١-عارضة أزياء.

1.8K 41 4
                                    

•المشهد الأول..

تهاني، في السابعة عشرة من عمرها، بعد تخرجها من الثانوية العامة بمعدل عالٍ.

وقفت أمام المرآة، تنظر إلى نفسها بإعجاب لتناسق جسدها وجمال ملامحها.

تهاني - لنفسها: "إذا أصبحت عارضة أزياء، سأحظى بمستقبل رائع، لأنه في فترة قصيرة، سأصبح مشهورة وأقوم بالإعلانات لشركات دولية وأكسب الملايين. نعم، هذا هو المجال الذي يمكنني من إثبات وجودي وتحقيق نجاحي."

شعرت تهاني بالسعادة بسبب تخطيطها الذكي لمستقبلها، فركضت لتبحث عن والدها لتطلب مساعدته في تحقيق حلمها.

والدها رجل طيب ومحب، وكانت واثقة أنه سيفهم رغبتها وسيوافق بسرعة.

دخلت غرفة المعيشة ورأت والدها يشاهد أحد القنوات الإخبارية على التلفاز، فتوجهت نحوه.

تهاني - بهدوء: "أبي، أريد أن أتحدث إليك حول موضوع مهم يتعلق بمستقبلي."

أخذ والدها جهاز التحكم عن بعد، خفض صوت التلفاز، ونظر إلى ابنته باهتمام.

والدها- بتشجيع: "أحسنتِ، ابنتي. مستقبلك هو أهم شيء يجب التفكير فيه. تحدثي، أنا أسمعك."

تهاني - بحماس: "أبي، لقد فكرت في المجال الذي يمكنني من تحقيق نجاحي، وأريدك أن تساعدني في دخول هذا المجال."

سمع والدها كلماتها وشعر بالفخر لأنها كبرت وأصبحت مسؤولة عن نفسها.

والدها - بسعادة: "بالطبع، ابنتي، سأساعدك بكل ما أستطيع، لأنني آمل أن أراك طبيبة قبل أن أموت. وأريد أن أكون فخوراً بك أمام الناس. أتعلمين لطالما حلمت برؤية أحد أبنائي يصبح طبيباً، لكن كل واحد منهم اختار الكلية التي تناسبه. لكنني لم أفقد الأمل أبداً لأنني شعرت أنك ستحققين حلمي وتجعلينني سعيداً."

تهاني - منزعجة: "لا، أبي، لا أريد دخول كلية الطب وإرهاق عقلي بكثرة الدراسة. أنت لا تعرف مقدار الجهد الذي بذلته خلال المدرسة."

والدها - برفق: "لا، ابنتي، أنتِ الوحيدة بين إخوتك التي لم تتعبني خلال دراستها، لأنكِ كنت فتاة مجتهدة وذكية. حسناً، قولي لي، ما المجال الذي اخترته لمستقبلك؟ هل هو الهندسة، الإعلام، أم دراسة أحدى اللغات الأجنبية؟"

تهاني - بفخر: "أريد أن أكون عارضة أزياء، ما رأيك؟ عرض الأزياء هو المجال الذي يناسبني، ويمكنني كسب الكثير من المال في وقت قصير. أرجوك، أبي، ادعمني في تحقيق حلمي. أريدك أن تساعدني في السفر إلى لبنان للتسجيل في وكالة أزياء مشهورة، لأنه من خلال ذلك يمكنني الانطلاق بسرعة إلى عالم الموضة."


صُدم والدها بطموحها وقرارها، ودهش من تفكيرها البسيط في التخطيط لمستقبلها، لكنه في الوقت نفسه كان خائفاً من كسر قلبها إذا أخبرها الحقيقة، خوفاً من أن تظن أنه والد صارم يقف في طريق أحلامها. لذا، خطرت له فكرة ذكية وبسيطة لمنعها من دخول مجال غير مألوف وغير مقبول في بلدهما بسبب العادات والتقاليد. وبحكمة، تمكن من السيطرة على أعصابه.

والدها - بهدوء: "حسناً، أوافق، لكن بشرط واحد.."

قاطعته تهاني، قافزة من الفرح.

تهاني - بسعادة: "كنت أعلم أنك ستكون سعيداً بمساعدتي."

والدها - بسرعة: "انتظري لحظة، 'توتا'، لم تسمعي بعد ما هو شرطي!"

تهاني - بغير أكتراث: "لا يهم، أوافق على جميع شروطك."

والدها: "لا تتعجلي، استمعي أولاً ثم قرري. إنه شرط واحد فقط؟"

تهاني - بثقة: "حسناً، ما هو؟"

والدها - بخبث: "تسيرين أمامي كما لو كنتِ في عرض أزياء، لكن بملابسك الداخلية فقط!"

ـــــــــ

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن