حياة

١٦

بعد رجعت البيت قعدت مع نفسي شوية ، ناس البيت كلهم كانوا ملاحظين اني متغيرة ، راجعت روحي عاينت لي وشي بعد غياب دام ايام .. لقيت اني كنت ظالمة في حق روحي و شكلي بطلع بدون نفس بينما رنا ما كان هاميها شي و كانت عايشة و مبسوطة و بتجي قاشرة و اخر ميك اب .. الا انا البهدلت نفسي بنفسي يمكن لاني ما فارقة معاها زي ما هي فارقة معاي .. فكرت في كلام كمال و كنت محتاجة اسمع كلام زي دة في الوقت دة .. نظرات جواهر لي كانت نظرة انتصار لانها كانت شايفة الهزيمة في عيوني ، قررت ما اديها فرصة تاني تشوف او تحس وجعي ..

كان صباح اخر امتحان صحيت بدري ، اول زول خطر في بالي كان كمال ما عارفة ليه بس من زمن اول مرة اصحى و يخطر في بالي زول غير رنا ، قمت من السرير عاينت لي نفسي في المرايا ، ابتسمت ، اخيرا نمت يدون ما ابكي و بدون ما تتورم عيوني ... لبست و اتزبطت بمزاج ما حصلي قبل كدا و عملت فل ميك اب و جيت طالعة من الاوضة لمن امي ما عرفتني وقفت عاينت لي مسافة لمن شفتها كدا ضحكت
_ بسم الله حياة؟
_ اي يا امي بتك
_ الحاصل عليك شنو الليلة ؟
_ اخر امتحان قلت اغير شوية
_ خففي الزفت الفي خشمك دة ابوك لو شافك كدا ما حيخليك تطلعي
عاينت بي شاشة تلفوني : وبعليي كتير و الله خلاص بخففو و اطلع
بستها في راسها و جريت طلعت قبل ابوي يشوفني ، الامتحان كان متأخر شوية لكن مشيت من الصباح عشان القى وقت اقرا هناك و فعلا وصلت بدري اتصلت لي كمال قال لي انو جنب القاعات مشيت ليهو لقيت معاهو زملاؤو كأنو براجعو في حاجة بخصوص الدراسة جيت قلت ليهم السلام عليكم رد علي بدون م يرفع راسو
_ امممم لو مشغولين بجي بعدين
_ لا دقيقة بس هسـ...
رفع راسو و قطع كلامو لمن شافني ، قام وقف متفاجيء
_ كذاابة و الله
اصحابو اتخلعوا و بقوا يعاينو ليهو باستغراب و انا بقيت ااشر ليهو بعيوني اسكت لاني عارفاهو عايز يقول شنو قمت ضحكت شوية و قلت : عان بعد تخلص عايزاك
و مشيت بدون ما اديهو فرصة يرد بعد مسافة جاني و لسة بنفس النظرات و هو بضحك
_ الحصل دة بسبب كلامي القلتو ؟
_ ابدا دة قراري براي هههههه
_ المهم انا مبسوط بالجد لأنك رجعتي و أحسن كمان ... تعالي نقعد
اثناء ما ماشين بسرعة وقفتو : كمال ..
سكت و اتلفت علي : صراحة القلتو لي هو الخلاني اعيد التفكير ، حسستني انو انا ما وحيدة زي ما افتكرت لسة الدنيا بخيرها و لسة في زول ممكن يقيف معاي ... بالجد كنت محتاجة ليك و لقيتك
ابتسامتو راحت و رد لي : برضو يا حياة ، انا ما عايزك تتعودي علي انك تعتمدي علي زول الليلة بتلقيني يمكن بكرة ما تلقيني خليك انتي السند لنفسك قبل اي زول .
ما عارفة ليه كلامو احزني ساعتها و شال البسمة مني برضو ، و لمن حس بي رخيت غير نبرتو و غير الموضوع
_ اها يعني الليلة اخر يوم ؟ رايك شنو اعزمك بالمناسبة دي ؟
_ انت ما شايف عزوماتك كترت ؟
_ يعني عشان عزمتك مرة واحدة ؟
_ رايك شنو اعزمك انا ؟
_ ليه الخلص امتحانات انا ولا انتي ؟
_ نعمل تغيير
_ اجلي عزومتك عشان ح اطالبك بيها بعد التخريج
_ طيب خلينا نشرب شاي لاني ما شربتو و الجلسة قربت
وقفنا و اثناء ما ماشين لقينا رنا و جواهر في وشنا ، ما انكر لمن شفتها حسيت نفسي بديت ارخي بس اتراجعت سريع و حمرت ليها و هي كانت مستغربة فيني ، ابتسمت ليها نص ابتسامة و جيت سلمت علي جواهر اثناء ما كمال كان بسلم عليهم و عاين لي باستغراب برضو ، جيت لي رنا و سلمت عليها بكل عين قوية ، جواهر قعدت تاخد و تدي مع كمال و انا و رنا نتبادل النظرات فجأة قالت لجواهر بنهرة : خلينا نمشي
جواهر : طيب يا كمال بنتلاقى
كمال كان بمشي فيها و بعد فاتوا مننا عاين لي لقاني صارة ليهو قام ضحك : اسمعي ما تعايني لي كدا انا مشكلتكم دي ما حأتدخل فيها
ما رديت عليهو و مشينا لي خالتو حسنات قعدنا كدا قام كمال سألني : خلاص قررتي انك ما تستردي صاحبتك ؟
هزيت ليهو راسي بالنفي ،
واصل : معقولة يا حياة ما بصدق انو صحبتكم تنتهي هنا و الله .
حياة : انا حاولت بس هي ما حاولت ، المحاولة من طرف واحد ما بتنفع
كمال : انا زعلان عليكم و الله
شلت نفسي و قلت : تتذكر لمن قلت لي ماف زول بياخد زول من زول ، و البمشي دة بمشي بي رضاهو ؟ هسي هي مشت بي رضاها و انا ما حألوم جواهر اللوم كلو عليها هي .
كمال : البحصل كلو خير ...
بعد الامتحان لاقاني كمال تاني و طلعنا مطعم برا الجامعة و بعدو مشينا اكلنا ايسكريم و انبسطنا ، كان أحلى يوم من بعد مدة مليئة بالكآبة ، كمال كان كفيل يشيل كل السلبيات مني ..
رجعت البيت و انا مبسوطة و مروقة رغم التعب و كان عندنا اجازة لمدة اسبوع ، رجعت الواتس و نزلت لي المحادثات القديمة و كان بينها محادثتي مع رنا ، قويت قلبي و حذفتها كلها عشاة ما احن .. بقيت املا وقتي بكمال .
مر كم يوم و انا شبعت نوم ، امي كانت ملاحظة تغيراتي الكتير ... و اثناء ما بخت معاها الغدا في المطبخ
_ حياة ، رنا طولت منك ، و انتي ذاتك بقيتي ما بتمشي ليها مالك ؟
اتنهدت قامت عاينت لي : لسة متشاكلين ؟
_ اي .. لسة
_ دي مشكلة شنو اصلها ؟
ختيت الصحن من يدي و اتلفت ليها : أمي ، المشكلة المرة دي م صغيرة و ما اظن نرجع ، اي شي اتغير
عايننت لي و هزت راسها : ما حأقول الا الله يهديكم
تاني يوم بالصباح كنت قاعدة بحضر في التلفزيون معاي مؤيد ، فجأة جات امي خاشة : مؤيد قوم ناس خالتك ديل وصلوا برا عشان تساعدهم
قلت باستغراب : خالتي هويدا ؟ جات متين ؟؟
امي : لا ما هويدا ،
و فاتت طوالي قبل ترد لي ، مؤيد قام علي حيلو قمت سألتو : مؤيد ، خالتك منو يا ولد ؟
مؤيد : انا عارف ؟ ماشي اشوف
طلع ، و بعد مسافة مافي زول جا خاشي قمت استغربت نطيت عاينت بالشباك لقيت باب الشارع فاتح ، قام غلبني اصبر لبست توبي و طلعت لقيت دفار كبير واقف شايل عفش ، نططت عيوني في زول رحل في بيت ناس طه و دة البيت الكان قصادنا طوالي ،  امي واقفة توصف ليهم و تتكلم معاهم جيت عليها : امي ، ديل منو الرحلوا هنا ؟
عاينت لي باستغراب : اجي ي بت ما كلمتك انا ؟
بعد شوية جات عربية صغيرة وقفت قدامنا امي طوالي انشغلت مني ، ناس خالتو سمية ؟؟ و معاهم كمال ؟  و واحد كدا سايق العربية ما بعرفو لكن شكلو شخصية ، انا بقيت واقفة مخلوعة و مطيرة عيوني كأنو حلم حلم .
جات خالتو سمية مسكتني تسلم علي و انا مصدومة