بريق مهج!

17 1 36
                                    

- لحظة ، صحيح أني اشتبه برجلي ، ولكن وبالنظر إلى تلك العبارة التي أبكت فيوليت يوم فقدت الوعيّ ، لربما هي ليست السبب بل هو أنا ! ، فهي عاشت بطبيعية حتى لاقتني ، وعندها بدأت الأشباح في الظهور في منامها ، وأنا بالعكس ، بدأ كُل شيء يتلاشى منذ مدة وجيزة .

* ولكن كيف ومن أين تلاشى؟ ، أوليس منذ إبعاد فيوليت لبينلوب؟*

خبط رأسه على المكتب وقال غاضباً مُحبطاً:

- أنا مُشوش! ، هل هذه لعنة حقاً؟ ، لاشيء محسوس يُثبت أنها كذلك حتى!.

سكت قليلاً ورفع رأسه وقال:
- بل من هو الملعون هُنا؟.

••
وفي اليوم التالي .. على وجبة الإفطار ،  أليكسيس الذي أرهقه التفكير وزادت هالاته فجأة قال:

- أنتِ ملعونة معي.

- مالذي شربتهُ أليكسيس؟.

- لربما أنا صحوت بالفعل!.

ترك عدة الطعام وأردف:
- كُل ذلك الألم الذي مررتِ به طيلة حياتكِ ... بسببي يا فيوليت! ، مهما فكرت فأنتِ ملعونة معي!.
لا تقولي أنه بسببكِ، كلا كلا ، بل المُخطط استهدف ايذائكِ وجعل الأشباح ترافقكِ لدحري عن طريقك!... كان يعلم مدى قربنا!.
ضحكت باسمة ، وقالت:
- إذن نحنُ مقدران حقاً.
سألها غاضباً:
- لمَ أنتِ سعيدة إلى هذا الحد؟.
- حسناً، من المحرج أن أقول السبب.
سكتت قليلاً وأردفت:
- دعنا نقل أنني لا أكره هذا أبداً ... أوه إن الإعتذار والتحدث بلطف لا يليق بك أبداً يا أليكسيس.
حدج فيها بذهول للحظات ، ثُم إنفجر ضاحكاً وقال:
- عجباً ، أولا يجب أن تغضبي؟.
- كلا ، أنا سعيدة .
- سأموت من تأنيب الضمير.
- ما هو خطؤك؟ ، أنك ولدت؟.
- تقريباً .
- أوه لا تكتئب فهذه هي ضريبة كونك أليكسيس جيمان.

- أنتِ تزدادين لُطفاً كُل يوم.

- لمَ أنت مُصر على كوني كذلك؟ ، ثُم ، ألا يجب أن تحظى بقسطٍ من الراحة؟.

- رُبما أنتِ محقة ، يجب أن أرتاح حقاً.

-وددتُ أن اسألك منذ مدة ، هل تنام الليل جيداً؟.

- أجل .. منذ مجيئك للقصر بعد حكاية بينلوب .
- لكم هذا حسن!.

* لاشيء من السابق إختفى كل شيء تماماً ، أصبحت شخصاً طبيعياً لا يسمع أي شيء ، كما لو أني لم أكن ملعوناً حتى... الأمر يعبق بالريبة!.*

••
- حللت أهلاً ثيودور الصغير ..
قال أليكسيس مرحباً بابتسامة حسنة مع دخول ذاك الشاب الأسمر اليافع ، ابتسم ثيودور بغبطة وقال بحرارة:
-أنا ممتن لكون جلالته معتمداً علي.
-هل أثمر تدريبك؟.
- أثمر آمل أن يرقى لتوقعاتك!.
دنى أليكسيس ووضع يده على كتف ثيودور بدا طوله مهيباً جداً لثيودور ، هو ذاك الفتى الذي طمح دائماً للقاء اليكسيس جيمان والعمل في صفه ، وذاته الذي ذهب بقدميه إليه وقال له بنبرة ملؤها حرارة أنه يود أن يكون عاملاً تحت إمرته ... كان مُعجباً بشخصية أليكسيس جيمان.

كان آردين ورافايل واقفان خلف أليكسيس ، ادار وجهه وسأل:
-آردين ورافايل ، أفعلتهم ما أمرتكم به تماماً؟.
أجاب رافايل:
- تماماً جلالتك ، العدو يتخبط في رعب الآن.
أضاف آردين:
- لم تبقى بقعة في جيمان جاهلة بالأمر.
- أحسنتم ، إذن ثيودور ، أنت تعلم مهمتك الآن.
همس أليكسيس:
-لا تنس إذهب إلى ماركيز ألجير ، وقل له بأنك مرتدٌ ضدي وتريد تسريب المعلومات ، والمعلومة الأولى التي عليك اخباره بها : بأنه سيكون هناك زواج مدبر بين مملكة جيمان ومملكة كين.
- سمعاً وطاعة جلالتك.
فكر آردين:
* زواج بين المملكتين؟ ، وماذا عن الأميرة؟.*
انحنى ثيودور وخرج ، وإلتفت أليكسيس قائلاً للفارسين :
- لا داع لإخبار أحدٍ ولو حتى والدتي وفيوليت ، ولا تقلقوا لن أخون فيوليت.
جفل آردين والذي أحس بأن أليكسيس يقرأ نجواه ، والحقيقة هي أن أليكسيس توقع وحسب من ملامح الآخر فهو لا يسمع شيئاً ، وشعر أن لآردين بالذات نفساً لا تطيق الكتم.
••

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن