حياة

٤٥

و لما قربت مواعيد الحفلة اجرنا عربية و مشينا كلنا للصالة .. وصلنا و الناس ما كانوا كتيرين شديد طبعا عشان العرس حصل فجأة .. خالتو سمية ساقتنا لي ام احمد و سلمت عليها بحرارة و عرفتنا عليها .. سلفا ام احمد كانت بتعرف رنا و لما شافتها اتفاجئت بس ما حسستهم انها بتعرفها، نظرة عيونها ماف زول فهمها غيري انا و رنا .. قعدنا في طاولة كلنا سوا و هي قعدت معانا و تتونس مع ناس امي و خالتو سمية و مرة مرة تعاين لي رنا الكانت ساكتة و بتعاين للناس .. زحيت علي رنا و بقيت بتكلم معاها عشان اشغلها شوية .. الحفلة بدت و الناس بدت تزيد ..
بعد شوية الفنان وقف من الغنا و ام احمد قامت ...
امي : شكلو العرسان وصلو.
انا ساعتها مسكت يد رنا و ابتسمت ليها .. بادلتني بابتسامة حزينة ..
شغلوا غنية الزفة و فضوا المكان حوالين الباب .. الناس كلها قعدت
دخل أحمد ماسك عروستو ، و البت كانت جميلة جمال ما طبيعي ، و دخل معاهم كمال و بنات ما بعرفهم .. ام احمد لحقتو هناك طبعا و خشت معاهو و كانت فرحانة شديد عشانو ،، اكيد لانو العروسة كانت من اختيارها
رنا كانت سارحة فيهم .. حسيت بيدها بردت شديد قمت عصرتها ليها اتلفتت عاينت لي و غمضت لي عيونها باطمئنان كأنها بتقرل لي انا كويسة .. اتنهدت و رجعت تعاين ليهم في ضيق .. احمد طبعا ما كان شايفها ولا متوقع جيتها حتى
و بعد وصلوا الكوشة و قعدوا .. كمال شافنا و جا سلم علينا و عاين لرنا و ابتسم ليها بفرح .. شكلو كان فرحان عشان رنا عملت الاتفقو عليهو .. جا علي و قال لي في اضاني : تعالي معاي
حسيت بالاحراج لانو عمل كدا قدام ناس امي
كنت عايزة اسألو بس ما قدرت لاني حأضطر اقرب منو برضو ففي النهاية جيت وراهو .. و اتزاحمنا جنب الناس لحد ما وصلني لوحدة عمرها في التلاتينات كدا كانت لابسة فستان حلو و متحننة كأنها متزوجة .. اشر لي عليها و سلمت علي و هي مبسوطة و انا كنت مستغربة ، همس لي في اضاني : دي اخت احمد
اتفاجئت و سلمت عليها تاني
قربت مني و قالت لي : الشاب دة طوالي في سيرتك و انا قلت ليهو عايزة اشوفك
هزيت ليها راسي و ابتسمت : اتشرفناا
كمال جاهو تلفون عاين ليهو و اشر لي و طلع ، راقبتو لحد ما طلع برا الصالة و بعد شوية لحقتو ، لقبتو لسة بتكلم و مديني ضهرو .. خليتو لحد ما خلص كلامو و قفل الخط و ناديتو : كمال؟
اتلفت علي ، واصلت : عايزة اقوليك حاجة
و قربت منو : ااا.. انا يا كمال اسفة ، قصدي بالنسبة لليوم داك انفعلت و عارفة نفسي زودتها شديد بس و الله اسفة
_ بتعتذري ليه يا حياة؟  انتي ما غلطتي انا الغلطت و حقك علي .. صراحة كنت خجلان من نفسي شديد بعد فكرت في كلامك ولقيتو صاح 
كلامو فرحني و قلت ليهو : ما يهمك ، المهم ما تاخد في خاطرك و تزعل
رجعنا الاتنين للحفلة , و كنا مبسوطين .. هو فات بإتجاه و انا رجعت لناس امي و قعدت بين امي و رنا .. امي قرصتني قرصة حارة اتململت و اكلتها في حناني بس برضو فهمت معناها .. عاينت لرنا لقيتها عادية .. جابوا لينا العشا .. امي و خالتو سمية و خالتو هاجر فاتوا يباركوا للعرسان بقينا انا و رنا برانا .. عاينت ليها و كنا بنفهم بعض بالنظرات .. قلت ليها : امشي ابارك سريع و اجيك
عايزة اقوم مسكتني من يدي و قالت لي : جاية معاك
عيونها كانت مليانة تحدي و اصرار عجيب .. هزيت ليها راسي و قامت معاي .. الناس كانت جايطة و بترقص و هم كانوا في الكوشة لسة و كل دقيقة يجي زول يبارك ليهم .. اتزاحمنا وسط الخلق و نحنا متماسكين و رنا كانت جاراني وراها و ماشة قدامي هي بكل قوة .. وصلنا قدامهم .. احمد اتلفت علينا و رنا كانت بتبارك للعروسة ، انا سلمت علي احمد و لمن شاف رنا تعابير وشو بقت ما مفهومة .. اتجمد مكانو و فتح خشمو بخلعة .. جات مدت ليهو يدها و بعد مسافة حتى استوعب و سلم عليها .. قالت ليهو بابتسامة : ربنا يهنيكم
طبعا من الصدمة ما رد عليها و هي كانت لسة ماسكة يدي .. و ساقتني بسرعة و وقفنا بعيد شوية .. اتنهدت بضيق قمت سألتها : رنا انتي كويسة؟
هزت لي راسها *اي* و ضحكت : تعالي ارح نرقص
و فعلا مشينا و هي قعدت ترقص كأنو عرس أختها .. جا كمال وقف معانا .. عاين ليها و ضحك و قعد يبشر ليها .. احمد و مرتو نزلو من الكوشة عشان يرقصو برضو و كان بفتش علينا بعيونو لحد ما عيونو وقعت علي رنا و من الساعة ديك ما زح نظرو عنها و كل دقيقة يعاين ليها و يقبل .. اندمجت مع رنا شوية و عاينت لقيتو ماف و العروس براها .. همست لي كمال : احمد فات وين؟
كمال عاين و هز لي اكتافو .. ما انشغلنا بالموضوع كتير بعد مسافة كمال سألني:  اتعشيتو
هزيت ليهو راسي *لا*
_ مستنين شنو سريع امشي انتي و رنا اتعشو
_ اصبر حبة يا كمال
عاينت لرنا لقيتها ماف بقيت بتلفت جنبي و وراي و قدامي بس ما لقيتها ..
رجعت لطاولتنا برضو لقيتا ماف و اتاري كمال جا وراي و سألني : في شنو؟
_ رنا رنا ما عارفة مشت وين
قعد و قال لي : بتجي ، كدي اقعدي
زحيت قعدت في الكرسي المقابل ليها ، قام قال لي : هسي في داعي و انا عايزك تقعدي جنبي
قلت بضيق : كمااال!
_ خلااص سبتك اصلا لو ما عرسنا ما بنرتاح
_ اي بالزبط
كنت براقب في الناس عسى اشوف رنا بينهم .. لحد ما شفتها خاشة من باب الصالة ، شافتنا و جات علينا .. و قعدت و انا طوالي سألتها : مشيتي وين يا بت
_ ما تخافي يا حياة ما بروح
_ اي بس فجأة لقيتك اختفيتي
و هي بتفتح في صحن العشا : كنت مع أحمد
عاينت ليها متفاجأة و قربت منها : احمد؟
كمال بقى يعاين لينا باستغراب
_ ايوة ناداني برا و سألني جيت ليه
_ و قلتي شنو
_ قلت ليهو دة واجبي عشان كدا جيت
و قعدت تاكل بكل برود .. كمال زح شوية و سألها : رنا احمد كان معاك
هزت راسها *اي*
بقى كل شوية يجي زول يسأل كمال من احمد و كمال يتصل عليهو و هو ما برد .. و لحد الحفلة ما قربت تنتهي احمد ما ظهر .. كمال مرق يفتشو و حاولو يضارو الموضوع عشان الناس ما يحسو انو العريس مختفي و خصوصا العروس .. رنا كانت متكلة في كرسيها و سارحة .. و انا لفيت القاعة كلها و جيت لقيتها في مكانها .. قعدت بزهج : دي مشكلة شنو دي
عاينت لي و هزت راسها بأسف .. اتلفت عليها و سألتها : ما عندك فكرة هو فات وين؟ ما قال ليك يا رنا ؟
_ ما عندي فكرة يا حياة و الله انا افتكرت بعد ما اخش ح يخش وراي بس ما تخيلتو .. يخلي الحفلة
كمال جا راجع و كان متوتر شديد : احمد دة جن ولا شنو .. هسي امو ما عارفة تعمل شنو و مهمومة شديد ..
و يومها أحمد غاب عن اليوم المفترض يكون يوم فرحو و خلا عروستو براها .. بينما اسئلة الناس كترت عنو و أمو و اختو و اصحابو حاولو يهدوا الموضوع .. اهل البت زعلوا شديد بس اتعذروا ليهم بأنو احمد مرض و تعب شوية .. و بعد محاولات كتيرة من كمال احمد رجع بعد ما الناس فاتت عشان يسوق مرتو و خلاص ..
نحن وقتها رجعنا البيت و انا كنت متواصلة مع كمال و وراني .. كنا تعبانين شديد خشيت الاوضة لقيت رنا جوا قاعدة في السرير .. بينما بفك في طرحتي : رنا قومي غيري هدومك ما مسخنة ؟
ما ردت علي اتلفت عليها لقيتها سارحة بعيد .. جيت قعدت جنبها و سألتها : رنا، انتي كويسة؟
فجأة دمعة نزلت من عينها و قالت بصوت راجف : بحبني يا حياة بحبني