كالعادة خليت كمال في الجامعة و طلعت و اول ما وصلت حلتنا طوالي مشيت ناس خالتو نجوى ، جيت شارعهم و استحضرت الذكريات كلها و اما لمن جيت وقفت قدام بابهم دي حاجة تانية ، يدي بقت ترجف يمكن رنا هنا ، ما عارفة حألاقيها كيف
دقيت الباب فتحت لي هبة سلمت عليها و سألتها : امك في ؟
_ جوا قاعدة
بعد اتقدمت شوية تاني سألتها: و رنا ؟ ... قاعدة ؟
هزت راسها بحزن *لا* ، قمت اتطمنت شوية و خشيت لقيت خالتو نجوى من شافتني طوالي فزت و حضنتني و منظرها ما مطمن و عيونها باكية
جا في بالي الف سؤال من شفتها .. : خير يا خالتو ؟؟ خوفتيني الحاصل شنو ؟
قامت جرتني من يدي و قعدتني : اقعدي يا حياة
قشت دموعها : هبة امشي جيبي موية
دة كلو و انا اعصابي تلفت : خالتو نجوى وريني مالك ؟؟
اخدت نفس و قالت : حياة يا بتي ما عارفة ابدا ليك من وين .. رنا جابت لينا مصيبة ما بتتخيليها
كنت حاسة انو الموضوع متعلق برنا و اول ما سمعت اسمها عقدت حواجبي بانتباه و قلبي عايز يطلع برا صدري سكتت و خليتها واصلت كانت حزينة و مكسورة و بتتكلم بدون ما تخت عينها في عيني : من ما بعدتوا و افترقتو اتغيرت شديد ، رنا وطت راسنا و كسرت ضهر ابوها
بقلق : عملت شنو مالها ؟
غمضت عيونها و بكسرة نفس قالت لي : اول امبارح جاتنا مكالمة .. من الشرطة و .. قالوا لينا بتكم مسكناها في بيت مشبوه و ..
خالتو نجوى ما قدرت تكمل و اتفقعت بالبكاا ، اما انا ... انا بقيت مصدومة و انا بحاول استعوب هي كانت بتقول في شنو ؟ بعاين ليها و هي يتبكي و كنت بسأل فيها و صوتي ما عايز يطلع ، خالتو نجوى طول عمرها حساسة و دمعتها قريبة و كانت صاحبتنا انا و رنا شديد ، كانت علاقتهم علاقة صحبات و اخوات ما علاقة ام و بتها ، ما تخيلت في يوم ممكن تبكي كدا بسبب رنا ، حتى انا حسيت بالكسرة دي ، وجع كبير .. كبيير شديد و مافي ام و ابو ممكن يتحملوهو ، الساعة ديك ما كنت عارفة ابكي علي رنا ولا علي امها و لا علي ابوها و لا علي انا .. 💔
بصوت راجف : خالتو نجوى .... دة شنو البتقولي فيهو دة ؟ وينها رنا هسي ؟
قشت دموعها و واصلت : في المستشفى ، ابوها ضربها شديد و طلع عينها ، اتهمني بأني ما قدرت اصونها في غيابو ، بس يا حياة يا بتي انا كنت واثقة فيها زيادة ..
و رجعت تبكي ، حضنتها بحزن و قررت امشي لي رنا في المستشفى و انا طالعة ..
خالتو نجوى : الكلام دة بيني و بينك يا حياة ، ما عايزين نتفضح ، ما قدرت ما اكلمك لانك كنتي قريبة منها في يوم ، أبوها ما عايز يشوف وشها و قال ما عايزها في البيت
سمعت كلام كلو حزن من خالتو نجوى ، بيتهم كان كئيب شديد .. و انا راجعة البيت الشيطان وسوس لي في الطريق انتي هبلة مش هي براها الخلتك و قالت ليك تبعدي عنها ؟ ما عندها عذر ، بس انا ابقى احسن منها و احاول اتمسك بيها مادام جاتني الفرصة بس لو مشيت ليها يبقى ما عندي كرامة بعد الكلام السمعتو منها ، دخلت البيت و راسي جايط شديد و خطواتي بتتثاقل ، كنت تعبانة شديد كلام خالتو نجوى ما عايز يروح من بالي كل مرة بتذكر و ما بصدق انو رنا تعمل كدا ؟
قات بيني و بين نفسي انا مالي و مالها غيرت هدومي و قعدت فتحت الرواية و بديت اقرا رنا ما عايزة تروح من بالي ..
في اللحظة ديك اتذكرت لحظاتنا الحلوة و اتذكرت رنا القديمة الكانت بتريدني و ما بترضى فيني شر ، اخدت نفس عميق و دمعتي نزلت ، جريت علي الدولاب و لبست و طلعت كلمت امي اني طالعة ضروري و مرقت بسرعة للمستشفى الكانت فيها رنا ..
و أول ما وصلت ، سألت منها و وصفوا لي العنبر الكانت فيهو ، كنت سامعة صوت دقات قلبي العالية و انا ماشة عليها ، و لمن وصلت العنبر وقفت قدام الباب مسافة و استهديت ، جبت خاشة كان فيهو تلاتة سراير ، سريرين فاضيات و واحد فيهو رنا ، ما كان في زول غيرها ..
كانت راقدة و متغطية و مقبلة ، علي الشبك الجنب السرير ، ما عارفاها صاحية ولا نايمة ، كان مركب ليها درب ، قربت منها ، كانت يدها ملفوفة بي شاش .. ما انكر انو قلبي وجعني شديد ، وجعني علي منظرها و حالها و عيوني بدت ترقرق .. عاينت ليها لقيتها سارحة بزوم ما ترمش و وشها مشوه و مورم .. وشها كان متغير 180 درجة
اظنها سمعت صوت مشيتي ، و اتلفتت بسرعة جنونية و عيونها مخلوعات ، عيونها كانت بتلمع و قعدت تبحلق فيني بفزع
قمت جيت براحة قعدت جنبها في السرير ، حرفيا كان الصمت سيد الموقف .
فجأة و بسرعة رنا قامت و مسكتني حضنتني و قعدت تبكي ، و هي متمسكة فيني بيدينها اللتنين انا بقيت متجمدة و مفزوعة و هي كل شوية صوتها يعلى بالبكاا ، و هي تصرخ بإسمي حيااة حيااة ...
كانت ماسكاني بكل قوتها و بتبكي بحرقة شديدة ، قلبي اتهز و اتفقعت معاها بكا .. رنا ما كانت عارفة تقول لي شنو ولا شنو دموعها كانت الطريقة الوحيدة للتعبير ، و بعد قضينا وقتنا بالبكا زحيتا مني براحة ..
_ رنا ..
قاطعتني برجفة و بدون ما ترفع لي راسها : حياة انا خجلانة منك شديد ، سامحيني .. سامحيني ..
فكت ابرة الدرب من يدها بقسوة لحد ما نجرحت و بقت ببتعصب و تتشنج خفت شديد و جريت برا ناديت اقرب ممرضة ، جات و معاها كم واحدة مسكوها و ادوها مخدر .. كنت بتألم شديد لشوفتها بالحالة دي .. قعدت في السرير القصادها و انا محتارة و موجوعة ، جا الدكتور المتابع حالتها ، كان تلاتيني كدا و عندو شيبة قدام في راسو و طويل و شكلو شخصية كدا
بعد كشف عليها ، فك السماعة و عاين لي ..
_ انتي جاياها ؟
هزيت راسي *اي*
_ بتقربي ليها ؟!
_ اي
هز راسو و عايز يطلع قمت لحقتو و ناديتو ، وقف لي قمت سألتو بكل خوف : يا دكتور عايزة اعرف رنا مالها ؟
_ تعالي معاي
مشيت مع الدكتور مكتبو و قعدت ...
_ انتي قريبة منها ؟!
قلت بتردد : ااي
_ طيب .. طبعا عملت ليها فحوصات ، و ظهر لي انها بتتعاطى هيروين وبدت في مرحلة الادمان بس كويس انها جات لحد هنا
_ يعني يا دكتور ممكن تتعالج؟
_ العلاج ما حيكون بالسهولة دي ، عايز صبر شوية و ربنا هو الشافي
_ و نعم بالله
_ حتحتاج تكون في المستشفى مدة اطول لأنو في البداية محتاجين نبدا نسحب منها المخدر و الحاجة دي حتتعبها شديد و لازم تكون تحت اشراف طبي .. بعداك محتاجة تأهيل نفسي في مصحة عند دكتور نفسي يتابع حالتها .
قلت بحزن : ان شاء الله .. طيب هي هسي كيف ؟
_ طبعا يادوب ليها يومين معانا ، و دي بداية حاليا هي ما كويسة خالص و بتعاني شديد بس بطمنك ان شاء الله بالتدريج حتتحسن
_ يا رب
قام سكت شوية و عاين لي: انا سألتك لانو ما شايف في زول بزورها في المستشفى و لا في زول جا فقدها من ما جابوها هنا
_ ااا.. انا حأجيها تاني لأنو ناس البيت عندهم شوية ظروف
_ انا عارف انو اهلها ما متقبلين الحكاية دي و يمكن هم حاليا ما متقبلنها هي ذاتها والضرب الاتعرضت ليهو دة وحدو دليل ، بس لازم يكونوا معاها حتى لو اجبروا نفسهم
هزيت راسي *لا* : ياريت يا دكتور و الله ، بس ما بعرف
_ المهم يا صاحبتها ، حاليا رنا محتاجة الدعم النفسي اكتر من الطب ، و ممكن تتحسن اسرع اذا حست انو في ناس جنبها و داعمنها
عيوني رقرقت لاني اتذكرت انو اهلها ما حيسندوها و دة اكتر وقت محتاجة ليهم فيهو .. انا عارفة ابوها صعب كيف و مستحيل تاني يفكر يجيها
أنت تقرأ
حياة
Romanceفي الرواية دي حأحكي الجزء الشبابي من حياتي .. عن مفاهيم اتبدلت و اتغيرت ، بحكي عن الألم و الحزن و الفرح و الخذلان .. " اسمي حياة عبد الكريم ، عائلتي صغيرة اللي هي مكونة من أمي و أبوي و محمد أخوي الكبير ( متزوج و ساكن في القضارف نسبة لي ظروف شغلو ) و...