ابتسمت برجفة .. قالت بسرعة : مالك يا حياة ؟ انتي ما عايزاه؟
هزيت راسي *لا* و انا بمسح دموعي
قالت : طيب مالك يا بتي دي دموع فرح ولا شنو ؟
قمت ضحكت ، واصلت : شكلها دموع فرح واضح من وشك ، طيب يا حياة قولي خير و ما تأخري الجماعة
عدلت صوتي و قلت و انا منزلة عيوني : موافقة
و اخدت ضحكة بعدها .. امي كانت فرحانة شديد و فاتت بسرعة من قدامي .. فجأة تلفوني دق و انا شايلاهو في يدي ، لقيتو كمال .. رديت بلهفة و جاني صوتو : اهااا يا ستي مستنينك و انتي متعززة فينا و ما عايزة توافقي
ابتسمت بفرحة و رديت : شكلو الخبر لسة ما وصل
_ الحمد لله ما وصل عشان عايز اسمعو منك اول ... اها
_ انا موافقة يا كمال
بصوت هادي : ربنا يتمم لينا علي خير
حرفيا دة كان احلى يوم مر علي من فترة طويلة ، لا دة كان احلى يوم في حياتي كلها ..
لو قارنت بينو و بين اي احساس مريت بيهو قبل كدا ح القى انو دة اجمل احساس ممكن يمر علي الواحدة
سمعت امي بتناديني من برا جيت طالعة و لقبتهم واقفين خالتو سمية قالت لي : امك ورتنا قولتك لكن عايزة اسمعها منك
كنت مبسوطة بخالتو سمية زي انبساطتي بكمال ، كنت بحس فيها من حنية امي و امي حتكون متطمنة علي معاها ..
و بعد اليوم دة طوالي حددوا الخطوبة اللي هي حتكون بعد شهر يعني بعد ما كمال يخلص الامتحانات .. كنت مستنياها بفارغ الصبر بقدر ما كنت متوترةالفترة ديك كنت بحاول ابعد كمال عني عشان يركز في قرايتو بس كان بدون فايدة ...
رنا كانت متحسنة شديد و الجلسات النفسية مع دكتور هشام .. و دة اكتر شي كان مفرحني
خلصت علاجها في المصحة و كان السؤال ، انا امشي وين ؟
بس انا و امي كنا مجهزين حالنا عشان رنا تجي تقعد معانا مع انها اول كانت متحسسة بس وافقت ..
و فعلا جات معانا البيت ، دكتور هشام ما بطل يسأل عنها من ما طلعت من المستشفئ كان دايما بتصل علي و يتكلم معاها و يطمنها .. كان بحاول قدر الامكان يخليها تستعيد ثقتها بنفسها
نسوان الحلة عرفوا انها جاتنا و الخبر انتشر جنبنا .. كنا انا و امي بنحاول نتفادى مطاعناتهم بالكلام و قدر الامكان بخليها ما تشوفهم او تقعد معاهم .. كنا اغلب الوقت بنقعد في الغرفة
الحاجة الكانت مفرحاني انها حتحضر خطوبتي و حتكون معاي في اليوم دة
رنا جمدت السنة كنت بمشي الجامعة بخليها مع امي .
و في يوم كنت طالعة من الجامعة قامت امي اتصلت لي : حياة خلصتي محاضراتك؟
_ اي هدي طالعة
_ خلاص اطلعي سريع لأني مرقت و رنا براها في البيت
_ طيب يا امي
قفلت منها الخط و استعجلت في الرجعة .. وصلت و دخلت البيت .. جيت بتعب دخلت الاوضة و ختيت شنطتي و قعدت ، رنا كانت ماف في الاوضة .. قلت يمكن في الحمام
رقدت مسافة في السرير و انا افتح و اغمض .. بس ما جات
قمت علي حيلي دقيت باب الحمام بس ما كان فيهو زول ، قعدت احوم في البيت و انادي رنا رنا بس ما ردت .. فتشت البيت كلو و يادوب وعيت انها ماف ، قلبي اتقطع ، اتصلت لي امي سألتها: امي انتي رنا دي قالت ليك مارقة حتة؟
ردت باستغراب : لالا ما قالت ... في شنو يا حياة رنا مافي في البيت؟
رديت : ماف يا امي ما لقيتها
_ قولي بسم الله يا حياة خليتها نايمة فتشي اتلقي في البيت
_ يا امي انا لي فترة من وصلت و ما ظهرت رنا دي
امي بخلعة : سجمي بت الناس مشت وين؟ فتشيها انا بجي هسي
قفلت الخط و انا خايفة .. فجأة خطر في بالي شي و جريت زي المجنونة لبست سفنجتي و طرحتي .
مرقت الشارع و انا بمشي بسرعة و طريقي داك لبيت ناس رنا القديم .. و زي ما توقعت لمحت رنا من بعيد قاعدة في لارض و متكلة علي الباب .. في اللحظة ديك سرعت خطواتي اكتر ، قعدت و انا بتنفس بسرعة : رنا يا بت .. رنا
وشها كان مليان بخرائط الدموع و عيونها لسة شايلة اكتر .. و كانت مقبلة و سارحة بعيد كأنو ما شايفاني قدامها : ليه ما كلمتيني؟
سكت و انا بضغط علي اضراسي : خلينا نمشي يا رنا
قبلت علي : قلت ليك ليه ما كلمتيني يا حياة؟
وقفت و انا ماسكة يدها : قومي عشان قعدتنا هنا ما جاية ، ارح البيت و بفهمك اي شي
قعدت تبكي و تهز راسها : ما قادرة يا حيااة .. البييت قطع قلبيي يا اختيي .. بيتنا قطعع قلبي .. فاضيي يا حياااة .. فاضيي و مهجوور .. لا فيهووو هبة لااا حساام .. و لا فيهو صوت ابووي لا ضحكة اميي ... ياا حيااة يقتل يقتلل .. قولي لي بس فاتوا خلوا البيت بسببي؟ ... ما عايزني ياا حيااة؟ .. ما عايزين بتهم رناا خلاص؟ ...
ما كنت قادرة اعاين ليها ، غمضت عيوني و اتلفتت منها ، اقول ليها شنو بس .. اقول ليها اهلك اتبروا منك؟ .. ابوك ما عايزك؟ .. أقول ليها هجروا البيت عشان ما قدروا يستحملوا الجاهم من وراك؟ .. اقول شنو .. مافي كلام اقولو ممكن يطمن .. اخترت السكات
وقفت بكل تعب معاي و سقتها البيت .. الجيران في الشارع كان بعاينوا لينا باستغراب .. لمن وصلنا البيت لقيت امي هناك جرت علينا و مسكت رنا ، رنا طوالي حضنت امي و قعدت تبكي بحرقة: انا عاايزة اميي يا خالتي عايزاهاا تجي انا مشتااقة ليها .. مشتااقة لي بيتناا
انا و امي كنا متأثرين شديد ... رنا اخدت بكيتها و نامت ..
كنت مستاءة لحالتها .. حتعمل شنو لمن تعرف المخبى ؟
...
عد الشهر كلو ، و جا اليوم المستنينو كلنا و بذات انا و كمال ، خلاص حنتوج حبنا بعلاقة رسمية .. محمد اخوي جا من القضارف عشان يحضر خطوبتي مع اني ما كنت عايزة جيتو بس حسب انو اخوي .. بس رهام ما قدرت تجي عشان عرس اختها و التجهيزات و ربا طبعا كانت معاها ..
و في اليوم الجا فيهو حجزت في كوفير عشان امشي انقش و اتزبط و كدا .. كنا ناويين نعمل حفلة صغيرونة كدا
الصباح كنت طالعة معاي رنا .. عايزين نفتح الباب عشان نطلع فجأة الباب فتح كان محمد ، ما توقعتوا يصل بدري كدا ، عاين لينا و اول ما وقعت عينو علي رنا ملامحو اتغيرت ، سلم علي و بارك لي و سلم عليهاببرود شديد ولا فتح معاها خشمو رغم انها ابتسمت ليهو و سألتو : محمد كيفك؟
بس هو خش جوا طوالي ، حسيت رنا اتحرجت قمت قلت ليها : يلا يلا بنتأخر
طلعنا ، و اثناء ما ماشين دخلت يدي في الشنطة لقيت تلفوني ماف قمنا رجعنا تاني البيت و نحن مستعجلين ، كان في صوت جوطة و كواريك محمد طالعة برا الحوش
انا و رنا عاييننا لبعض باستغراب و دخلنا بسرعة .. محمد كان واقف مدينا ضهرو و امي مقبلة عليهو و كانوا بتناقشوا بحدة
ما نسمع الا محمد : انتي يا امي كيييف بتخلي وااحدة فااجرة زي دي تبااري بتتكك و ذاتو المقعدهاا في بيتنا شنوو؟ البت دي تطللع من هناا ما نااقصيين فضاايح بلااي اهلها بكونوا اتبروا منهاا
أنت تقرأ
حياة
Romanceفي الرواية دي حأحكي الجزء الشبابي من حياتي .. عن مفاهيم اتبدلت و اتغيرت ، بحكي عن الألم و الحزن و الفرح و الخذلان .. " اسمي حياة عبد الكريم ، عائلتي صغيرة اللي هي مكونة من أمي و أبوي و محمد أخوي الكبير ( متزوج و ساكن في القضارف نسبة لي ظروف شغلو ) و...