ومساءً ، بعد حواراتٍ طوال مع أليكسيس جلست فيوليت قرب كريستين ، قربَ النافذة تتأملان المطر الذي يغسل أرض جيمان بحُبّ ، كما لو أن جيمان تهتف " هلُم!" لهذا المطر الذي غاب منذ مدة ، وكان الثلج ضيفاً ثقيلاً بعض الشيء رغم أنه لم يتساقط إلا قليلاً ، كما لو أن السماء قد حنت لحال أليكسيس ورفقت به!.
قطعت الصمت كريستين قائلة ساردة لحكاية:
-خالجتني ذكرى من يومٍ ماطِر كهذا اليوم تماماً .. يوم رأيتُ ابني ساخطاً منكراً لحضورهِ مناسبة إجتماعية ، وقفت في حيرة أحدج في ذلك الفتى الهزيل الذي من لحمي ودمي يؤرجح سيفه تحت المطر ، اقتربت خطواتٍ معدودة ، بمحيا احتله الوجوم .
-بُني؟.. ماذا تفعل بحق؟!.
-أنا ... أرفض ومازلتُ أرفض .
- أخبرني لمَ؟.
-لأني لا أطيق ذاك الوضر الذي يعتليهم ، إنهم يلطخوننا ، أولا ترين أيا أمي؟!.
- بُني ... أتكره ؟.
- أشدَّ الكُره.
-ولمَ؟.
-لأنه ما من مسلكٍ آخر غير الحق يا أمي.أتذكر تماماً كما لو أنه اليوم ، كيف صدحت تلك العبارة في نفسي ، قهقهت واقتربت ، وخلعت معطفي ووضعته على كتفه مما جعله يصرخ منزعجاً .
-أمي ما هذا ستمرضين!.
-لا لن أمرض بسهولة ، أنت هو الواهن هنا ؛ والآن ستعود معي .
-ماذا؟!.
-لا أعذار!.
أجبرته على العودة معي وكنت مصرة على مساعدته في تغيير ثيابه بسرعة . جسدٌ أبيض كتماثيل الشمع ، شُحبُ الأطياف ، وعيونٌ زرقٌ عميقة تكِن الكليل والأليل ، لم أرى ذلك الكيان الأبيض منذ سنوات ، كان دائماً يحافظ على مسافته منذ صغره ، وكنتُ بعيدة كوني أحس بحاجة للإبتعاد عنه لعله يتحسن ،كان يلازمني إحساسٌ أني النحس في هذه الأسرة ومازال يصدح في نفسي فماذا عساي أفعل؟. أحاول حماية ابني ، بينما جوفي يتقطع ، أحاول أن أكون عماداً راسخاً تقوم عليه الأسرة ، ولكني مكسورة ؛ الرجل الذي منحته قلبي مات فجأة ، الرجل الذي عشت معه بصبوٍ وبهجة وخلت أننا سنستمر هكذا للأبد سكت قلبه فجأة ، تلك الكتف التي سندتني بالأمس لم تعد موجودة اليوم ، ولم يعد لها أي أثر عدا وريثٍ لا كالورثة ، ابن لا كالابناء ، طفلٌ لا كالأطفال.سألني بوجوم :
-إذن لا داعي لحضوري ، أليس كذلك؟.
-أجل.
-أوه لكم هذا جيد!.
ومن ثم همست في أذنه:
-ولكن كما تعلم .. فإن الدوق ريكاردو سيكون هناك.
لينتفض جاداً:
-سأذهب!.
كان والده لا يطيق تقرب الدوق الوغد مني ، وكان ابنه يسير على ذات الخطوات!.
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
Mystery / Thrillerهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...