بقيت بغمص عيوني و حاسة راسي تقييل .. الاصوات بقت تبعد و تبعد لحد ما اخر صوت سمعتو كان صوت الاسعاف .. كنت حاسة نفسي واقعة في هاوية و ما فيها غير ضلام .. او اني في حلم ، او كابوس .. ما كنت واعية انا وين و معاي منو .. مرات برجع اسمع كلام
" حولوها الانعاش سريع "
" حالة مستعجلة "
و تاني اغوص في الدوامة ...
يمكن دة كلو و انا ما مستوعبة اني عملت حادث خطير و الضربة جات في راسي ... حلمت بنفس الكابوس .. الكان شفتو قبل سنتين في الغابة براي ، مع الضلام .. صوت حفيف الشجر .. و صوت زول بناديني .. الصوت شوية شوية بدا يتحول لصوت زول بعرفو، المرة دي ما صحيت قبل ما اشوف الزول دة منو .. بقيت بتلفت عشان اشوف مصدر الصوت البناديني، اتلفت وراي و شفتو .. كان عبد الرحمن .. اتخلعت من شوفتو ...
عبد الرحمن ولا علي بالي كيف اشوفو في الحلم .. حسيت نفسي متضايق .. فتحت عيوني ببطء ما كنت بشوف غير ضباب ناس بتجري هنا و هناك و اللون الاخضر طاغي علي المكان .. غرفة العمليات
كان جسمي تقيل و لا حتى اصبع ما قادرة أحركو .. شايفة علبة اوكسجين مركبة في انفي، كنت متضايقة منها بس ما قادرة اتحرك و افكها ..
رجعت غبيت تاني .. مر الوقت .. ما عارفة وقت قدر شنو بالضبط بس المهم مر كتير .. كنت حاسة وجود ناس جنبي .. كنت حاسة بأمي، بكاها، دعاها .. ابوي و عجزو .. اخوي .. رنا .. حاسة بكمال و صوتو .. حاسة بناس كتار .. انا مت؟
كنت بحلم كتيير و مرات بصحى لدرجة اني بقيت ما قادرة اميز بين الحقيقة و الحلم .. فتحت عيوني ، و عاينت .. شفت زول قاعد في الكرسي الجنب السرير الكنت راقدة فيهو .. كان منزل راسو و تاكل يدينو علي وشو .. فتحت شوية و شفت قميصو الكحلي .. رمشت براحة و عرفت انو كمال .. كمال .. كمال
كنت بحاول اناديهو بس ماف صوت بطلع مني .. كأني مخنوقة .. و هو لسة ما رفع راسو .. حسيت باطمئنان لمجرد انو جنبي و معاي و غمضت .. جاني صوت امو : كمال
رد عليها بزهج : امي ما تتكلمي معاي في الموضوع دة
فتحت عيوني براحة تاني و كنت شايفاهم ضباب ضباب .. جرت عليهو و هي بتقول : اششش وطي صوتك دة
كمال سكت و كنت حاسة مزاجو عاكر من نبرة صوتو .. واصلت : اسمعني يا ولدي ..
رد بصوت واطي برضو : امي انا مش وريتك رايي؟ انا ما عايزك تفتحي معاي موضوع زي دة تاني ..
ردت : كمال يا ولدي انا عندي منو غيرك؟ .. معقولة تضيع حياتك مع واحدة يمكن تتشل ولا تفقد ذاكرتها؟
_ دي حيااة يا امي حيااااة
رجعت غمضت عيوني بإحباط .. ما عارفة تجيني من وين ولا من وين .. لسة صوتهم ما فارق اضاني و خالتو سمية بتقول : يمكن تصحى ما متذكراك اصلا اسمع كلامي و خلينا نرجع الامارات لي ابوك و اعرس ليك احسن بت .. لكن يا ولدي ما مستعدة اخليك تضيع عمرك معاها و تبقى عالة عليك ..
كمال وقف بسرعة و سمعت صوت زحة الكرسي الكان قاعد فيهو : معقولة يا امي بتقولي كدا؟ .. لا و دة مكان مناسب نتكلم فيهو؟ .. هسي لو حياة صحت و سمعت البتقوليهو دة
_ البصحيها شنو؟ في سابع غيبوبة
قلبي اتقطع النص ، اخر كلام اتوقعت اسمعو و اتمنيت لو يطلع حلم .. لأ حأحسبو مع الكوابيس .. يا رب يطلع كابوس، لانو لو حقيقة ما عارفة يحصل شنو ... جاني صوت امي و شكلها جات خاشة الساعة ديك .. حسيت روحي اتردت لي .. امي و صوت امي، حاسة نفسي بعدت منها شديد .. الاف المسافات ..
كمال طلع بسرعة و امي عاينت ليهو و رجعت لي خالتو سمية : ما لقيت الدكتور
خالتو سمية : بكون طلع
امي اتنهدت بضيق ، كنت حاسة الحمل الشايلاهو قدر شنو .. خالتو سمية طلعت ... برضو بقيت احاول انادي امي بس كنت عاحزة شديد و ما قادرة احرك يدي
امي جات علي .. فتحت عيوني بسيط و امي شافتني و شهقت، مسكت كتفي مخلوعة: حياااة .. حياة حبيبتي انتي صحيتي؟ انتي وااعية؟
بس ما كنت قادرة ارد ، رمشت .. و الدمعة نزلت علي خدي .. امي جرت برا ملهوفة .. جات راجعة بالدكتور ، عاين لي : يادكتور حلفتك تطمني عليها
بعد يومين اتحسنت شوية .. بس لسة ما كنت بتحرك من السرير .. فهمت انو لي اسبوع داخلة في غيبوبة ، و ضربة الراس اثرت معاي و حصل معاي شلل ..يمكن يكون مؤقت و يمكن لا .. رضيت بقدر ربنا و حمدتو انو كتب لي عمر جديد .. لانو الحادث الحصل لي دة كان ممكن يودي بحياتي للابد .. بس الحمد لله علي كل حال
و الزول الضربني كان ندمان شديد .. بس اهلي عفوهو ... ما خلوني براي في المستشفى امي و ابوي و مؤيد .. رنا و اهلها و هشام و خالتو سيدة و سعدية .. حتى زميلاتي في الجامعة عرفوا و وصلوني .. محمد اخوي جاني من القضارف و كان ملهوف علي شوفتي لمن ذاتي اتفاجئت .. كان متغير شديد و فجأة قلبو حن .. لدرحة شفت الدمعة في عينو خوف علي
الغرفة كانت تكلفتها عالية شديد و ابوي و محمد براهم ما كان عندهم استطاعة قدر دة .. بس عبد الرحمن اخو رنا كمان ما قصر .. دفع لي من جيبو كتير حق العلاج رغم انو حاولوا يمنعوهو بس هو اصر .. كانوا كلهم موجودين معاي الا زول واحد .. كمال ..
يمكن من وعيت و انا ما شفتو بعيني .. كل ما اسأل منو أمي كان وشها بتغير .. يا اما بتغير الموضوع يا اما تقول لي : كمال امو عيانة شوية لكن جاي
عيانة؟ عيانة لدرجة ما يجي يشوفني؟ و انا كنت بين الحياة و الموت ... الدنيا دي كلها جات زارتني بس هو .. ولامرة ما شفتو جاني .. ظروف شنو البتمنعو؟ و عندو شنو اهم مني؟
و برضو كنت بسأل رنا و كانت بتعمل نفس الشي ... انا بديت اتضايق شديد .. و خلاص فاض بي .. بقيت اتصل ليهو بس هو ما برد علي ..
كان تلفونو فاتح و مرات بديني مشغول .. علي يومين ما برد .. طيب لو شاغلو شي ع الاقل يرفع التلفون ثانيتين .. و يسأني بقيتي كيف يا حياتي؟ ولا انا خلاص بقيت ما حياتو؟
عيوني رقرقت و ختيت التلفون من يدي مع دخلة رنا و هي بتضحك .. : شفتي يا حياة ، عبودي قرب يقع برا
و هي بتعاين للباب و تواصل ضحكها .. لاحظت لي ساكتة .. عاينت لي و جات قعدت جنبي في السرير و سألتني : مالك يا حياة؟
عاينت ليها بنظرة شك : وريني يا رنا كمال وينو؟
_ كمال؟ قاعد بـ..بس ما عارفة ااا
_ لو قاعد وينو ما بيجي؟
_ صدقيني يا حياة ما بعرف
_ رناااا
قاطعنا صوت تلفونها و هو بتصل طبعا هي ما صدقت : دة هشام
شالتو و زحت شوية و قعدت تتكلم تاني جاتني راجعة و قالت لي : دكتور وليد جاي يشوفك
_ وينو؟
_ برا جنب الباب
عدلت قعدتي و طرحتي .. رنا مشت فتحت ليهم الباب ، جا هشام خاشي و وراهو دكتور وليد .. سلم علي و سألني : اها يا حياة هسي كيف؟
ابتسمت : الحمد لله
_ شوفي اهم حاجة لازم يكون عندك عزيحة و تساعدي نفسك عشان ترجعي تمشي ..
_ يعني ممكن؟
_ ايووة و ليه ما ممكن الموضوا ما مستحيل ،و كتير ناس مروا بحالتك دي واتخطوها
_ ان شاء الله
_ و انتي ذاتك ح تقدري
بس الشي الما كان عارفو انو من جواي ما كان عندي اي دافع .. او نفس لأني اعمل حاجة .. كل البعملو اني ارقد و افكر في كمال
بعد اتكلمت مع وليد طلع هو و هشام .. رنا جات قعدت جنبي تاني : كلامو صاح يا حياة اسمعيهو و اعمليهو
هزيت راسي : ان شاء الله … طبعا هشام شايفاهو ما علي بعضو ساكت كدا و سارح (بهظار) مزعلاهو ولا شنو؟
رنا: هو لو زعلتو ما بزعل مني .. بس حاصلة مشكلة كداا ..
_ ها احكي
_ صراحة يا حياة واجعاني شديد و مزعلاني بس ما لي حق اتدخل .. اختو سعدية، طبعا راجلها جا و طلب يرجعها ..كان شفتيهو ندمان ندم .. بس هي مابية
_ و هشام و امها رايهم شنو
_ ما عندهم مشكلة بعد شافوا حالتو و ندمو بس هي الرفضت
_ كانت ترجع عشان خاطر بتها الصغيرة دي
_ اي و الله تحنن .. غير بتها يعني هو بالجد ندمان شديد و و قال عمرو م حيغلط فيها تاني
_ ان شاء الله بس يبقى قدر كلامو
أنت تقرأ
حياة
Romanceفي الرواية دي حأحكي الجزء الشبابي من حياتي .. عن مفاهيم اتبدلت و اتغيرت ، بحكي عن الألم و الحزن و الفرح و الخذلان .. " اسمي حياة عبد الكريم ، عائلتي صغيرة اللي هي مكونة من أمي و أبوي و محمد أخوي الكبير ( متزوج و ساكن في القضارف نسبة لي ظروف شغلو ) و...