بريق مهج!

19 2 40
                                    

لم يلبس الجد ولو لحين وسأل ليونارد ناوياً إستفزازه بذلك الاسم الذي كان شيفرة بينهما ليجيب الآخر في غضب صامت وتكشيرة طفولية:
-هذا أمر لا يعنيك.
-حقاً؟!.
لتقاطعهما فيوليت وهي تشده من يده قائلة:
-هذا يكفي أليكسيس.

بدأت تلك الرقصة التقليدية وكالعادة كانت عيون الملأ عليهما ، وكالعادة كانا يبدوان كملك وملكة مثاليين من أسطورة ما!.

-أولستِ متحمسة لرقصتك الأولى معي؟.
-...أجل ولكن الأمر هو أني أفكر من ناحية أخرى تماماً.
-ماذا؟!.
-لقد كانت هناك الكثير من الشائعات اليوم حولك و .. بدا الأمر مقلقاً حقاً .
-إعتقدوا أننا إنفصلنا ، فأرسلوا بناتهم ببساطة.
- ماذا؟! ، هل للأمر علاقة بي؟.
-دميتي غبية حقاً.
-أليكسيس! .
قالت وهي جافلة ليجيب:
-أغضبتِ؟.
-كلا.. بل إيبيلينا أتت فعلاً!.
-حتماً لن تفوت الفرصة .
-حتى لو كانت منهارة الإقتصاد ومعاقبة من قبلك؟.
-أنتِ لم تري شيئاً بعد.

بعد الرقصة وجدت فيوليت نفسها تجامل السيدة كارديف التي أثقلت عليها حواراً متملقاً ، وأليكسيس يقف ورائها بوضع الحارس ويحدج في من يحاول طلب رقصة معها ، لكن أمور كهذه يقابلها أليكسيس بمقاصله دون أي تفاهم!.
و بين هذا وذاك ، فيوليت تختنق!.
*كارديف دائماً ما تحاول مساعدة أختها ، لذلك تحاول التمهيد لها لتحسين وضعها بعد حكاية ريكورديان ومعاقبة أليكسيس لعائلة تايلور *
-أليكسيس دائماً يعاقب بشكل رائع!..
تمتمت بوجنة محمرة ، لتأتي إيريس وتسأل:
-هل جنت فتاتي؟!.
جفلت فيولي من ظهور إيريس المفاجئ ، وأجابت:
- كلا كلا!.
-لقد فعلتِ! ، على أي حال أود أن أعرفكِ على امرأة رائعة ، سيدة ألفريون!.
-تحياتي للشمس والقمر !.
كانت زوجة آرث ألفريون ، امرأة كبيرة بالسن وذات شعر كالفحم ، حملق أليكسيس عندما رآها لأنه تذكر المستشار ، شعرت فيوليت بذلك من خلفها ، وشدت طرف كُمِّه وهمست:
-كفاك ، أشعر بالموت يتخللني من نظراتك.
ليستغل الفرصة قائلاً بصوت عال:
-فيولي!، تبدين شاحبة! ، يجب عليكِ أن ترتاحي حقاً.
جفلت وحملقت غاضبة ، والآخر شدها من يدها إلى مقعدها ، وأجلسها لتقول:
-أنت حقاً.. سأسامحك لأنك أخرجتني من ذاك الجحيم ، مع أنك كنت جزء منه!.
- كيف لكِ أن تصفيني هكذا؟.
-أنا لم أظلمك للحق.
غضبت منه بجدية كونه بالغ في حرصه ، فتعقيده مرعب أحياناً . وعلى الجانب الآخر ، حضرت ليفرايا دون شريك ووجدت نفسها في مأزق.

-إنها الأميرة ليفرايا .. لقد حضرت حقاً.
قالت إيبيلينا وهي تلوح بمروحتها ، لتضيف إحدى رفيقاتها:
-ياللغرابة!.
لتجيب إيبيلينا:
-الملك سيتزوج و يرزق بوريث بأي وقت ، وها أنتِ مازلتِ تحاولين إغواءه ، ألا يكفي أنه غضب شخصياً آخر مرة؟ ، وأن لا أحد يريد الرقص معك؟.
- ويكفي أنه صفعكِ عندما إلتصقتِ به.
كانت ليفرايا صامتة وتحدج بعرضهن المبتذل بغضب ، لم يحدث شيء كإلتصاقها به أو صفعه لها ، كان ذلك يهين كرامتها ، ضيقت على الفيروز في عينيها .
-أولا تعلمين يا إيبي...
- أنتن لستن مالكات القصر ، فجلالته لم يعترض على وجودها وأنا لا أعتقد أنها تستحق أن يعكر مزاجها هكذا.
قال ريكورديان الذي لم يستطع التحكم في غضبه وقرر التدخل ، مقاطعاً ليفرايا ، وليلتفت ، صوب ليفرايا ويردف:
-آسف يا أميرة ، إنهن اسوأ أفراد جيمان .
إبتسمت وتوردت ، كانت تشعر بنشوة الإنتصار ، خللت يدها في شعرها معدلة إياه وأشاحت بنظرها بعيداً وقالت:
-شكراً لك أيها الدوق.
كان عفوياً لطيفاً هيناً ، رد بوجنة محمرة :
-لا تشكريني يا أميرة.
-لقد إلتقينا مجدداً حقاً.
-أجل ولكم هذا رائع ! ، هل لي برقصة يا أميرة؟.
إنحنى بأدب وهو يستأذن ، جفلت ليفرايا لأنه لم يسبق أن طلب منها أحد رقصة ، لأنها في كين أميرة وفي جيمان الامرأة التي تتقرب للأمير ، ترددت قليلاً وأجابت:
-مؤكد.

بهر الملأ برقص الدوق مع ليفرايا ، كان ذلك بعد إنتهاء الملك والملكة الواعدين ، إبتسمت فيوليت التي لاحظت تشنج ملامح أليكسيس مداعبة قائلة:

-أولا تشعر أن الجو هادئ حقاً أليكسيس؟.
-صمت مريب ، أنا أتخيل ألف سيناريو الآن.
-لا تتخيل ، دعها تحدث وحسب ، لا يمكنك منعها ولكن يمكنك قمعها.
*أنت دائماً هكذا ، شخص قلوق بطبعه*
- فيوليت ..
-ألا تشعر بتحجر حاجبيك؟؟.
-تلك سجيتي فلا بأس.

بعد أن إنتهى الدوق وليفرايا ، في حين أن الملأ مصدوم بتلك الرقصة الغير متوقعة ، كانت هناك محادثة صغيرة بينهما.
-أنا ممتن حقاً لهذه الفرصة يا أميرة .
- أشكرك يا حضرة الدوق.
-أتقبلين أن أطرح عليكِ سؤالا؟.
-تفضل.
-هل يزعجكِ بأي فرصة كوني من جيمان؟.
-لست عدوة لجيمان ، بالطبع لا.
وضع يده على عنقه وأشاح بنظره ، وقال بصوت عميق:
- إذن هل لنا أن نلتقي مجدداً يا أميرة؟.
-كيف؟.
-لندع الصُدف تجمعنا بشرط ألا نتصرف كغرباء حينها!.
قهقهت وقالت ساخرة:
-حسناً إذن.
لم تضع كلامه بمحمل جد البتة ، ولكنها استمتعت بمجاراته .

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن