٣٢

1K 25 1
                                    

طبعا في مجتمعنا عندنا مفاهيم غلط كتير و من ضمنها نظرتهم للزول البيخضع لعلاج نفسي ، الناس حتنظر ليهو علي انو مجنون و فاقد عقلو .. العلاج النفسي في بلدنا ما عندو اهمية كبيرة او يكاد يكون معدوم مع انو اي زول بكون محتاج ليهو ، و الصحة النفسية بتأثر علي الصحة الجسدية ، الانسان ممكن يتغلب علي مرض عضوي ، بس الواحد فينا بكون خايف من الناس تسمع و تعرف .
بعد اتطمنت علي رنا رجعت البيت زي العصر كدا ، اتصلت لكمال لقيت تلفونو مشغول ، قفلت و بقيت مستنياهو يرجع لي بس ما رجع و انا من التعب شالتني نومة .
لاحظت انو اهتمامو بي الفترة الاخيرة قل شديد ، بس ما عاتبتو ولا سألتو لأني مقدرة انو دي اخر سنة ليهو و هو بحاول يجتهد و مضغوط مع القراية و البحوث و كنت عاذراهو.
صحيت من النوم اتذكرت كلام دكتور هشام و فكرت فيهو ، شلت التلفون اتصلت علي خالتو نجوى اتطمن عليهم ، كان حسها مكسور لسة ، طبعا ما بالهين حاجة زي تتصلح .. بعد سلمت عليها تلقائيا لقيت نفسي بقول ليها : الحمد لله يا خالتو رنا بقت كويسة و هسي حولناها من المستشفى لـ...
قاطعتني بنبرة جافة : رنا منو ؟ رنا بالنسبة لينا ماتت ، و انا يا حياة يا بتي ما عايزة اعرف اخبارها و لا أسألك منها ، نحن ما عندنا بت اسمها رنا ..
كانت زعلانة شديد و انا بقيت بتمتم .. حزنت من جواي ، خالتو نجوى عمرها ما كانت بالقسوة دي .. مرات لمن امي تقسى علي كنت بمشي ليها ، معتبراها امي التانية ، بس برضو ما بقدر الومها لو ختيت نفسي في مكانها
الصباح طلعت متأخرة شوية لقيت خالتو سمية برا سلمت عليها و سألتني : ماشة الجامعة ؟
_ اي يادوب ماشة
_ طيب كمال دة طلع الصباح بدري و مستعجل و نسى يشيل الحبوب حقتو انديك تديها ليهو
قلت باستغراب : حبوب؟
_ اي كبسولات مضاد حيوي
_ مالو عندو حاجة ؟ عيان ؟
_ عندو شوية التهاب بس
استنيتها مشت جابت لي الكبسولات و جات دخلتها في شنطتي ذ و بعد وصلت الجامعة اول حاحة عملتها اتصلت علي كمال .. و بعد مسافة رد لي ..
_ اي حياتي
_ كمال وين انت ؟
_ انتي في الجامعة؟
_ اي انت وين ؟
_ انا شوية كدا و اصل
_ طيب سريع
قفلت منو الخط و مشيت قعدت شوية ما جا و بالي كان مشغول ، دخلت محاضرتي و بعد قربت تخلص شفت تلفوني بتهز لقيت  دا هو البتصل ، ما قدرت ارد و طفيت الشاشة لأنو كنت قاعدة اول صف قدام الدكتور .. بس بعد شفت اتصالو اتطمنت شوية و بقيت بحسب في الزمن عشان المحاضرة تنتهي و اطلع ..
لما انتهت رجعت ليهو طوالي ..
_ كماال ، جيت ؟
_ ما كنتي بتردي مالك ؟
_ ما عارف ؟ عندي محاضرة زي الزمن دة
_ المهم جيت و طلعت عندي شغلة مهمة
بانفعال : نعم ؟؟ طلعتت ؟ كيف تطلع انا ما عديت نص ساعة من اتصلت و رجعت ليك
_ حياة حبيبتي و الله اضطريت بس راجع تاني بلاقيك
_ خير
قفلت منو الخط سريع ، و مشيت الكافيريا ، في واحدة جات بعندي و شايلة عصير اطاقشتا معاها بقوة وعصيرها كلو اتكشح فيني و ملا ملابسي انا شهقت و بقيت اعاين لي منظري بخلعة ساعتها كنت حأسب ليها لاني براي كنت زهجانة ، ختت يدها في خشمها : وااي ... انا اسفة اسفة شدييد و الله ما قصدي ما شفتك
_ انتي ما شايفة قدامك يعني ولا كييف؟
_ و الله بالغلط ... يااا الله حقك عليي .. تعالي الاستراحة
_ حصل خير خلاص
مشيت الاستراحة و هي مشت معاي و ابت تسيبني نهائي لحد ما غسلت لي طرحتي و تمرت لي الاسكيرت ، شريت الطرحة و بقيت مستنياها تنشف و هي جات قعدت جنبي .. قمت قلت ليها : ما قصرتي بس لو عندك حاجة ما اعطلك عنها
قالت بسرعة : لالالا ما عندي شي
_طيب
بعد مسافة قالت لي : انتي بتقري في كليتنا صاح حاسة نفسي شايفاك كتير
_ انتي بتقري شنو  ؟
_ بقرا تقنية معلومات
_ ايوااا .. انا كمان بقراها بس م حصل شفتك قبل كدا
_ هههههه انا الدفعة القبلك بسنة
_ خريجة يعني ؟
_ اايوة
_ و عرفتيني كيف بقرا في تالت ؟
قامت ارتبكت و اتنحنحت : يعنييي .. اا انا .. قلت ليك شايفاك قبل كدا يا بت ههههه
اخدنا و ادينا في الكلام عادي وريتها اسمي و ورتني انو اسمها فادية قامت سألتني : بتعرفي زول من دفتنا دي ؟
قلت ليها : ايي ، بعرف كمال نصر الدين
قامت شهقت و طيرت عيونها مخلوعة : كمال ؟
باستغراب : ااي كمال بتعرفيه صاح؟
_ ااي بعرفو مربط مع واحدة صحبتي اسمها مهاد و انا مـ...
فجأة حسيت اخر كلمة بتتردد في اضاني كانت بتتكلم و بقيت ما سامعة هي بتقول في شنو قلبي نبضاتو اضطربت و زادت  قاطعتها فجأة : قلتي لي مرتبط؟
بتتكلم بذهول : اي يا بت و بموت فيها لو شفتي يوميا مطلعها مكان جديد بذات الفترة الاخيرة دي شفتي من يطلع من الجامعة بمشي ليها و هسي الليلة دي طالعين ...
كملت كلامها و انا بقيت بشوفها عشرة عشرة و عيوني خزنت دموع ، دة الكان شاغلو عني ؟ كنت بطلع و بخليهو في الجامعة كنت بتصل عليهو بوريني انو مشغول .. ما حبيت اضغط عليهو عشان يهتم بي بكل حسن نية افتكرتو جاري ورا قرايتو بس هو جاري ورا البنات و انا شنو ؟ انا ذاتي حأكون من البنات ديل ، ما فيني حاجة مميزة ولا هو عندو لي حاجة و لا بفضلني عنها .. حسيت نفسي انكسرت شديد .. خليت فادية دي بتتكلم و جريت طرحتي لبستها و هي كانت لسة مرطبة ، بقت بتنادي فيني و انا شلت شنطتي و جريت برا بسرعة و بقيت بتصل عليهو بس هو ما رد ... و أنا كالعادة كان اسهل شي عندي البكا ، كنت حاسة روحي بتطلع مع كل اتصال ما برد عليهو ، يدي كانت بترجف ولا حتى رسالة ما كنت قادرة ارسلها ليهو ، في اللحظة ديك كرهتو شديد و شتمتو في سري ألف مرة ..
فجأة اسمع نغمة الرسائل في تلفوني لقيتها رسالة من رقم غريب مكتوب فيها "كمال في ***" كان اسم مطعم راقي ما بعيد من جامعتنا .. عاينت باستغراب للرسالة و بعت رد '"انت منو؟" استنيت دقائق و ما جا اي رد قمت اتصلت في الرقم بس لقيتو خارج نطاق التغطية و دة الوترني اكتر ، رجعت اتذكر كلام البت و ابكي، ما كان عندي نفس احضر محاضرة تاني طلعت بسرعة و اتذكرت الرسالة فتحتها عاينت ليها فكرت امشي ولا لا و دة منو الرسل الرسالة دي و هدفو شنو ؟ و عرف كيف انو كمال هناك و كمال لو هناك الوداهو شنو .. كنت واقفة اسأل نفسي لعنت الشيطان و قلت امشي بيتنا كنت زهجانة شديد ، بعد ركبت المواصلات قلت في نفسي يمكن دي فرصة ما بتتفوت انا افوتها ليه انا اصلا غبية ، لمن قربنا للمطعم الكان فاتح علي الزلط طقطقت و نزلت و كنت مترددة شديد ، و ما كنت واثقة من الرسالة مية المية بس قلت اقطع الشك و خلاص ... كنت واقفة بعيد اتقدمت شوية بس ، عاينت بالباب القزازي و فجأة اشوف قصاد الباب كمال قاعد و كمان ؟؟ معاهو واحدة مدياني ضهرها ، بقيت بوسع في عيوني عشان اشوف اكتر دة كمال ؟ و المعاهو دي حبيبتو ؟ ...
و في اللحظة ديك عيوني الما نشفت اتملت دموع تاني و قلبي بقى يدق بسرعة ،شلت تلفوني تاني و اتصلت عليهو ، ختيت التلفون في اضاني بينما مراقباهو من بعيد و هو ما شايفني
كان خاتي التلفون قدامو ، اول ما الخط خش رفع التلفون عاين ليهو و طفاهو بالجنبة و رجع يتكلم مع ست الحسن القدامو
تاني اتصلت و عمل نفس الحركة ..

حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن