انا و كمال ما كنا حاسين بالوقت و وقفنا نتكلم ، رغم اني كنت حاسة بيهو تعبان و ما قادر يقيف بس كان جابر نفسو علي شنو ما عارفة .. بعد مسافة جيت خاشة جوا ، طبعا وقفت كمال و كلمتو انو ما يجي وراي طوالي ..
_ السلام عليكم
امي لمن شافتتي طوالي قالت : انا قايلاك مشيتي البيت
قمت اتوترت : ااا ايي مشيت و جيت
_ جبتي شنطتك معاك تاني لييه ؟
عملت نفسي ما سمعت كلامها و اصلا خالتو هاجر كانت ماسكة ليها قصة و شغلتها عليهم و قعدت بعداك كمال جا خاشي و شكلة دخل اوضتومروا تلاتة اسابيع، و الحمد لله رنا كانت ماشة متحسنة عضويا ، الارق خف و التشنجات و الاعصاب راحت .. دكتور وليد قال لينا انو فترة علاجها في المستشفى خلصت ولازم ننقلها لي طبيب نفسي و ننتقل لمرحلة الجلسات النفسية ، و دي اهم حاجة بعد العلاج طوالي .. و اليوم داك كنت معاها في المستشفى ، لميت هدومها و حاجاتها ، هي كانت قاعدة في طرف السرير و ساكتة بحزن .. فجأة نادتني : حياة ..
و هي بتحرك اصابعها بتوتر .. خليت اي شي و انتبهت معاها ..
واصلت بدون ما تقبل علي : أاا.. انا .. ما عارفة اعاين ليك في عيونك كيف ، ما عندي وش
جيت و قعدت جنبها في السرير و انا متلفتة عليها : ما حأسألك عن السبب لأني عارفاهو ، بس العايزة اقولو ليك انو حياة العرفتيها من زمان و حياة العشتي معاها طفولتك و مراهقتك ياها حياة زاتا و ما تغيرت ولا حتتغير ..
نزلت دمعة علي خدها و مسحتها سريع : ما عارفة يا حياة ، انا ندمانة و ما حتقدري تفهمي انا نفسي قدر شنو الزمن يرجع ، و الله ما كنت حأغلط ، بس للأسف .. في الحياة الفرصة واحدة ، اذا فقدتي نفسك مرة ما حتقدري ترجعيها تاني .. حتضطري تستمري بدون روحك و تبقي مجرد جسد عايش في الدنيا دي اداء واجب و لو الانتحار حلال يا حياة كنت انتحرت .. بس انتي عارفة السبب المخليني عايشة شنو ؟
فجأة قبلت علي و قالت بصوت باكي : انا يا حياااة ما مستعدة اقابل ربنا و خايفة من الموت يا حياة ما عايزة اموت ، لو مت ما عندي شي يبيض وشي قدام ربنا ، انا خايفة اموت و انا صحيفتي ما فيها شي اقدمو ..
واصلت بكاها بي حرقة .. قلت ليها بسرعة : رناا ما تقولي كدا ، ربنا غفور رحيم و ندمك دة براهو يعتبر توبة و التوبة بابها مفتوح دايما ، ربنا مستنيك تجيهو بذنوبك بحزنك بضيقك بعيوبك مستنيك بس تقولي ليهو ياربي انا ندمانة شديد سامحني و ما حيردك ، ربنا ارحم كتير من البشر ، البشر ما بسامحوا بس ربنا بسامح يا رنا ، توبي صدقيني حيسامحك ..
رنا واصلت بكاها في كتفي ، سمعت منها عبارات ندم و حرقة شديدة و صادقة ، كان اكتر شي واجعها انها فقدتني و فقدت الناس الحوليها بس كانت بتعاتب نفسها اكتر و ما كانت بتعاتب زول
_ انا الحصل معاي دة بستاهلو ، دة عقاب لي
_ ما عقاب ولا شي كل الحصل ليك مكتوب
_ كنت راضية و كان خياري
وقفت علي حيلي : حتتحسني يا رنا و ترجعي زي اول
سمعنا صوت دكتور وليد قامت رنا مسحت دموعها بسرعة ، جا خاشي الغرفة و اصلا كان بابها فاتح ..
_ جيت اقيس ليك ضربات القلب و الضغط لآخر مرة قبل تغادرينا
رنا هزت ليهو راسها بالموافقة : تسلم كتير يا دكتور وليد
_ انا ما عارف انتوا بتقولوا لي شكرا و تسلم كأنو دة تطوع مني ياخي دة واجبي هههههه
و أول مرة اشوف دكتور وليد يضحك ... قمت رديت ليهو : ما كدا بس مرات الواحد بستاهل يسمع كلام زي دة حتى لو كان واجبو
وليد : طيب حأكمل واجبي (مد لي كرت) في دكتور اسمو هشام محمد علي شغال في المصحة الوريتكم ليها دي ، انا كلمتو و ح يهتم بالموضوع
شلت الكرت و رديت ليهو : حأكون متطمنة علي رنا مادام هو زول بتعرفو يا دكتور وليد
وليد : رنا في ايدي امينة و ان شاء الله حتتحسن و تبقى كويسة
طلعنا و اجرنا عربية عشان تودينا المصحة النفسية ، اليوم داك خليت محاضراتي و جامتي وراي ، لأنا رنا حرفيا ما كان جنبها زول غيري ..
في الطريق كنا ساكتين و رنا كانت سارحة بالشباك ، تقريبا ليها زمن عن الشوارع و الناس .. فجأة في عربية شرطة جات من بعيد و صوتها المزعج كان واصلنا جوة العربية .. رنا لمن سمعت الصوت نططتت عيونها بفزع و فجأة صرخت و مسكت راسها ، انا ارتعبت من صرختها الجات فجأة و بقيت بتمتم : رنا .. رناا ..
قامت مسكت فيني بكل قوتها و ضفورها غزتهم في جسمي ، و بتبكي بشدة : رجعونيييي ، رجعوني بيتناااا
سواق العربية كان مخلوع زيي وقف علي جنب و بقى يسأل فيني ، بعداك طلع .. انا كنت عاجزة ما عارفة اعمل شنو في اللحظة ديك غير اني ابكي معاها ، مسكتها و حضنتها و بقيت بتبتب فيها و صوتي متحشرج : رنا ، حبيبتي ما تخافي .. اهدي ، اهدي
و بعد شوية صوتها بقى يوطى حبة حبة لحد ما سكتت ، يدينها الكانت شادة علي جسمي ارتخت شديد ، زحيتها براحة لقيتها نامت .. تكلتها علي ضهرها و اخدت نفس .. بعد شوية جا السواق شايل صحة مداها لي : ان شالله خير ؟ هدت ؟
هزيت راسي بحزن : يا اخوي و الله ما كان تتعب نفسك
_ ما عليك مافيها تعب
_ يديك العافية
وصلنا المصحة ، كان اول مرة اشوف مصحة نفسية في حياتي ، مشيت الاستقبال سألتا من دكتور هشام ، قالوا انو بجي الساعة 12 ..
رجعت لي رنا لقيتها قاعدة و كالعادة سارحة .. قعدت جنبها و قلت : بعد ساعتين كدا دكتور هشام بجي
هزت راسها *اي* و بعد مسافة قالت لي : حـ..ياة اذا عندك حاجة و .. و عايزة تعمليها ... يعنيي ما عايزة اعطلك
_ عايزة تقولي لي امشي يا رنا ؟
ردت بسرعة : لالالا .. ما قصدي كدا بس فهمتي خايفة اشغلك و .. بس
ضحكت بحزن : لا انتي ما شاغلاني من حاجة المهم وريني انتي هسي كويسة ؟
سرحت شوية و بكت فجأة و قالت لي : أنا ما كويسة يا حيااة صدقيتي ، انتي ما عارفة بحصل فيني شنو لمن اسمع صفارة الشرطة ، بتذكر ... بتذكز اي شي يا حياة حصل لي اليوم داك .. الصوت المزعج دة ما عايز يروح من راسي (مسكت راسها و دنقرت) حياة صاحبتك كعبة شدييييد .. بقت كعبة
مسكتها و بقيت احاول افك يدينها : رنا الله يخليك ما تعملي كدا في نفسك
انا اصلا ما عارفة اواسيها بشنو .. ما كان في كلام في الدنيا ممكن يواسيها ، كنت عاجزة شديد قدام انهيارها ، ما كنت بعمل حاجة غير اني اطبطب و ابكي معاها
لمن شافتنا البت الفي الاستقبال جات سألتنا : في حاجة ؟
رديت ليها بهزة راسي : لالا تسلميرجعت مكانها و دكتور هشام جا و طبعا انا ما كنت عارفة شكلو ، بتاعة الاستقبال كلمتو و اشرت علينا .. طوالي جانا كان ثلاثيني في عمرو كدا قريب لدكتور وليد و وسيم شديد و كان واضح انو زول بشوش و راقي كدا و شخصية ، غايتو دي نظرتي ليهو اول ما شفتو
وقف و سلم علينا بكل رحابة صدر و قلت ليهو ااننا جايين من طرف دكتور وليد و طبعا هو كان عارف بجيتنا ، استقبلنا و خلا رنا تخش مكتبو ، قام قال لي: طبعا دكتور وليد شرح لي حالتها و كدا و كلمني انك صاحبتها و قريبة ليها فشنو انتي حتكوني عارفة تفاصيل اكتر ، ياريت توريني اي شي عنها الفترة الفااتت و المدة .
قعدت مع دكتور هشام و حكيت ليهو اي شي من طقطق للسلام عليكم طبعا دة كان مهم عشان يقدر يعرف الفترة العدت علي رنا و هو كان صابي كل انتباهو معاي ..
و بعد حكيت ليهو صوتي بقى يتراجف و دمعتي نزلت .. : ما اقول ليك اني بعاني من نفس البتعاني منو هي بس لمن اشوفها كدا .. (بكيت) صدقني ما قادرة اشوفها بتتعذب يا دكتور
هز راسو و رد لي : اسمعيني يا حياة ، عايز اوصيك بحاجة انتي اول قبل اخش ليها .. (بقى يوصف بيدينو) مثلا لو كنتي انتي نايمة و متكلة علي حيطة ، و الحيطة دي كان بنيانها تعبان و مميلة و متهرمة .. طيب لو الحيطة دي وقعت .. انتي حيحصل ليك شنو ؟
_ ح أقع
_ بس .. حتقعي .. و ممكن تتنضربي او تنجرحي ، شوفي الواقع هسي انو انتي حيطة رنا
عاينت ليهو بعدم فهم قام واصل : انتي الساندة رنا يا حياة .. و زي ما حكيتي لي رنا ما عندها زول غيرك هسي يعني انتي سندها و حيطتها ، فعشان كدا لازم القوة تبدا منك انتي ما منها هي .. رنا اذا شافتك بتبكي قدامها هي الما بخليها تبكي شنو ؟ ، حاولي تكوني قوية عشانها هي .. طالما هي شايفة سندها الوحيد مايل ما حتقدر تتحسن و حتفقد الامل
وقتها فهمت كلامو كويس : معاك حق !
أنت تقرأ
حياة
Romanceفي الرواية دي حأحكي الجزء الشبابي من حياتي .. عن مفاهيم اتبدلت و اتغيرت ، بحكي عن الألم و الحزن و الفرح و الخذلان .. " اسمي حياة عبد الكريم ، عائلتي صغيرة اللي هي مكونة من أمي و أبوي و محمد أخوي الكبير ( متزوج و ساكن في القضارف نسبة لي ظروف شغلو ) و...