حياة

٤٠

سنتنا كانت علي وشك الانتهاء و امتحانات الفاينل علي الابواب .. كان عندنا اجازة لمدة اسبوعين و تخريج كمال كان واقع نص الاجازة دي .. و ما كان عندي اي طريقة عشان افوتو ...
كمال كان مستنيهو بفارغ الصبر و من زمن قاعد يجهز ليهو .. و قبلو بيوم قاعد يستشيرني في الملابس الحيلبسها شنو و قررنا نلبس نفس اللون .. و بقينا محتارين في اللون يكون شنو
رنا كانت جنبي بنحضر في التلفزيون قمت لكزتها بكراعي : هيي رناا كدي اختاري لي لون
_ لون شنو؟
_ لون بس قولي اي لون سريع
_ امممم اخضر
_ يااخ اخضر شنو نحن ماشين المدرسة؟
_ مهو يا هبلة انتي ما عايزة تقولي لي  عشان اشوف ليك لون مناسب
_ انا و كمال عايزين نلبس نفس اللون بس ما عارفين يكون شنو
_ امممم اسود
_ بس كدا ما حيكون واضح اننا مطقمين
_ طيب أحمر ؟ ..
_ اجييي احمر
_ ههههه ما حلو؟
_ لا بس اصلا ما عندي فستان احمر
_ و كمال عندو قميص احمر؟
_ تخيلي
_ خلاص يا زولة ههههه بمشي اشوف لييك روعةة هههه اصلا الالوان كلها عندها و..
فجأة سكتت و اتذكرت .. نست للحظة كل الحصل ، روعة منو؟ بت عمها؟ بس هي بقت بالنسبة ليهم نكرة ... عم الصمت بيننا قمت كسرت الحاجز ..
_ اتذكرت عندي واحد ازرق حلو و لبستو مرة واحدة .. بحبو يعني عشان هو بسيط و كدا
اثناء ما بتكلم عاينت ليها لقيتها سرحت كالعادة ... قمت علي حيلي : انا ماشة اجيب عصير من التلاجة .. خليتها و مشيت
و يوم التخريج رنا ابت تمشي معانا .. كانت خايفة تلاقي احمد .. و أحمد لابد يجي في يوم زي دة عشان كمال .. ما كنت قادرة اخليها .. : حياة اسمعيني اوعك تتقيدي بي و امشي
_ بس يا رنا لاز...
قاطعتني : خلاص ولا كلمة ، اعتبريني ماف و الله يا حياة لو خليتي المشي عشاني حأطلع من بيتكم
_ طيب ي رنا اهدي .. خلاص ح امشي
زحت ملامح الغضب و ابتسمت لي : كمال بكون مستني يشوفك الليلة
طبعا ابو كمال ما كان حاضر التخريج ولا حتى خطوبتنا ما قدر يحضرها .. مشيت انا و امي و مؤيد مع ناس خالتو سمية و هاجر
و اصحاب كمال كانوا ماليين المكان .. اليوم داك كمال كان طاير من الفرحة و انا كنت مبسوطة عشانو ..

مروا يومين و محمد اخوي جانا و المرة دي عشان يسوقنا عرس احلام زي ما قال لينا المرة الفاتت و انا الموضوع كان غايب عن بالي تماما .. خصوصا اني كنت ضاغطة نفسي شديد مع الامتحانات .. اليوم كان سبت ابوي في الشغل و انا و امي و رنا و مؤيد قاعدين نفطر .. فجأة الباب دق مؤيد قام فتحو عاينت بالشباك و قلت : يا الله الفقر دة الجابو شنو؟
امي : منو الجا
جيت بزهج : دة محمد
امي بخلعة : بسم الله نسيت قالي انو جاي
رنا قامت علي حيلها و خشت جوا
امي عاينت ليها : اكلي يا رنا
بس خشت بسرعة بدون ما ترد .. محمد و مؤيد جوا خاشين .. مؤيد طوالي رجع قعد معانا في الصينية ، و محمد كفكف قميصو : يا سلام و الله حصاني جراي
امي : كويس الحصلتنا
محمد : ان شالله تكونوا جهزتوا حالكم .. انا ببيت الليلة و بكرة الصباح نقوم
أمي : الله يحيينا ..
محمد عاين لي مسافة و انا باكل بدون ما ابادلو النظرات : اها ي حياة لو عندك حاحة ما جهزتيها جهزيها من هسي عشان بكرة ما نتأخر
عاينت باستغراب : بس انا ممتحنة
محمد : عان اتناقشنا في الموضوع دة قبل كدا و قفلناهو
امي : محمد اختك عندها امتحانات نهائية عرس شنو البتمشي ليهو؟
محمد : حتى انتي يا امي عايزاها تقصر في الواجب
امي : الواحب انا دي ماشة اسدو و هي ماف زول بلومها بي عذرها
محمد رجع عاين لي و رفع اصبعو بتهديد : ياا زولة هووي شفتي ما تقوليي لي امتحانات ولا جن ازرق تمشي يعني تمشي و ما عايز كلام كتير
امي : اجيخواني؟  عايز تعمل ليها شنو يعني لو ما مشت
محمد : انا اصلا عارفها ما عايزة تمشي عشان صاحبتها بت الكلب القاعدة ...
فجأة صرخت بإسمو و وقفت بسرعة .. ما عارفة انا عملت كدا كيف بس كل العارفاهو اني ما قدرت اسيطر علي غضبي و استحمل اساءات اكتر من كدا .. كلهم بقوا مهجومين و بعاينوا لي
واصلت صراخي : كفااااااية ياااخ ارحمنااا من كلااامك و الفااااظك
كان لسة متفاجيء من انتفاضتي الغريبة عليهو و قال بهدوء : بتردي علي انا؟
بصوت عالي : برد يااخي بررد انت منوو عشاان ما ارد عليييك؟ كرهتنيي عيشتيي و حيااتي و عذبتنيي يااخ سيبنيي في حااالي و خلييك مع مرتتتك و بتكك حتتحكم فييني لمتيين
امي مسكت يدي عشان تهديني بس لسة كنت معصبة .. محمد عاين لأمي : شايفة بتك؟ شايفة التطورات؟  شكلو الفاجرة ديك اثرت فيها
_ محمد اسمع دي ماا بتخصكك و مااا تتعدى حدوودك بالكلااام عنهاا و البتتكلم عنهاا دي احسسن مليون مرة مننك عامل فيها كاامل و مكملل
وقف علي حيلو بغضب و ضربني كف بكل قوتوو طوالي امي وقفت بيناا و مسكت محمد و حجزتناا .. انا بديت ابكي و اصرخ بصوت عالي يومها فضيت الفي قلبي كلو .. قلت كلام كنت كاتماهو من سنين .. سنين من الانكسار و الخوف و الذل قدامو .. و ما توقعت يجي يوم و اكسر الحواجز دي .. لمن كسرتها قلت كل شي و ما خفت من ردة فعلو .. اول مرة احس عندي الشجاعة عشان اتحداهو و ارفع عيني في عينو و اعلي صوتي عليهو .. كتير صبرت علي ظلمو و مشاحناتو و مطاعناتو لي بدون سبب .. بس الشي الما كان عارفو انو اي شي عندو حدود
جطنا شديد و اصواتنا علت .. محمد كان بحاول يضربني و امي بتمعنو و تحاول تهدينا ..
ابوي جا حسم الفارغة و منعني امشي .. امي مشت معاهو في نفس اليوم و هو كان فاير من الزعل لانو ما قدر يمشي كلامو علي ... 
رنا كانت مستاءة و حاسة بالذنب ، فكرت انها سبب المشكلة رغم اني فهمتها انو ما ليها علاقة بس برضو كلامي ما غير تفكيرها ، تاني يوم صحيت متأخرة لأني كنت مساهرة في القراية .. عاينت في السرير الجنبي لقيتو مفرش و الاوضة كلها نضيفة طلعت برا لقيت البيت كلو نضيف و مرتب .. ابوي كان في الشغل و مؤيد مشى المدرسة .. شكلو رنا صحت بدري و نصفت البيت كدا .. كان لسة راسي مليان نوم مشيت اتسوكت و اتوصيت و جيت صليت بعدين مشيت المطبخ كبيت شاي ، فجأة حسيت البيت فاضي و حمتو كلو و انا بفتش علي رنا .. بس مافي ليها اي اثر .. فجأة قلبي قبضني و قعدت في السرير قلت استنى شوية .. اتذكرت موقف المرة الفااتت و قلت يمكن حنت لي بيتهم القديم و مشت هناك .. استنيت شوية بس ما جات راجعة .. ماف زول في الحلة ممكن تمشي ليهو .. لبست توبي و جريت بسرعة علي بيتهم و بقيت ادق في الباب بتوتر .. فتحت لي مرا ثلاثينية في العمر كدا ، شكلهم الناس الاشتروا البيت استقروا خلاص ..
عاينت لي : اهلا و سهلا
_ الله يسلمك .. عايني عايزة اسألك اذا في بت جات عنا ... ااا .. دقت الباب
_ بت منو؟
_ بت في عمري كدا
_ عموما ماف زول جا هنا
_ طيب تسلمي و .. اسفة علي الازعااج
_ ولا يهمك
قلبي اكلني زيادة .. رجعت البيت تاني و بقيت بنادي و بنادي فيها بس شكلها لسة ما جات .. و ما كانا عارفة اهلها سكنوا وين عشان تمشي ليهم .. بس ياربي تكون فاتت وين؟
مشيت فتحت الدولاب و المفاجأة لقيت هدومها كلها مافي ..