مدوية فتاكة | Ch 4

230 20 0
                                    

وبعد أيامٍ قليلة كانت تعادلُ أسبوعاً أو أقل ، جلست قرب الشرفة بينما يُحِطنها الخادمات الثلاث ينتقين أي ثوبٍ يناسبها أكثر ويحدثنها بألوان من الحديث ، ويقهقهن ويرسمن تعبيراً يوحي بالغبطة ، وفي خضم ذلك الحديث سألت إحداهن وقد دُعيت ب"كانا":
-روز ، نينا
أيهما أفضل ذا اللون السكري أم الوردي أم البنفسجي؟
تردف روز :
-كلهم يليقون بها حقاً.
وتضيف نينا:
-نعم أنتِ محقة روز فأميرتنا اللطيفة جميلة جداً لدرجة أن كل شيء يبدو مذهلاً عليها
لتردف روز مسرفة في المدح:
-أجل ، أجل ، أحياناً أتسائل لو كانت ملاكاً! .
وتتابع كانا مبذرة في الإسراف بالمدح:
-أنا فخورة بنفسي لأني أخدمها! .
-اه ، لستن بحاجة لمدحي هكذا با فتيات ، كن أكثر أرتياحاً .
قاطعتهن بكل ثقة حيث أن تملُّقهن كان واضحاً جلياً ليصبن بالخزي ويحاولن ترقيع ما فعلن .
-في الواقع نحن لا نعرف كيف نعبر عن إعجابنا بكِ سموكِ .
-يا إلهي ، هل تعتقد سموها أننا نتملقها؟.
-لا ، لا أعني ذلك.
لتردف روز:
-كما توقعت!.
ولكن لنصدقكِ القول أيتها الأميرة أنا قلقة عليكِ بعض الشيء .
وتكمل نينا:
-وأنا أيضاً ، في الواقع إن الأمير مخيف حقاً!.
وتردف كانا وهي ترجع الثوب لمكانه:
-سمعت شائعة قوية تقول أنه يستطيع سماع ما يضطرب في خواطر غيره .
-نعم ، تلك الإشاعة قوية نظراً لتصرفاته الواثقة.
-لقد فهمت .
-المعذرة ولكن ما الذي تعنينه سموكِ؟.
-لقد فهمت لمَ سموه يملك تلك السمعة السيئة أو بلفظٍ آخر مرعبة. ليس لأنه كذلك حقاً بل لأن أتباعه يرون منه قدرة على فهمهم بشكلٍ صحيح لذلك كانت الشائعات تتهافت!.
المعذرة ولكني لا أستحب سماع هذه الشائعات لذا هلَّا غيّرتُن الموضوع رجاءاً؟.
-آسفات.
-نستمحك عذراً.
-نرجوكِ أن تسامحينا!.
*لمَ؟.
*لمَ الكُل يخشاك؟ ، و لمَ الكُل يكرهك؟ ، هل هناك سبب مقنع حتى؟!. أستطيع استيعاب أي شيء وأنه قد يكون قاتلاً لآلاف الأرواح البريئة ، ولكن أن تصل الشائعات إلى حدٍ يتهمه بقدرة غريبة كهذه ...
إنها حقاً لمهزلة يسخر منها!
لا يبدو أن اللعنات فقط من تدبر ضده ، بل حدسي يئن قائلاً أن هناك شياطين إنسٍ تتربص به أيضاً.*
••
وفي يوم جميل هادئ زارها كريس الذي إشتاقت إليه كثيراً ذلك الشقيق الأكبر الذي أحبته كثيراً وكان كقرينها الوحيد في دوقية سميث مع العلم أنه يكبرها بأعوام . كان ذا بشرة فاتحة وعينين قرمزيتين جميلتين وشعر أشقر كخيوط الذهب أو ربما أثمن ، وربما قد كانت تختلف إليه حينما يمارس الفروسية أو يدرس وحيداً فتهجم عليه وتغمره بالضحكات والطرف ويبادلها بمثلها وأكبر منها ؛ كان بشوشاً كعادته لكنه بدا حزيناً قليلاً.
-اوه تذكرت ، أختي ألن تذهبي إلى حفل الدوق ريكاردو؟.
سأل كريس بعد نقاش لطيف لتجيب فيوليت بإستغراب :
-الدوق المنسي أقام حفلاً؟!.
ليردف كريس بإنفعال:
-ما الذي تقولينه إن الجميع يعلم عنه ، هل تقولين لي أن الأمير لم يخبركِ عن ذلك؟ ،صحيح أنه منسي ولكنني أتوقع حدوث شيء مميز فريكاردو خطير وأتوقع أن الأمير لن يرتاح إلا عندما يعلم كل التفاصيل .. ولكن أن يذهب هناك من دونك ، إن هذا سيئ جداً لعلاقتكما .
لتردف فيوليت وتربت على كتفه:
-عليك بالهدوء يا كريس فما من شيء يستدعي كل هذا الغضب.
ليسأل كريس كاظماً غضبه:
-فيوليت . لمَ أنتِ راضية به إلى هذا الحد الكبير؟ أكان هناك ما ينقصك في الدوقية؟ أم أنك تكنين له المشاعر؟.
لتردف فيوليت بهدوء:
-لايوجد سبب صدقني .
*ولكن لما فيوليت تتصرف هكذا؟أهناك سبب يخيفها؟*
فيصمت كريس بوجوم وينظر إلى الأسفل بوجه يبدو كما لو أنه يقاتل عاصفة من الأسئلة وإعصاراً من القلق والخوف ، فتحاول فيوليت إبعاد الصمت وتسأل:
-أنت صديقه منذ زمن ، إذاً كيف هي شخصية الأمير أليكسي؟.
ليبتسم مردفاً:
-إنهُ ...
فتسأله بعد أن أحست أن شروده قد طال:
-إنَّه مَاذا؟.
ويردف فجأة وهو خارج من الغرفة:
-إنه إنسانٌ مميز .
وعيبه الوحيد هو أنه أمير !
أما عن قصصه : فأعتقد أن سكان هذا القصر سيحكون لكِ كثيراً منها ، كثيراً جداً ...!
عد أن خرج كريس زالت إبتسامة فيوليت وأردفت:
-نعم أنت محق ، إن عيبه الوحيد هو أنه أمير.
تذكرت ما حدث آخر مرة وشعرت بإحراج شديد ، كيف ستقابله بعد تلك الجرأة التي أقدمت عليها؟ ، فقد تحدثت بحرية أكثر مما يجب مع أنه كان يعد لقاءهما الأول! ، ولكنها استغربت سبب غضبه في ذلك اليوم ولم تجد له تفسيراً ، كأنه يسألها عن مشاعرها ، فلمَ هو يسأل وما الذي سيستفيده ؟ ، هذا ما كانت تسأل به نفسها آنذاك وبينما هي عالقة في الأفكار لم تنتبه لدخول أحدهم إلى أن تلفظ:
-أانتِ بخيرٍ أميرتي؟.
جفلت كما لو أن ملك الموت قد أتى إليها جاراً منجله المرعب ناوياً إنتشال روحها بتلك الهالة الخيالية التي حكت عنها الروايات ، ولكنها في الحقيقة قد ظلمت ملك الموت فهو لم يأت أبداً بل كان الأمير!
-اوه اهلاً بك سموك! ، إنني بِخير ولكن كُل مَا في الأمر هُو أنني قد شردت قليلاً ، كيف حالك يا سمو الأمير؟.
-إني بخير ، لقد اتيت لأنني أردت أن أسالكِ لأمْرٍ ما .
-اسأل ما شِئت سُموك.
-دون أدنى شك قد سمعتِ بحفل الدوق ريكاردو إنه الدوق الذي لم يعترف به من قبلي ولكنه مازال يعد نفسه دوقاً بأمواله ، وقد اردت حضور تلك المناسبة لذا ... أتُحِبين مُرافقتي؟.
-بالتأكيد سموك.
*إنه يأمرني لكن بشكل لطيف ؛ لمَ عليه أن يرتدي هذا القناع المتكلف يا ترى؟ .*
قطب حاجبيه وشعر بالسوء وأردف بإنزعاج :
- قد سألتُك إذا كُنتِ تحبين ذلك أم لا ، إن ذلك يرجع لرغبتك الخاصة وليس أمراً .
-نعم وأنا لا أعترض بل وافقت.
....-
اومئ وغادر بهدوء ولم ينبس بحرف ، أثار ذلك الريبة في نفس فيوليت ، ودفعها للتساؤل : هل هو لا يريدها أن ترافقه ؟ ، أو أنها قالت كلمة لم تروقه؟.
ورأت أن خطبتهما مثالٌ حي لعلاقة الملكيين مع النبلاء هذه الأيام ، فكما لو كان يكن لها كل الكره دفعه واحدة ، لمَ تقدمت إذن؟.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن