بقيت اشيل نفسي و اختو عشان اهدا شوية و استرخي .. هو خاف و سألني تاني : حياة .. مالك يا بت الناس الحاصل شنو؟
اشرت ليهو بيدي و انا مغمضة عيوني ، فتحت كدا و اتنحنحت و عايزة اتكلم قام قاطعني و فات جاب لي قارورة موية ، قطعتها كلها و ختيتها لقيتو مركز معاي ..
_ هشام .. معليش ما اكون خوفتك
_ خليك من خوفتيني و وريني هسي في شنو مالك يا حياة؟
_ عايزة اوريك بي حاجة .. بس عايزاك .. اا .. تكون هادي .. و ريلاكس، طيب؟
ما رد علي و لسة بعاين لي بخوف .. قمت واصلت : توعدني انك ما تنفعل؟
قش وشو بنفاذ صبر و قال لي : مهو انتي لو ما اتكلمتي حأنفعل فعلا
جمدت شوية و اتكلت لورا علي الكرسي و بهدوء قلت ليهو اخر حاجة ممكن يتوقعها : هشام .. امك ما متوفية .. عااايشة
ما اوصف وشو الساعة ديك .. و تعابيرو اتحولت كيف .. كان خليط من خوف ، وجع، استغراب، فزع، استهتار ، حزن، انهيار و جمود. ... كان وشو بحوي حاجات كتيرة .. طبعا صمت و هو ببحلق فيني قمت واصلت: هشاام .. انا عارفة الموضوع صعب قدر شنو بس ..
قاطعني وهو بأشر علي نفسو : امي؟ امي انا؟
هزيت ليهو راسي و انا مبتسمة بوجع و كملت : هشام صدقني .. انا اول ما عرفت ما حبيت اخبي عليك
كان موقف ما بتوصف .. انو يكون عايش حياتو كلها علي وهم انو متوفية بينما امو .. بي صحتها و عافيتها و كان مفروض يعيش معاها احلى الايام .. عاش طفولتو و مراهقتو و شبابو كلو بدون امو الكانت موجودة موجوعة علي فراقو .. صعب الزول فجأة يصحوهو من وهم كان عايشو
هشام بقى يهز راسو و هو ما مصدق بالبسمع فيهو .. و هو بقول لا لا لا ما ممكن و بكرر فيها
قمت قلت ليهو : صدق يا هشام دي الحقيقة و لو عايز تعرف السبب ورا اصرار ابوك علي سفرك ف هو كان خايف من اليوم الانت حتعرف فيهو انو والدتك لسة عايشة .. لأنو عرف انو اليوم دة قرب
بحلق فيني : حياة، انتي بتخبصي تقولي في شنو؟
وقفت علي حيلي : لو ما مصدق تعال معاي .. انا جبتها و هسي بتكون مع ابوك في المكتب ..
_ جبتي منو؟
اتلفت عليهو : خالتو سيدة امك يا هشام .. امك .. امك الولدتك و العاشت بدونك
هشام نطط عيونو بي خلعة ، وقف علي حيلو و اتلفت وراهو بتردد .. قبل و اتكل بيدو علي الكرسي الكان قاعد فيهو ..
انا ما عارفة شعورو، ما بعرف اذا كان مفروض يزعل ولا يفرح .. لقى امو و ففد ثقتو في ابوهو ..
انا كان قصدي اعالج ليهو جرح ، و تقريبا عالجتو .. بس فتحت ليهو جرح تاني
يادوب رجليني شالوني و رجعت قعدت في الكرسي و دموعي نزلت بغزارة .. شلت التلفون و اتصلت لي كمال، لمن سمع صوتي خاف علي و حكيت ليهو الحصل و انا حاسة بشي من الندم برضو الساعة ديك ما كنت عارفة نفسي اذا عملت الصح ولا لا .. ما عارفة اذا عملت المفترض اعملو ولا انا اتعديت حدودي بالعملتو .. يمكن اتسرعت بس .. لو سكتت شوية يمكن كان الفرصة ضاعت
خمس دقايق و كمال جاني و لقاني منزلة راسي ، حسيت بحركتو و رفعت راسي عاينت ليهو .. عيوني كانت متورمة من البكا، و هو وشو مليان خوف و قلق .. سألني : وينهم هسي؟
اشرت ليهو : في الشركة
_قومي ارح نمشي
شلت شنطتي و طلعنا .. و اول ما قربنا علي المكتب سمعنا الجوطة لي رب السما و السكرتيرة واقفة بتوتر و بتعاين للباب من بعيد و هو فاتح لمن شافتنا قالت لينا : معليش تعالوا مرة تانية
جيت و قلت ليها : نحن ما جاين عشان شغل
_ انتي شايفة انو الاستاذ ما فاضي هسي
فجأة الباب اتضرب بطريقة فظيعة لمن كلنا اتلفتنا .. و ابو هشام جا طالع و ماشي بسرعة خيالية .. و خلى وراهو الباب فاتح ، انا و كمال عاينا لي بعض هو كان مربع يدينو .. غمض لي عيونو باطمئنان ، بعد ابو هشام طلع .. المكان بقى هادي شديد
مشيت علي المكتب السكرتيرة نادتني طنشتها و نقرت الباب نقرات خفيفة .. و خشيت، لقيت خالتو سيدة قاعدة في الكرسي و هشام قاعد ليها في الارض و راقد في كرعينها و هي منزلة راسها في راسو و حاضناهو. و بتنوح و توصف .. اترددت في الدخول، خالتو سيدة حست بحركتي و رفعت راسها و عيونها محمرة من البكا .. هشام كان ساكت و ما سمعت صوتو
كنت عايزة اتطمن عليهم و بعد شفتهم .. عايزة ارجع قامت خالتو سيدة نادتني بس اشرت ليها بيدي و طلعت .. لقيت كمال مستنيني برا قام سألني : ها كيف؟
_ كويسين .. خلينا نطلعاليوم داك كان صعب بمعنى الكلمة .. هشام الدايما كان محترم ابوهو و بختو في راسو و ما برد ليهو طلب .. المرة دي فقد السيطرة قدامو لما اتعلق الموضوع بأمو و اكتشف كذبة دامت تلاتين سنة من عمرو .. حصلت بينهم مشكلة و ابوهو سافر .. الفترة ديك هشام عاش اصعب فترة في حياتو بس رنا كانت سانداهو .. و جنبو بتدعمو بكل الطرق البتقدر عليها، كانت دايما بتحاول تطلعو من جو التفكير الكان بعيشو
جا ساق امو و اختو و سكنهم معاهو في العمارة .. و عيش امو بعد التعب دة احسن عيشة
كانت بتحكي لي انو قبل التلاتين سنة لمن زوجها فات و خلاها ببتها الما تمت سنة .. بدون اعانة ولا سند .. شقت كتير و كانت بتشتغل اي حاجة و ما بتهمها ظروف حر ولا برد .. عانت و تعبت و مرضت و شدت حيلها عشان تربي بتها .. و ما تحوجها لي حاجة ، علمتها بس ما قدرت تواصل تعليمها و اتزوجت من راجل ما احترمها و كان حظها زي حظ امها .. و ياهو في النهاية رحعت لأمها
هشام بعد الزمن دة كلو لقى العائلة الكان بحلم بيها .. الأم الحنينة و الاخت الرضية
رنا كانت مبسوطة بخالتو سيودة لانو اصلا بتريدها و بتعزها شديد ، هشام كان بقول لي سبحان الله انو هو ليهو سنتين ماسك المصحة دي و ما حصل لاقى خالتو سيدة مع انو بيتها قريب لي مكانو .. و دايما بتجي بهناك ، بس ربنا اراد ليهم يتلاقوا بطريقة تانيةو اخيرا لينا و امها سافروا .. و كمال اليوم داك جا عشان يوصلهم .. لينا كانت زعلانة منو و هو كان مطنشها، وصلهم المطار بالعربية و اتصل لي : اها يا ست الحسن بعد دة ممكن ارجع البيت ؟ .. بعد اذنك يعني
ضحكت : حلال عليك الرجعة بعد دة
_ صاحبي كرهني و طردني ذاتو
و قعد يضحك .. قلت ليهو : اي كفاك تعال نور لينا الحلة دي
بس الشي الكان مزعلني انو خالتو سمية تعاملا معاي لسة متغير.انا و امي مشينا لناس رنا كانوا عازمننا غدا ، وصلنا و لقيناهم مستننا بفارغ الصبر بس هشام كان مافي .. سلمنا عليهم و قعدت جنب خالتو سيدة سألتها : اها وريني انتي كييف؟ ما تكون الشكية رجعت ليك تاني
ضحكت و قالت لي : يا بتي النفسية ارتااحت و الهم انشال و الحمد لله شن جاب الشكية تاني؟
ابتسمت ليها : ربنا يديك العافية
رنا خشت المطبخ و انا جيت وراها .. : شنو يا جميل وشك منور
ضحكت و قالت لي : بالجد؟
_ اي بقيتي تعملي شنو ؟؟
_ موية الوضو يا قول الغتيتات
_ براك قلتيها .. غتيتات يا غتيتة
و هي بتطلع جك العصير من التلاجة : و الله يا حياة زي ما قالت ليك خالتو سيودة .. الراحة النفسية دي ليها اثر بظهر في وشك و شكلك حتى شعرك دة هههههه
_ ما بغالطك بالجد لأني مجربة
_ اها كمال كيف؟
_ ما بلاقيهو كتير مع الشغل بس دايما بتصل لي
_ يا زولة المهم انو بتصل ليك .. الوقت الهو بعيد عنك فيهو دة كلو بعدين بتعوض
هزيت راسي : فعلا ..
عاينت اتجاه الباب و سألتها بصوت واطي : رنا انتي عمك حاصل عليهو شنو؟
رنا بعد كبت العصير ختت الجك و اتلفتت علي و قالت : بري يا حياة شفتي من سافر تاني ما منو خبر
_ و هشام؟
_ هشام ما طايق سيرتو نهائي
_ ربنا يصلح بينهم و يهدي النفوس
أنت تقرأ
حياة
Romanceفي الرواية دي حأحكي الجزء الشبابي من حياتي .. عن مفاهيم اتبدلت و اتغيرت ، بحكي عن الألم و الحزن و الفرح و الخذلان .. " اسمي حياة عبد الكريم ، عائلتي صغيرة اللي هي مكونة من أمي و أبوي و محمد أخوي الكبير ( متزوج و ساكن في القضارف نسبة لي ظروف شغلو ) و...