاا حولاا كيف يعني تاني ما تشوفو
_ كان سافروا برا و هي المسكينة ما كانت عايشة هنا و ما عارفة حاجة و ماف زول ساعدها
_ يحليلها قطع قلبها في جناها
من بعد اليوم دة حسيت رنا متحسنة كتير .. لاحظت عليها تغيرات كتيرة .. بقت بمجرد ما يأذن الاذان تجري تصلي و تقرا قرآن بعد كل صلاة .. حرفيا اغلببة الوقت بقت مقضياهو في المصلاية .. مرات كنت بصحى نص الليل بلقاها تصلي و تدعي و تبكي .. طبعا ما كنت بحسسها اني شفتها عشان تاخد راحتها و تفضي قلبها من الوجع الفيهو .. مرت الايام و بقت ملتزمة شديد و اتحجبت حتى في بيتنا ما بتاخد راتحها زي اول و الطرحة او التوب ما بفارقوها .. حتى لبسها كلو بقى عبايات
حتى امي لمن رجعت لاحظت لي تغيرها و سألتني ، قلت ليها : في حاجات مرات بتحصل لي خير لينا و الله يا امي

خلصت امتحاناتي الاجتهدت فيها بقدر الامكان .. كنت دايما بلاقي دكتور هشام هناك و كان لسة متابع معاي حالة رنا ..
و طبعا بعد الامتحانات كان عندنا اجازة لمدة اسبوع قبل النتيجة .. قاعدين انا و رنا بنحضر في التلفزيون و كنا برانا في البيت .. فجأة قالت : حياة؟
كان شكلكها مترردة شوية اتلفت عليها و سمعت منها الما توقعتو : حياة انا عايزة الاقي احمد
سكتت مسافة : احمد؟  تلاقيهو ليه؟
_ انا عايزة اعتذر ليهو يا حياة ياريت تساعديني
ما تخيلت انو رنا ممكن تتشجع و تلاقيهو قدامها و الدايما كانت بتهرب من عيونو .. بس الانا كنت عارفاهو انو احمد ما حيقبل يلاقيها او يشوفها فعشان كدا اتصلت و وريتو انو انا عايزة الاقيهو بدون ما اوريهو انو رنا معاي:  في شنو يا حياة؟
_ بس ضروري يا احمد لو فضيت كلمني
_ بخصوص شنو
_ بخصوص كمال و شي مهم شديد
و بكدااحمد وافق و اتفقنا نتلاقى اليوم التاني .. قفلت الهط و عاينت لرنا : جهزي شعورك حتلاقيهو بكرا
رنا اتنهدت بضيق و توتر .. حسيت بالرعب الكانت حاسة بيهو .. يمكن دي اصعب مواجهة .. بس حتى في نظري دة الكان لازم تعملو مهما كلفها الموضوع
و اليوم التاني من الصباح طلعنا و استنينا احمد في الكافيه الاتفقنا عليهو .. قعدنا و كنت ملاحظة انو رنا جامدة شديد عكس ما شفتها امبارح كانت متوترة و خايفة .. من ما دخلنا الكافيه و الناس الفيهو عيونهم ما فارقت رنا .. هي ما لاحظت لانو بالها كان مشغول بس نظراتهم ليها كانت بتخترقني برضو
احمد اتصل لي و قلت ليهو اني جوا شفت. في الباب و هو شافني بس رنا كانت مدياهو ضهرها و شكلو من بعيد ما لاحظ ليها .. رفع لي يدو و جا خاشي و هو بعاين في التلفون لحد ما وصلنا و رفع راسو عايز يسلم لي و شاف رنا وقتها الابتسامة راحت من وشو و بانت عليهو اثار الصدمة .. وقف شوية و صر وشو و قبل راجع .. انا لحقتو بسرعة و وقفت قدامو : احمد اسمعني عليك الله ما تستعجل
عاين لي بصرة الوش ديك و عايز يمشي تاني وقفتو : حياة لو سمحتي ما عايز افقد اعصابي
_ انا اسفة بس اضطريت اكذب عشان اجيبك بس فرصة يا احمد عليك الله
و بقيت احنس فيهو اتناقشنا مسافة بعيد شوية و رنا تعاين من بعيد و في النهاية قدرت اقنعو و جا معاي و هو لسة ما راضي .. زح الكرسي بزهج و قعد و اتكل عليهو .. انا قعدت و اشرت لرنا بعيوني انو تتكلم .. رنا عاينت لي احمد : احمد كيفك؟
احمد اخد ليهو ضحكة باستهتار و قال : الحمد لله
فتحت تلفوني و وقفت علي حيلي كنت عايزة اخليهم ياخدوا راحتهم في الكلام ، قامت رنا مسكتني من يدي : اقعدي يا حياة
_ بس ماشـ..
قاطعتني : مافي حاجة تتخبا ، كلامي دة مستعدة اقولو قدام اي زول و انتي ما غريبة علي
قعدت استجابة لرغبتها .. و هي اتلفتت علي احمد : عاين يا احمد انا و الله ما جبتك هنا عشان .. اقوليك نرجع لبعض ولا انا الصراحة عايزة نرجع .. لانو بعد العملتو .. عـ ..عارفة نفسي ما بستاهلك تاني .. و مهما وصفت و اتكلمت ما حتقدر تفهم الندم الجواي ، انا ضميري معذبني و ما قادرة اسامح نفسي ، انا عمري ما شفت منك حاجة كعبة و ما قصرت معاي في حاحة بس انا الغلطانة و انا الما عرفت احافظ عليك
احمد كان بعاين ليها بكل برود بدون حتى ما يرد بكلمة .. كان جاي كمستمع لا اكتر .. رنا كانت بتديهو عين عين و تواصل : مـ.. ما عايزة نرجع لبعض .. بس عايزاك تسامحني و عارفاها حاجة صعبة بس .. سامحني و تاني بوعدك ما تشوفني ولا ح اضايقك اكتر من كدا
انا عارفة انو من جواها كانت بتتقطع و هي بتقول كلمة .. بتقول كلام هي ذات نفسها ما مقتنعة بيهو انا عارفاها عايزة ترجع ليهو حتى لو قالت عكس كدا ..
بعد مسافة احمد رد بنفس برود النظرة : خلاص؟ .. و الله ياريت ما اشوفك  (و هو قايم من الكرسي) العفو و العافية
عاين لي و طلع بسرعة .. رنا سرحت بعيد و دمعتها نزلت علي خدها عاينت ليها : رنا حبيبتي افهمي موقفو
هزت راسها : استنزفت قوتي شديد الليلة عشان اظهر قدامو جامدة و قوية ( رفعت راسها لي ودمعتها في خدها ) عشان ما تنزل دمعة من عيني و تفضح كذبي و تفضح حبي ليهو  .. و نجحت بس دة كل الهاميني يا حياة
سكت مسافة ، و قلت : رنا انتي متأكدة انك ما عايزاهو؟  ما نفسك ترجعوا لبعض؟
ردت : انا عارفة اني خسرت احمد و ما ح اقدر ارجعو لي تاني و حتى لو رجع .. حتى لو رجع لي يا حياة ما حيكون زي اول .. حتفضل الحاجات الحصلت في بالو و تزعزع علاقتنا و تزعزع ثقتو فيني فعشان كدا احسن ما يرجع ..
رنا حرفيا ختت قلبها و عواطفها جانبا و فكرت بعقلها .. كلامها كان منطقي ، بس برضو ما كنت قادرة اتجاهل الصوت البقول لي انها من جواها عايزاهو

حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن