سمعت صوت أمها الكانت واقفة مع امي تناديها: هدييل .. هدييل قامت عايزة تمشي ، قلت ليها: ما عايزة تسلمي علي قبل تمشي؟
جاتني بستها و جرت لي امها ..
كانت حلوة و ظريفة بشكل ما طبيعي .. كانت زي النسمة الباردةقعدت بزهج براي طبعا و ما كان في طريقة اطلع حتة ..
جونا هشام و رنا خاشين و معاهم خالتو سيودة و سعدية و مروة .. انبسطت بجيتهم حد السما و قلت اخيرا رنا حتفرفش لي اليوم دة .. قعدت قريب لي : شنو يا انسانة الليلة مالك قمر كدا؟
ضحكت و قلت ليها : كل يوم قمر
عاينت لي متفاجئة : بتضحكي كمان؟ الله في مستجدات حاصلة بس
_ مستجدات شنو؟
_ اسكتي مني
_ و انتوا مالكم اتأخرتوا كدا
_ مشينا ناس امي اول طبعا ابينا نقعد عشان جاينكم و هسي امي زعلانة ..
قام هشام ناداني اتلفت عليهو قال لي : اها يا حياة مية مية؟
_ الحمد لله
_ شوفي بكرة ولا بعدو عايزين نعمل لينا رحلة كدا ظريفة و نطلع كلنا نغير جو و نجي
_ رحلة وين ؟
رنا : اقنعيهو انو نمشي الشلال
هشام : ياخ شلال شنو؟ .. بعيد ذاتو
رنا : بعيد لكن الحتة سمحة بنطلع بدري
و بقوا يتناقروا قدامي و انا اعاين هنا و اعاين هنا و اكتم في الضحك .. لمن خالتو سيودة نهرتهم قاموا سكتوا قالت ليهم : في شنو؟ حركتكم دي حتى لمن تطلعوا برا البيت ما بتبطلوها؟
هشام : يااا امي رنا مصرة انو نمشي السبلوقة و الرحلة بعيدة شديد من هنا
رنا باصرار : ما بعيدة انت ..
هشام قاطعها: كدي دقيقة دقيقة (اتلفت علي) حياة انتي رايك شنو؟
عاينت ليهم الاتنين و قلت : انا رايي من راي صحبتي
رنا ضحكت و بقت تكاويهو ..
ابوي جا و سلم عليهم و قعدنا كلنا نتونستاني يوم فعلا مشينا كلنا بي اهل ناس رنا و شلنا خروف ، و طبعا كان مستغلين حتة الكم يوم اجازة البعد العيد
المهم و طلعنا من الصباح بدري ، بس اجرنا حافلة عديل .. حتى المشوار الطويل ما حسينا بيهو و نحن قاعدين نتونس و نلعب لحد ما وصلنا .. عبد الرحمن كان بحاول يتقرب لي و كل ما يلقاني سارحة بيجي يشغلني و يونسني ،
قضينا يوم من احلى الايام في حياتي و رجعنا بعد المغرب و طبعا وصلنا متأخرين شديد ، و انا نمت طوالي
ما انكر انو الرحلة دي غيرت لي كتير .. يمكن جات في وقت انا محتاجة ليها فيهو
تاني يوم صحيت متأخرة و جسمي كلو مكسر .. و اتقلبت يا الله .. شلت تلفوني عاينت ليهو لقيت مكالمات من رنا قلت يا ربي دي صحت متين كمان
دعكت عيوني و قعدت ، فجأة مسكتني غصة في قلبي .. اتذكرت انو الليلة تالت يوم من العيد 💔
عيوني رجفت بالدموع .. مسكت صدري و اتنهدت بي ضيق .. تلفوني اتصل تاني لقيتها رنا .. رفعتو : يا بت وين انتي اصلو؟ دة كلو نايمة؟
_ اي .. نايمة
سكتت شوية : مالك يا حياة صوتك مالو؟
_ صحيت هسي
_ لا دي ما قصة صحيتي هسي بجد في شنو؟
سكتت شوية و اتمالكت نفسي و قلت ليها : زي اليوم دة .. كـ.. كان مفروض ..
بس ما قدرت اكمل و العبرة خنقتني .. هي فهمتني و قالت لي : حياة حبيبتي .. كل القصة انو مافي نصيب ، خليك منو و شوفي اختيار ربنا حيكون سمح كيف
_ بس يا رنا زي الوقت دة كنا حنكون لبعض خلاص .. انا ما عارفة كيف الحال اتغير بسرعة كدا .. و انا الكنت بحسب الساعات عشان يجي االيوم دة و تعالي شوفي اليوم لمن جا حصل شنو
رنا اتنهدت : يا زولة ولا تهمي و تضايقي نفسك ، خليك متفائلة كدا
اتكلمت معاي شوية و قفلت الخط، بس انا كنت حاسة زي في صخرة في قلبي ..
كلها ساعتين و لقيت رنا في وشي .. كانت عيوني شايلة هم الدنيا كلها ، جات قعدت جنبي و قالت لي : رايك شنو نطلع
رديت ليها ببرود : امبارح طلعنا و انا تعبانة هسي
_ لا طلعة غير .. نمشي ناكل بيتزا زاابطة كدا و نشرب بارد .. صراحة نفسي فيها
_ انتي قولي نفسك فيها
_ انتي عارفة يا حياة انو ما بستمتع بيها الا تكوني معاي
جات امي خاشة و شافت رنا قالت ليها باستغراب : جيتي متين؟
_ خااالتوو، و الله خليت هشام طلع و جيت .. طبعا عارفة نفسي جبت ليكم وجع وش بس عشان الاخت دي
امي ضحكت : و الله الا اكلم هشام يجي يعرسها برضو و يلمكم سوا عشان يريحكم
رنا ضحكت برضو : اخر الزمن نبقى ضرات يعني
امي : حتتفاهمن
بس انا كنت شاردة بعيد و هم بتكلموا .. كان حيحصل شنو لو ما عملت الحادث .. هل بالجد كان حيكون الليلة يوم فرحنا .. ؟
هل ما كنت حأفترق من كمال ...
كنت خاتة كل الحق علي الحادث و نسيت ارمي اللوم عليهو هو .. اتذكرت كلامو لمن قال لي مرات في مواقف بتحصل عشان تثبت لينا حاجات كتيرة
و يمكن دة الحصل .. يمكن ربنا قدر لي كدة عشان يثبت لي انو كمال ما قدر العشم ، يوريني انو ما كان حيقيف معاي في كل الظروف .. ولا هو بالصورة الملائكية الانا راسماها ليهو .. ربنا انقذني قبل ما اتزوجو و اتصدم بالحقيقة ..
بس كانت وجعة 💔
أول حب في حياتي و يخذلني بكل بساطة
بقيت فاقدة احساس الامان و فاقدة الثقة في الحوليني 💔
بقيت حاسة انو ما مرغوب فيني ولا في زول حيفكر يتقدم لي و يرتبط بي .. و دخلت اوهام كتيرة راسيعشت اسوأ أيام حياتي .. التفكير دة مرض ، بيتغذى علي الزول لحد ما ينتهي منو .. ممكن يقتل .. ما كنت باكل ولا بشرب الا بالقوة ، وزني نقص كتير ..
رنا كانت بتخلي شغلها في البيت و تجيني ، كانت شايلة همي شديد حتى مرات بجيني من الجامعة .. بتحاول ما تسيبني براي مع روحي ... هشام كان بجيني و يحاول يملاني بالطاقة الايجابية .. حاول يساعدني بكل البقدر عليهو .. و أمي الحنينة ، انا ما عارفة اجازيها كيف، بس مرات بتصحى نص الليل و بتجي تشوفني و ترجع .. و خالتو سيودة الكانت بتقول لي كلام كلو تفاؤل ، غير ابوي و غير مؤيد و خالتو نجوى.. غير عبد الرحمن
كنت بحس في ناس كتار عايزين يشوفوني زي أول و أحسنمر الوقت و بديت اقنع نفسي بفكرة انه "لا رجعة" و حتى لو عاد "لا مجال" .. بديت اقتنع انو الدنيا ماشة و الزمن ماشي ، و الدنيا ما واقفة عند زول معين .. رغم انو كنت مرات بضعف بس المهم اني كنت برجع اقوي نفسي ..
فرمطت تلفوني و غيرت شرايحي كبداية .. حرقت اي شي ممكن يذكرني بالماضي و يذكرني بي كمال
بديت اشغل نفسي بحاجات تانية ، و قلت مادام اصلا انا قاعدة ابدا اتعلم حاجات جديدة، و بديت اتعلم الحياكة و التطريز و الحاجات دي انا كنت بعيدة عنها كل البعد بس قلت اجرب .. و فعلا الموضوع عجبني و اتعلمت بسرعة
كنت بمشي جلسات العلاج و الحمد لله بقيت احس نفسي متحسنة شوية و طبعا الدافع النفسي كان ليهو اثر كبير ..
عملت كل البقدر عليهو عشان ارمي الماضي وراي و ابدا صفحة جديدة مش كحياة القدمة لا .. كحياة احسن من القديمة ..و بعد مرور سنة و نص ~ رنا اتخرجت من الجامعة ... و انا رجعت امشي زي اول بعد رحلة من المعاناة ..
بعدها قضيت الخدمة و قدمت لي شغل في مجالي .. بس ما كان بالسهولة دي .. بقيت بفتش ، و اخيرا لقيت لي عرض في شركة جديدة و قدمت فيها طوالي و التقديم كان الكتروني ...
امي كانت جنبي قمت قلت ليها : أمي ادعي لي النبي يشيلوني
_ قدمتي لي وظيفة تاني؟
_ اي قدمت و في فرصة يقبلوني بس انتي ادعي لي
_ اها و في ناس كتير مقدمين؟
_ اكيد حيكونوا كتار ..يا الله ! طبعا حيكون عندهم مؤهلاات
امي ضحكت : يا زولة الله عالم بي حالك ، ان شالله ربنا ما يرد دعوتنا
قفلت الابتوب و دخلتو جوا، تلفوني كان في الشاحن شفتو دق عاينت لقيتو عبد الرحمن ... رديت عليهو و سلم علي و تاني سألني : حياة .. بكرة فاضية؟
قلت باستغراب : اا.. اي فاضية ما عندي حاجة
_ طيب عندك مانع نتلافى بكرة؟
سكتت شوية : ليه؟ في حاجة؟
_ بس .. عايزك في موضوع كدا
_ طيب إن شاء الله
أنت تقرأ
حياة
Romanceفي الرواية دي حأحكي الجزء الشبابي من حياتي .. عن مفاهيم اتبدلت و اتغيرت ، بحكي عن الألم و الحزن و الفرح و الخذلان .. " اسمي حياة عبد الكريم ، عائلتي صغيرة اللي هي مكونة من أمي و أبوي و محمد أخوي الكبير ( متزوج و ساكن في القضارف نسبة لي ظروف شغلو ) و...