٦٢

1K 21 0
                                    

بليل شلت تلفوني تاني و اتصلت عليهو مرتين .. علي امل انو يرد لي علي الاقل اسمع صوتو .. و يأكد لي الخبر بي نفسو ..
تالت مرة .. الجرس وقف و الثواني كانت ماشة ... الخط كان فاتح .. بس ما قدرت اتكلم .. كنا ساكتين
و بعد مسافة جاني صوتو : ألو
حسيت نبضاتي اتفرزعت .. و الكلمات اتشتت مني ... : كـ..كمال؟
رد ببرود : نعم؟ 
ساعتها العبرة خنقتني .. و عصرت علي قلبي ..
قال : عايزة حاجة ؟
رديت بضيق : كمال، دة شنو العملتو دة؟
_ اظن وروك صاح؟
_ انا بسألك انت ..
_ إذا عايزة تسمعيها مني فنحن يا حياة .. ما حنقدر نكمل مع بعض
بقيت ابلع في غصاتي و قلت : طيب عرسنا؟
_ عرس شنو؟ ... قلت ليك ما ينفع نكمل
ضحكت بحسرة : ما .. ما وعدتني؟  وعدتني انك ما حتخليني .. كمال ليه اتغيرت
سكت مسافة و اتنهد و قال لي : حياة، عايزة شنو هسي؟

ما اقوليكم كم يوم و انا عايشة علي وهم انو كابوس و حأصحى منو .. و ألقى كمال معاي .. بس الكابوس دة كان طويل شديد و ما قادرة اتخلص منو .. 💔
ما نزلت مني اي دمعة .. كنت بمعنى الكلمة مصدومة .. ما قادرة ابكي .. و لا ادمع .. غير اني كنت برقد في السرير و بسرح ..
رنا كانت دايما معاي .. و هشام كان بزورني و يتكلم معاي ... حتى محمد الكان بكرهني بقى ما برضى فيني الهبشة .. دايما بقعد جنبي و يونسني بس انا ما كنت فاضية استغرب .. كان متغير معاي شديد
بعدها اضطر يسافر عشان الشغل
كنا بنمشي جلسات الدلك الطبيعي .. و كان مرات بمشي معانا عبد الرحمن و مرات هشام ..
بعيدا عن دة كلو .. انا كنت من جواي بموت 💔 بموت و بتقطع 💔 .. اي حاجة كانت بتذكرني بكمال .. اي حاجة .. كل المحلات .. حتى البيت .. و حتى تلفوني .. ما كان من الساهل علي اني انساهو و اطلعو برا راسي و قلبي
كانت نفسياتي في الارض .. و دة السبب الرئيسي الما مخليني اتحسن .. ما كان عندي دافع ..
مافي اوجع من الخذلان بعد العشم 💔

في يوم الصباح تلفوني دق شلتو لقيتها رنا .. : ألو حيااة؟
_ اي
_ مش الليلة مواعيدك؟
_ اي الساعة 2 ضهر
_ طيب قبيل عبد الرحمن اتصل سألني و قال ليكم تستنوهو
سكتت شوية و قلت : ليه لكن يا رنا؟ نحن بنمشي مافي داعي
_ حياة بطلي عوارتك دي .. بعدين هو براهو الاتصل و سألني و انا بخلص شغلي و بجيك بهناك
_ طيب
قفلت الخط و جاتني امي .. قالت لي : دي رنا؟
_ اي
_ طيب ، دقيقة اجيب ليك الفطور
أمي طول الفترة دي كانت بتعمل اي حاجة .. بجد كنت متحسسة من حتة اني المفروض اساعدها، بس الظروف عاكستنا و حاليا بقيت شبه عالة عليها .. رغم انها ما كانت بتحسسني بحاجة نهائيا
جات خاشة و شايلة الصينية : اكلي عشان العلاج ما تتأخري عليهو
_ يديك العافية يا امي
و بعد المواعيد جات .. انا جهزت و امي ساعدتني ..  اتصل لي رقم غريب ،فتحت الخط لقيتو عبد الرحمن : آي معليش بس اخدت نمرتك من رنا عايز اوريك انا برا
_ طيب اتفضل
ناديت امي و كلمتها مشت فتحت ليهو الباب ... انا لزيت الكرسي و طلعت البرندة جا سلم علي و قعد .. امي فاتت المطبخ قام سألني : اها كيفك هسي؟
رديت و عيوني في الارض : الحمد لله
جات امي و ادتو موية شرب و خت الكباية و قال : يلا يا خالتي مشينا؟
امي ردت بسرعة : مشينا وين لا لالاا؟  اقعد يا ولدي لو ما شربت الشاي ما بنطلع
_ بس المواعيد بتتأخر عليها
_ لالا لسة علي المواعيد
و دخلت طوالي .. عبد الرحمن كان شايل مفتاح العربية في يدو و بلعب بيهو و بهز رجلو بتوتر .. أنا كنت ساكتة ، لحد ما قاطعني صوتو : منتظمة في العلاج؟
هزيت راسي : ايوة منتظمة
_ ربنا يدي العافية
و بعد مسافة جات امي ختت ليهو الشاي و قعدوا يتونسوا .. بعدها طلعنا ..
و بعد خلصنا الجلسة ، امي بقت مع الدكتور و انا عبد الرحمن طلعني و قعدنا في العربية مستننها .. قلت ليهو بتردد : عبد الرحمن
عاين لي بانتباه .. قمت واصلت : اا.. أنا ما عارفة اقوليك شنو بس .. تعبناك معانا و..
قاطعني : معقولة يا حياة؟ تعبناك دي قوليها لي زول غريب .. بس انتوا اهلي
اكتفيت بابتسامة مزيفة راحت في ثواني .. قام قال لي : المهم .. عايز اقوليك حاجة .. عارف المريتي بيهو و .. فاهمو كويس ، الحياة دي زي الدوامة اي حاجة بتعمليها بترجع ليك .. و اي زول ظلمك او غدر بيك او او او كلو برجع ليهو سواء كانت حاجة كويسة ولا لا
عابنت ليهو بعيوني الوارمة المكبوتة .. واصل : انا عارف انو لو ما الحزن الجواك دة انتي كان زمان رجعتي وقفتي علي رجلينك .. بس ع الاقل عشان امك دي .. التعبانة و ملهوفة عشانك و راجياك .. و نفسها تفرح بيك .. خلي اي زول علي جنب و فكري فيها و في ابوك ..
اخدت نفس و عاينت قدامي و سرحت مع كلامو ..
_ انا عارف انو بعد الحصل حيجيك احساس انو الدنيا اتوقفت هنا و انك ما حتقدري تواصلي .. فقدتي الامل .. بس صدقيني .. حتواصلي حياتك و حيجي يوم و ربنا يجبر خاطرك ولا كأنك حزنتي في يوم
عاينت ليهو و هزيت راسي *اي* .. عبد الرحمن ما كان من نوع الناس البتكلموا كتير .. بس اليوم داك حاول يطلعني من مود التفكير الكنت عايشة فيهو
امي جات و سكتنا و بعدها رجعنا البيت ..
اليوم داك بكيت من قلبي .. و طلعت الجواي كلو .. اصلا من ما حصل الحصل و انا كنت حابسة دموعي ..
كنا في العشرة الاواخر من رمضان .. ايام الاستجابة .. في الحالة الكنت فيها ، ما كان عندي زول الجأ ليهو غير الله .. ولا في زول ممكن يعينني اكتر ربنا .. و بعد فقدت الامل خلاص بقيت ابكي و ادعي انو ربنا ينزع كمال من قلبي و يكرهني فيهو .. و ينسيني و يجبر بخاطري .. و يشفيني .. كنت بقضي الليل كلو دعا، و كل ما القى نفسي براي ، دة غير دعا امي الكانت شايلة همي كلو ..
و اول يوم في العيد .. و اول عيد يمر علي بالكآبة دي .. الصباح بدري صحيت مع تكبيرات العيد و جوو .. ما كان عتدي اي نفس اطلع برا .. جات امي خاشة الاوضة عشان تصحيني لقتني مفتحة
_ قومي يا حياة ،
صنقرت في السرير بزهج و امي جات سندتني قعدت في الكرسي
كانت ريحة زلابية العيد مالية البرندة البرا ، جيت شربت الشاي مع ابوي و مؤيد و امي و كانوا بتونسوا ، بعداك مؤيد و ابوي فاتوا الصلاة و امي المرة دي خلتها عشان تقعد معاي و انا كنت مستاءة شديد ..
بعد الصلاة جونا الجيران خاشين يباركوا العيد و بيتنا اتملا نسوان و رجال و شفع ما كانوا بقعدوا بس واقفين علي حيلهم يباركوا و يطلعوا .. انا و امي جوا في البرندة .. و بينما انا سارحة بعيد جات شافعة صغيرة مدت لي حلاوة في وشي .. عاينت ليها لقيتها بتعاين لي قمت شلتها منها .. قالت لي : انتي حلوة!
اتفاجأت بكلامها و رجعت عاينت ليها و لقيتها بنظرتها البريئة مركزة فيني .. يمكن كلمة بسيطة و طلعت منها بس حسيتها تطيب الجرح
ابتسمت ليها و قلت : و انتي ذاتك حلوة!
عاينت لي الكرسي الكنت قاعدة فيهو و بقت تهبشو و تقريبا عجبتها العجلات الفيهو .. قالت لي : الكرسي دة ليه عامل كدا؟
_ دة حق العيانين
رجعت عاينت لي : انتي عيانة؟
هزيت راسي*اي* : قولي الله يشفيني
ردت ببراءة : الله يشفيني
قمت ضحكت و لي زمن ما ضحكت من قلبي .. كانت بتعاين لي باستغراب مع ابتسامة خفيفة .. رجعت عاينت ليها : لا الله يشفيني انا ... قولي الله يشفيك
_ الله يشفيك
ابتسمت ليها بحزن و سكتت .. قام جاني صوتها تاني : الله يشفيك
و كنت بقول من جواي : امييين

حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن