دَأبُ ضَنِيّ | CH 13

50 11 9
                                    

-هيا قفي ، كفاكِ نوماً.
-نوم إذن؟ ، لماذا ترهق أعصابي هكذا؟!! .
-أنا آسف لم أقصد ذلك.
-أنت تعتذر وتضحك في الآن ذاته! ، كيف بإمكاني أن أقبل أزيف إعتذار لهذا العام؟!.
كان نقاشهما الذي شمل الهزل والغضب في الحين ذاته قد طال ، وهو يضحك من عمق قلبه ويساعدها في ضبط ثوبها وهي غاضبة وتلومه ، ولكنهما لم يلحظا أبداً من كان يراقبهما منذ فترة وما كانا ليلحظا لولا أنه نطق ، وإذ بها الملكة بنفسها تحدق بعيون تملأها الدموع وتنادي باسم ابنها الذي حرقها شوقها له ومن ثم اندفعت وحضنته بشدة في صمت وذهول لتمسح دموعها بسرعة وترسم إبتسامة في غبطة ، والحقيقة أن غبطتها أو صدمتها أو شوقها لم تفق غبطة أو صدمة أو شوق ابنها الذي وصف بالقاسي ، فقد إشتاق إليها كثيراً وبادلها الحضن وكفكف دموعها وبادلها الإبتسام وهو يلقى عَنَتاً في جمع شتات نفسه ، فلم يسره حالها بالرغم من أنها كانت بخير ، ولم يتخيل أنها ستحفل برؤيته مما إعتقده عنها سابقاً ، قد كان موقفاً سيحفر في نفسه لدهر طويل ، ولمَ قد لا يحفر وهو قد أحس وكأنه قد استعاد أمه؟  . وبعد ذلك اللقاء الحار دعتهما للجلوس في الحديقة واحتساء الشاي الغير مسموم~ ، ويبدو أن نقاشاً هزلياً بموضوع جديد قد بدأ!.

-لا أصدق أنه فعلاً أنت ، لقد تغيرت كثيراً لكنك مازلت ذات المتهور الذي أعرفه ، كيف قمت بإسقاط هذه الأميرة الجميلة بإهمال هكذا؟. وأنتِ يا ابنتي ، أهذا هو الإهتمام المفرط الذي تكلمتِ عنه؟
-أوه يال إهمالي~ ، ولكن أنظري إنها بخير الآن! .
-أمي أتذكرين ما وعدتني به؟.
-أجل سأحمي ابنتي الصغيرة من هذا المتحجر القاسي!.
-أمي ؟ ، ابنتي؟ ، واو كيف تطورتن إلى هذا الحد؟.
- من غير شك ، إنها أمومة روحية!.
-إنقلاب! ، إنه إنقلاب جلي التقاسيم!.
-ولمَ قد ننقلب عليك؟ ، أتظن أنك محور الكون ؟.
اجابته الملكة ساخرة محاولة لإستفزازه ليجيب الأمير راداً لتلك السخرية بلكنة متعجرفة:
-أنا لست كذلك بل أنتم من تظنون ذلك.
-أوه ياللهول!.
وبينما يتناقش ويتشاجر الاثنان ،  تحدق فيوليت وتضحك في صمت وذهول .
*شتان بين حاله في مواضع الجد وحاله الآن ، بالرغم من أني أعرفه منذ زمن ليس ببعيد ولكني أستطيع رؤية الغبطة التي تغمر نفسه وتبرق من عينيه العميقتين ، أنا حقاً سعيدة*

-إذن ، كيف إلتقيتما؟.

سألت الملكة ليجيب الأمير :
-منذ زمن بعيد~.
-في قاعة الحفل ، أتصدقين ؟.
-أوه يا إلهي ، هذا حقاً غريب!.
كانت إجابة فيوليت ساخرة كما لو أنها تسأل "أليس لقاؤنا عادياً أكثر من اللازم ؟" ، وكانت إجابة الملكة بالإيجاب ، وكانتا مبتسمتين ويتبادلن أطراف الحديث في نعومه ورقة مع أن الآخر لم يحب تلك الإجابة كثيراً ولكن ليس الأمر كما لو أن هناك أخرى . ومضى ذلك اليوم بلطف شديد ، وعاد كلاهما حين مغيب الشمس بثغور باسمة ونفوس تحس الغبطة والدِّعة ، والبهجة والراحة .

ولكن لم يكن هناك أغرب من وجود الملكة، ولقاء الملكة ، وجمالها وعاطفتها نحو ابنها ، سوى ما قام به ابنها بعد أن خرج برفقة فيوليت من قصر الملكة ، أخذ بيدها وقبَّل ظهر يدها وأردف :
-أنتِ رائعة.
صعقت الأخرى من ذلك التصرف ومن تلك النظرة الدافئة التي أبداها ، وسنا الغروب القاني الذي يزعزع النفس جعلها تتأثر أكثر وتطأطئ رأسها في صمت وذهول ، فلماذا إمتدحها هكذا الآن؟ ، هل يفكر فيها بشكل عاطفي أم أنه معجب بما فعلت فقط؟. قلقت وبقيت صامتة حتى وصلت غرفتها ، استلقت في جنون وذهول على سريرها محاولة رص وجهها في الوسادة وهي تحس بمشاعر عديدة

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن