_ ألو ؟
انا بقيت ساكتة و التوتر متملكني ما كنت عارفة اقول شنو و أبدا من وين ؟ .. قال لي ألو بصوت جامد و سكت معاي كان بسمع في انفاسي المتقطعة المرتبكة و بعد مسافة قلت ليهو : كمال .. ؟ ..
بلعت ريقي بصعوبة و هو كان منتظر ما بعد المناداة ، قمت قلت : إنت وين ؟ .. عايزاك ضروري
رد بنفس الجمود : أنا برا الجامعة
قلت بسرعة : طيب ما بتقدر تجي ؟
_ ما اظن ما عندي طريقة
وقتها عيوني تملت بالدموع اول مرة كمال يكلمني بالبرود دة ، كانت لهجتو معاي قاسية شديد بس ما كنت لايماهو و فاهمة موقفو .. قام سألني : إذا عندك حاجة قوليها سريع عشان انا ما فاضي
اتلبكت زيادة و م قدرت ارد .. قام قال : طيب مع السلامة
و في الساعة ديك قلت ليهو : كمال انا بحبك
و قلبي نبضاتو زادت ، كنت خايفة من ردو .. سكت شوية و قال لي : انتي عارفة الاهم من الحب شنو ؟ .. الثقة .. و انتي يا حياة بتحبيني بس ما بتثقي فيني ، مرات بتحصل مواقف بنزعل عليها ، بس المواقف دي كان لازم تحصل عشان تثبت لينا حاجات كتيرة و كتر خير المواقف يا حياة ..
كلامو قطع مني ألف أمل ، دمعتي نزلت بحرقة و مع سكتتي ديك قفل الخط في وشي .. كان صوتي ما بطلع و لمن اسمع صوتو ما بقدر ارتب الكلام العايزة اقولو و كلو بطير من راسي ..
رسلت ليهو رسالة " كمال انا معترفة بغلطتي ، و ما عارفة اساسا اقول ليك شنو ، لأنو مهما قلت ما بعبر لي عن الندم الجواي صدقني كان كلو في لحظة غضب و ما كنت قادرة افكر ياريت تفهمني و أنا آسفة اسفة شدييد يا كمال "
كنت بكتب و انا ببكي ، رسلت الرسالة و طفيت التلفون بسرعة و دخلتو في شنطتي .. كنت بخاف .. بخاف شديد من الردود ، بخاف تكون ما زي ما انا عايزة بخاف تكون زي ما انا متوقعة بخافها تكون جارحة و تفقد الامل و تكسرني و تحسسني بالذنب اكتر ، ياريت اقدر اهرب من الردود بس كان لابد اواجهها .
رجعت العصرية و انا ماشة علي بيتنا عاينت لباب ناس كمال ،كانت واقفة قدامو عربية فخمة سودا و مظللة ، استغربت قلت في معاهم ضيوف ولا شنو ، دخلت بيتنا و سمعت كركبة امي في المطبخ و قلت اكيد بتكون جايبة خبرهم و انا الفضول عايز يكتلني ، جيت سلمت عليها و سألتها : أمي انتي ناس خالتو سمية جوهم ضيوف ولا شنو ؟
ردت لي : دة ابووهم جا من السفر الليلة
قلت باستغراب : جا فجأة صاح؟
_ اي قالوا عنزو اجازة اسبوع بس و جا يقضيها هنا
سرحت شوية و امي قطعت لي سرحتي : امشي غيري و تعالي اكلي
هزيت راسي *اي* و مشيت غيرت و جيت قعدت قدام التلفزيون .. ما كان عندي نفس لأي اكل
جات امي قعدت معاي و سألتني : رنا الليلة كيف يا حياة؟
_ الحمد لله يا امي اقوليك شنو بس ربنا يشفيها و يجبرها
_ حارقة حشاي شديد و الله ربنا يصلح بينا و بين اهلها دي اهم حاجة
_ ياريت يا امي و الله خالتو نجوى ذاتها قلبت عليها شديد
_ مهما كان الام مصيرها تحن ، دي فترة صعبة و الموضوع يادوب جديد عشان كدا
بعداك دخلت الاوضة و فتحت تلفوني بس ما لقيت اي رسالة من كمال ، حزنت شديد وصلنا لدرجة التجاهل؟
فتحت دولابي و شلت الكتاب الهداهو لي ، فتحتو و اخدت البطاقة من نصو، بقيت اقرا الكلام الكاتبو لي و دموعي نزلت
انا ما بستاهل يحبني كدا ، بعد دة كلو خذلتو و جرحتو ، و طللعتو اي كلام .. خسارة الحب فيني .. حرفيا كدا ما كنت عارفة اعمل شنو كنت بليدة شديد في المواقف الزي دي و خصوصا انها كانت اول مرة احب فيها ،كنت متضايقة و مهمومة و ما عندي زول افضفض ليهو و يوجهني ..
جات امي لمن سمعت صوت رجلينها مسحت دموعي بسرعة و قعدت عديل، جات عاينت لي باستغراب : حياة
م كنت قادرة ارفع ليها راسي عشان دموعي م تخونني رديت : اي
_ بعد المغرب حنمشي نسلم علي عمك ابو كمال دة كويس؟
_ امي انا تعبانة خليها ليوم تاني امشي انتي
_ حياااة ، عايزة تمشي متين يعني بتتلومي مع الناس
_ و الله يا امي بمشي بس ما الليلة انا ..
قاطعتني بحدة : ما عايزة اسمع نقاش
و مشت بسرعة ؛ و بعد المغرب فعلا مشينا انا و أمي و أبوي كان لسة ما جا من الشغل .. كان في كم عربية واقفين جنب بيتهم برضو شكلو جوهم ضيوف قمت قلت لأمي : خلينا نرجع يا امي و نجي بكرة شكلو بيتهم مليان
امي عاينت لي و هزت راسها ، جات دقت الباب و انا واقفة وراها بمسافة ، ما كان عندي اي رغبة اخش .. امي اتلفتت و عاينت لي باستغراب و تاني دقت الباب .. بعد شوية الباب فتح و سمعت صوت كمال .. سمعت صوتو و دة الكنت خايفة منو ، كنت خايفة الاقيهو و كمان في بيتهم ، اكيد حيكون قاعد في يوم جية ابوهو
امي : حمد لله علي سلامة ابوك يا كمال
كمال : الله يسلمك يا خالتي اتفضلي
جيت خاشة ورا امي ، مد لي يدو بكل برود و سلم علي عادي بدون ما يفتح خشمو ، امي فاتت قدامي و هو قفل الباب كنت انا واقفة بس هو فات طوالي و خش الصالون ، و الحركة دي وجعتني شديد ..
كنت سامعة صوت الونسة قبل اخش جوا ، بيتهم كان عامر بي اهلهم اليوم داك ، جيت خاشة و يدي وجعتني من السلام ، كنت مضطرة ابتسم ليهم مجاملة
خالتو سمية مشت نادت لينا عمو نصر الدين ، جا خاشي و أول مرة اشوفو في حياتي ، كان راجل ما شاء الله طيبتو ظاهرة في وشو ، جا و سلم علينا بكل بشاشة و رحابة كأنو بعرفنا من زمان
و قال لينا: و الله سمية دي طوالي تحكي لي عنكم و نعم الجيران و الله
و قعد يشكر فينا و هو امي و خالتو سمية واقفين يتكلموا و انا ساكتة و بتبسم بس .. و بعد طلع رجعنا قعدنا
خالتو سمية كانت جنبي و بينما ديل مندمجين في الونسة سألتني براحة : حياة انتي فترانة ولا شنو؟
_ بس ياهو تعب المشوار و المواصلات يا خالتي
_ اي ظاهر في وشك و الليلة خشمك ما فتحتيهو معانا ، ما غريبة يا بتي لو تعبانة امشي ارتاحي
ابتسمت ليها بضيق ، و فعلا قعدت شوية و مشيت بيتنا ، طلعت بسرعة قبل الاقي كمال ، البيت كان فاضي .. مؤيد كان مع كمال و حتى ابوي بمجرد ما جا من الشغل طلع ليهم .. مشيت استحميت و جيت رقدت في السرير عشان انوم بس كنت ما قادرة ، كنت تعبانة و منهكة و عقلي منهك ..
قمت علي حيلي مشيت اتوضيت و جيت صليت ركعتين كان الله يفرج عني الهموم دي ، و يحصل لي الفيهو خير لي مهما كان .. دعيت و بكيت شديد انو ربنا يصلح حالنا كلنا و يصلح اي شي حصل في الفترة الفاتت و يغفر لي رنا .. و بعد شكيت لي الله حسيت نفسي خفيفة ، قمت من المصلاية و طبقتها و ختيتها علي جنب ... جيت قعدت في السرير و شلت تلفوني فتشتو بس ما لقيت اي رسالة او مكالة من كمال واضح انو خلاص ما عايزني ، و كل ما يخطر في بالي تفكير زي دة بقرب اجن
بس قلت اصبر شوية مادام بحبني مصيرو يلين
بدت اجازة كمال اللي ما قبل امتحانات الفاينل ، يعني ما كان عندي اي طريقة اشوفو في الجامعة ..
بعد يومين صحيت الصباح بدري و عملت لي محشي كنت مودياهو لي رنا ، رنا كانت بتموت في المحشي و انا كنت غاشياها اول قبل امشي الجامعة ، سويتو بمزاج و شلتو و طلعت مشيت ليها .. جيت سألت منها في الاستقبال، البت قالت لي انها قاعدة برا في الحوش ، طلعت و انا بتلفت يمين و شمال افتش عنها ، قمت لمحتها قاعدة في كرسي .. جيت عليها و هبشت كتفها من ورا اتلفتتت علي و شافتني قامت وقفت و حضنتني مسافة ، انا كنت مبتسمة في وشها ..
جيت قعدت جنبها و انا ماسكة يدها و سألتها : اها كيفك يا رنا
هزت راسها و قالت: الحمد لله بس فاقداك يا حياة
اتلفتت عليها بكلي و قلت ليها : صدقيني لو علي انا كنت اجيب حاجاتي و اقعد معاك ولا اسوقك من هنا
ابتسمت نص ابتسامة : نفسي تقضي الوقت كلو مع بعض زي زمان
_ الفي شنو و المافي شنو ، كلها شوية و تطلعي من هنا و نرجع نطلع و نكون سوا دايما
ابتسمت : ياريت
_ انتي وريني دكتور هشام كيف معاك ، يعني مرتاحة معاهو و مع جلساتو و كدا؟
سرحت بعيد و هي مبتسمة و عيونها بتلمع : انتي عارفة يا حياة؟ انا ما متوقعة في حياتي انو يكون في ناس زيو ، دة انسان ملائكي بريء يا حياة الزول دة طيبان شديد و روحو طويلة و صبور ما بتتخيلي قدر شنو .. قاعد يستحملني شديد
_ دة شغلو و مطلوب منو كدا
_ لالا ما بتحسي انو بقضي شغلو و خلاص بالجد عندو اخلاص عجيب يعني بتحسي بيهو بالكد شايل همك
_ انا ي رنا عن نفسي ارتحت ليهو من اول مرة شفتو فيها ... بس اهم شي تكوني انتي مرتاحة
هزت راسها *اي*
_ خلينا من دة عاني نسيتيني ذاتو
قبلت و شلت الكيس طلعت منو الساخن بارد ..
_ شوفي جبت ليك معاي شنو؟
كانت مبتسمة ابتسامة عادية و قاعدة بهدوء ، كنت بفتش للهفة الكنت بشوفها في عيونها اول ما اجيب ليها حاجة ، بس كان احساسها عادي
أنت تقرأ
حياة
Romanceفي الرواية دي حأحكي الجزء الشبابي من حياتي .. عن مفاهيم اتبدلت و اتغيرت ، بحكي عن الألم و الحزن و الفرح و الخذلان .. " اسمي حياة عبد الكريم ، عائلتي صغيرة اللي هي مكونة من أمي و أبوي و محمد أخوي الكبير ( متزوج و ساكن في القضارف نسبة لي ظروف شغلو ) و...