داعبت الشمسُ الأرض بأناملها ، وحلَّ الصباح ، فتحت كانا الستائر ، تسللت أناملُ الشمس إلى تلك الرموش الذهبية وأصبحت تبرق ، حكت عينيها وإنتشلت نفسها من الكرى ، شمت رائحة الشراشف .
* ذلك العطر الذي تضعه عليها نينا دائماً *
-امممم... لحظة!.
*أنا في قصر جيمان!! ، كيف نسيت شيئاً كهذا؟! لا أصدق! آخر شيء أتذكره نمت بعمق بعد حديث طويل معه .. وأنه قال تلك العبارة الغريبة.*
تلقي الخادمات الثلاث التحية وتجلس الأميرة في نشاط
-صباح الخير جلالتكِ.
-صباح الخير يا فتيات.
أردفت الأميرة بعد برهة:
-كيف حالكن؟.
لتجيب كانا بوجه متورد وابتسامة من الأذن للأذن:-بخير حتماً جلالتك بما أن ملكنا الوسيم عاد إلى صفو مزاجه بعد عودة ملكته الحبيبة .
تجمدت فيوليت محمرة الوجه وقالت روز غاضبة وهي تسكت كانا التي سرحت في مدح وجه أليكسيس:
-كانا يكفي لا يليق بجلالته أن تتكلمي عنه هكذا.
-ولكنه وسيم مالخطأ في ذلك؟.
-كانا!.
لم تسمع فيوليت التي كانت في حالة شرود أو ربما هيستيريا أفكار .
*يبدو بأن لقب الملكة قد لازمني بما أننا قانونياً زوجان .. لكن لمَ كل هذا النشاط هل كان ترهقهم قترة بسبب أليكسي حقاً؟*.
قالت فيوليت باسمة:
- يبدو أنكن بغاية السعادة اليوم.
لتجيب كانا:
-أجل جلالتكِ .. لم نسمع أخباراً جيدة منذ وقت طويل.قالت فيوليت مشيرة لروز:
- مع أنكم تعلمون حتى حول ثيابي هنا.
لتجيبها روز جافلة:
-آسفة أميرتي إنها أوامر جلالته أنا عبد مأمور.
-صحيح ولكن هذا سيئ!.
*بالتفكير في الأمر ... لمَ كل تلك الملامح الغريبة التي أظهرها بالأمس؟.*
تحضر نينا الماء والمنشفة لتغسل فيولي وجهها وتبدأ في تغيير ثيابها .إرتدت فستاناً أصفراً فاتحاً وضفرت كانا شعرها بضفيرة سنبلة تشمله كله ، كان وجه فيولي مفعماً بالحياة ، أهذا هو تأثير الراحة؟ .
*علي أن ألقي التحية على مكتبتي العزيزة قبل لقاء أليكسيس أولاً لم أراها منذ مدة*
وما الحب إلا للحبيب الأول !.نزلت إلى المكتبة بخطوات خفيفة الوقع ، فتحت الباب نظرت يميناً ويساراً وتنفست من هواءها الذي بلغ روحها وزادها فوق نضرتها نضرة ، إنها أحد أجمل بقاع العالم ، تلك المكاتب التي لا نمانع لو إلتهمتنا !... تذكرت كتاباً بعنوان مشابه.
*الكتب التي إلتهمت أبي؟ ، كلا لحظة لمَ أنا أشرد بتفكيري مجدداً ، ما هذا؟!!*
لم تتوقع أن تجده هناك جالساً في المكتب ، لكنها لم تنكر هذه المفاجأة .
-إشتقنا يا جلالة الملك غضنفر .
قالت بنبرة تكتم فيها الضحكة ليرفع الأخر حاجبه الأيمن وينزل نظارته ويجيب :-منذ متى صرتِ تناديني بهذا الاسم؟.
-ألا يناسبك؟.
-لا أدري .
اقتربت منه ووقفت على الجهة المقابلة له من المكتب ، إبتسمت بغبطة وفضلت أن تزعجه على أن تعرب عما في قلبها .. أرادت حقاً أن تسأله عن سبب حزنه بالأمس .-أأنا الوحيدة الممنوعة من اللون الأحمر؟.
سألت ببلادة كونه كان يبدو مثالياً في زيه الأحمر الداكن الذي لائم شعره وخلق التباين بشكل أنيق ، كان عبارة عن معطف زينت تفاصيله بالفضي ، وتحته بدلة سوداء كانت في تفاصيلها أقرب للاسلوب العسكري بغض النظر عن لونها .
-أجل أنتِ كذلك.
-إذن ، ألا يحق لي أن أغار أم أنك الوحيد ذو الحقوق هنا؟.
تنحنح ومن ثم أجاب في نبرة سريعة لحقتها ضحكة خفيفة:
-ما من داعٍ لتفعلي.
إبتسم ، وضع أوراقه وأسند مرفقيه على المكتب مواجهاً زرقته لأرجوانيها ، أشاحت الأخرى بنظرها بعيداً وسألت:
-إذن ، أنسيتني خلال هذا الشهر؟.
-وهل أنتِ تُنسين؟.
-ماذا؟!.
-لا عليكِ...اجلسي.
جلست وسألت:
-وإذن؟.
قال باسماً ابتسامة لؤم:-قرأت المدة الماضية رواية عن أمير ودمية .
-أحقاً؟ ، منذ متى وأنت تقرأ؟.
-كان الأمير مسحوراً والدمية سحرية.
-ااا!!!.
صمتت قليلاً وصرخت وقد تسلل الإحراج والغضب إلى نفسها فغمرها رغبة في الإنتقام ولون وجهها :
-أسمعت عن كتاب الثيران البيضاء الهائجة مؤخراً؟ ، أو رواية رحلة من الهدوء إلى الصراخ ؟ ، أو دع القلق وابدأ الحياة؟.
حدق فيها بملامح فارغة كمن يعلم أنه هجوم من تحت الطاولة ولكنه لم يتوقع ذلك منها ووجد نفسه صامتاً.
-أولن تملِ شتمي منذ الأمس؟.
-لم أخذ كفايتي بعد.
-أنا متساهل حقاً معك .
-وبالمقابل تراقب كل أفعالي ، مجنون.
-مخالفة قواعد.
-غريب أطوار.
-جانحة.
-أولن تتوقفا؟.
قالت كريستين التي دخلت ووقفت منذ برهة وهي تنتظر جفل أليكسيس وشهقت فيولي .
-الملكة!!!.
- لا تناديني هكذا أشعر وكأني نحلة ، أولست أمك؟.
قال أليكسيس مستوعباً:
-لقد جئتِ حقاً لا أصدق!.
-قال كريس بأن القصر قصري لذا ولجت مرتاحة.
-إذن ، كريس هو عميلك السري!.
-اقفز بالاستنتاجات كيفما تحب...يبدو بأنكما فوجئتما حقاً.
-لم أتوقع ذلك ، لم انتبه لدخولك حتى.
-كنت مستمتعاً ~ ، كلاكما تبدوان بحالٍ أفضل ، كيف حالكِ يا ابنتي؟ لم أرك منذ وقت حقاً!.
-بخير برؤيتك أمي!.
- تبدين بخيرٍ أمي.
*لابأس بهذه الهجمات طالما هي بخير*
-أنا كذلك حقاً بسماع الأخبار الجيدة.
-من أين سمعتها؟.
-سر!.
-بحقك إلى أي مدى أنتِ تتجسسين؟.
-لا تقلق أليكسيس.
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
Mystery / Thrillerهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...