فتحت الساخن بارد قدامها و ريحة المحشي الحار جات طالعة لمن شهتني انا ، رنا اتفاجئت و قالت : ما بصدقق!
شالتو مني و قالت لي : بجد يا حياة انا مشتهية الطبيخ ما بتصدقي قدر شنو كرهت اكل المستشفيات و الحاجات المعينة المحددنا لي دي
ابتسمت بعد شفتهتا فرحت بيهو .. : طب عايزاك تكمليهو كلو ، (وقفت) و انا لازم امشي هسي
_ تمشي؟ ما حتاكلي معاي؟
_ لا ي رناا لازم امشي هسي ح اتأخر
عاينت لي بحزن قمت قعدت راجعة : طيب خلاص ح افطر معاك اول
_ اي ياااخ ما بقدر براي
و فطرنا في حتتنا ديك و دردشنا شوية ، رنا سألتني: حياة عايزة اسألك
عاينت ليها قامت واصلت : انتي كويسة ؟
اخدت ضحكة و قلت ليها : الحمد لله كويسة اي ليه؟
هزت راسها و قالت ; و الله مش لو ضحكتي، يا حياة انا حاسة بيك مهمومة في شنو وريني؟
في اللحظة ديك قربت دمعتي تنزل بس اتماسكت ، بجد ما كان في زول بقدر يقراني زي رنا .. زي زمان .. كنت بحس نفسي شفافة قدامها و ما بقدر اداري عنها حاجة، لانو بمجرد ما تعاين لي بتفهم الفي دواخلي كلو ..
_ صراحة يا رنا في موضوع كدا .. مضايقني شوية ..
قاطعتني : مضايقك شديد
عاينت ليها تاني اخدت نفس و هزيت راسي *اي* : بس ما تشغلي بالك ، ان شاء الله كلو بتحل
_ انتي و كمال كيف؟
_ ارتبطنا
طيرت عيونها : يعني اعترف ليك بحبو؟
_ طول الكلام دة و .. انا برضو اعترفت ليهو و كنا كويسين
_ و هسي الحصل شنو؟
_ حصل سوء تفاهم بس
_ اتمسكي اتمسكي يا حياة و اعملي العليك (سرحت بعيد) لما تلقي حبك ما تفرطي فيهو يا حياة .. ما تفرطي
عيونها رقرقت و في الساعة ديك عرفت انها كانت بتفكر في احمد .. كنت شايفة الندم في لمعة عيونها و طريقة كلامها ..
طلعت و انا في طريقي للجامعة ، انا كمان كنت حاسة بالندم و الذنب ، كان نفسي انو كمال يسامحني و نرجع زي اول ، دة كل الكنت عايزاهو و كل ما اتذكر الموضوع عيوني بتدمع .. ما قدرت اتمالك نفسي و اتصلت عليهو ، سمعت صوت الجرس في اضاني و مسكني التوتر .. جرس جرسين تلاتة و الرابع قفل الخط في وشي .. ندمت ندمت شديد لأني اتصلت اكيد هو ما طايق يسمع صوتي ، وصلت الجامعة و قعدت شوية صورتو ما كانت مفارقة خيالي ولا صوتو ، ما قادرة امحي اماكنا الكنا بنتلاقى فيها ولا قادرة انسى ونستنا و كلامنا و ضحكنا و هظارو معاي ، و في لحظة انهيار طلعت تلفوني و كتبت ليهو '' كمال انا اعتذرت ليك بس ليك حق ما تتقبل اعتذاري رغم اني ندمانة و عارفة نفسي جرحتك شديد ، ما نفسي اقولها بس شكلها دي النهاية ، شكلك ما حبيتني بشكل كافي يخليك تسامحني علي غلطة انا ندمانة عليها فخلينا ننهي كل شي عشان ما نتعذب الاتنين '''
رسلتها و قفلت التلفون و ختيتو كالعادة المرة دي كان خوفي من الرد اكبر
انا البادرت بطلب الانفصال ..
بعد الدوام خلص رجعت البيت العصر كالعادة .. دخلت استحميت و جيت قعدت في سريري ، من بعد ما اكلت مع رنا تاني اليوم كلو ما اكلت ولا كان عندي نفس اكل .. ولا حتى كنت قادرة انوم ..
بس كنت شايلة تلفوني و سارحة فيهو ، كان لسة عندي امل في اتصال .. رسالة .. اي حاجة تعبرني و تطفي النار الجواي .. اسوأ احساس انك تكون الغلطان
المغرب جا و مشيت صليت و جيت قعدت في الاوضة زي المتوحدة شلت الكتاب و رجعت اقرا الرواية من محل ما وقفت .. فجأة وقفت القراية ، حسيت بتعب بس كان تعب نفسي ، صرخت و جدعت الكتاب بعيد ، دموعي نزلت .. دنقرت و غطيت وشي بيديني .. بعد مسافة مسحت دموعي و بفيت بعاين للكتاب من بعيد و سرحت فيهو .. جات امي خاشة عاينت لي مسافة : حياة يا بتي في حاجة؟
هزيت راسي *لا* : فترانة شديد بس يا امي
و رقدت عشان اداري حزني .. امي جات علي شوية و قالت بفرحة : خلاص قومي شوفي ليك توب نضيف و مكوي البسيهو
عاينت باستغراب : و دة ليه ؟ ماشين وين؟
_ سايقاك معاي بس
_ وين؟
_ ما تفصلي معاي بس قومي سرييع
كانت مستعجلة و فاتت دخلت المطبخ .. مشيت غسلت وشي بموية و جيت فتحت دولابها سليت لي توب لبستو و جيت عليها في المطبخ .. اتلفتت علي و عيونها كلها فرح .. انا كنت مستغربة شديد قمت سألتها : اها ماشين وين؟
_ ما ماشين مكان
طلعت عصير من التلاجة و كانت مجهزة كبابي برا كبتو فيها و انا بعاين ليها زي الاطرش في الزفة ما كنت فاهمة في شنو ، و هي بتتجاهل اسألتي .. : دة لي منو؟
شالت الصينية ام كبايتين و مدتا لي و قالت : امشي يا حياة ابوك معاهو ضيوف في الصالون ودي ليهم العصير
قلت بخلعة و رجعت لورا : اودي ليهم انا ليه؟ مؤيد وينو
_ مؤيد ماف
و جات مسكتني الصينية بالقوة و لزتني براحة ، قعدت اتزهج هسي دة كلو عشان اودي للضيوف عصير في الصالون .. مشيت و انا صارة وشي بزعل و جيت خاشة الصالون .. و الساعة العاينت ، الصينية قربت تقع من يدي و قلبي كالعادة اشتغل دلوكة .. كمال؟ كان قاعد و معاهو ابوهو .. هديل الضيوف القاصداهم امي ؟ و من متين ناس كمال ضيوف ..
انا اتفاجئت بشوفتو لدرجة وقفت مكاني لحد ما ابوي بقى يعاين لي و هم بتونسوا .. واصلت طريقي و جيت ختيت العصير في صمت .. سلمت عليهم و ابوهو كان مبسوط شديد و بضحك سألني من حالي و احوالي و وقفني مسافة كنت برد و انا غيني في الارض كلو عشان اتفادى عيون كمال و بعدها طلعت
، جيت خاشة البرندة لقيت خالتو سمية و هاجر قاعدين ، خالتو سمية من شافتني وقفت علي حيلها و بقت تعاين لي بابتسامة حنينة و جيت عايزة اسلم عليها قامت حضنتني عليها .. سلمت علي خالتو هاجر و قعدت معاهم ، جات امي برضو قعدت معانا و كنت حاسة انو في شي مع طبيعي بس التزمت السكات ... قامت خاالتو سمية سألتني : حياة حبيبتي ، انتي عارفاني معتبراك زي بتي و بعزك و بعز امك دي
ابتسمت و في نفس الوقت كنت مستغربة مناسبة الكلام دة شنو ..
زحت شوية و نادتني اقعد جنبها و قالت لي براحة و الابتسامة مالية وشها : انا عايزاك لي كمال ولدي ، و كمال برضو ما عايز غيرك يا حياة .. اها رايك شنو؟
حسيت بالكلام زي الصاقعة الوقعت في راسي و ما قادرة اصدق .. كنت شايفة كلامها زي الحلم .. سكتت مسافة و لساني اتربط ، و كل القدرت انطقو كان اسمو : كمال ؟
غمصت عيونها باطمئنان و مسكت يدي : عايني ي بتي فكري و اخدي راحتك ما بنضغط عليك
هزيت ليها راسي و وقفت بارتباك و دخلت الاوضة و قفلت الباب ، ختيت يدي في قلبي و انا بتنفس بسرعة ، كنت سامعة دقاتو العالية ، يااا الله ما مصدقة دة كلو كتير علي ..
فتحت تلفوني لقيت كمال رادي علي رسالتي " زي ما قلتي البحب بسامح و انا سامحتك من اول مرة قلتي فيها انك اسفة بس كان لازم اثبت ليك حبي قبل كل شي و تلقيني قاعد مع ابوك في بيتكم و اقول ليهو عايز بتك تكون حلالي ما قصدي ازعلك و اخليك تهمي انا سامحتك من قلبي وافقي يا حياة و ما بخليك تبكي تاني "
رجعت اقرا اسم المرسل مية مرة عشان اتأكد انو دة نفسو كمال
العبرة خنقتني و ما كنت عارفاها دي دموع فرح ولا زعل ولا شنو بالضبط ، كان في اللحظة ديك اصرخ و اقول ليهم مواافقة لحد ما ناس ابوي الفي الصالون يسمعوني و لحد ما كمال يسمعها ..
فجأة باب الغرفة دق و انا كنت واقفة وراهو اسم صوت امي تناديني فتحتو و انا بقش غي دموعي ، لقيتها مبتسمة : اها يا حياة
أنت تقرأ
حياة
Romanceفي الرواية دي حأحكي الجزء الشبابي من حياتي .. عن مفاهيم اتبدلت و اتغيرت ، بحكي عن الألم و الحزن و الفرح و الخذلان .. " اسمي حياة عبد الكريم ، عائلتي صغيرة اللي هي مكونة من أمي و أبوي و محمد أخوي الكبير ( متزوج و ساكن في القضارف نسبة لي ظروف شغلو ) و...