بريقُ مهج!.

17 2 23
                                    

-أليكسيس!!.. لماذا يحدث كل هذا؟؟.
لم تعد تتحكم بنفسها وبكت بهيستيرية ، من الصعب أن تصمد في حين أنك على وشك التهشم من الخوف ، أن تعلم أنك كنت الخلل في حياة أثمن شخص لديك ، لقد كنت أنت هو نقطة الخراب ، الإنقلاب ، الهفوة التي لم يكن يفترض أنها وُجِدت ولا وَجَدت! ، وهو لاهث جافل ، ينظر إليها بعرق بارد يتصبب من على جبينه .
-أكل شيء بخير؟ ، اتأذيتِ؟..
قال بعد أن مد ذراعه ليصل يدها ويشدها ويحاول مساعدتها على الوقوف ، كان يبدو مرهقاً ليقف حتى!.
*هل سألني للتو عن كوني تأذيت أم لا؟*
* هو لا يبدو بخير البتة!!*
-كفي عن البكاء أرجوكِ ، أقسم أني بخير!.
اقتربت منه ، وقفت بعسر باكية وقالت:
-كيف تكون بخير وأنت غائب عن الوعي ليومين ؟! ، توقف عن المكابرة !.
-ذلك..
تلعثم ولم يعلم كيف يجيبها ، أحاط يديه بكتفيها ، و أردف:
- سامحيني ، و لا تقلقي صدقيني أنا أعرف .
سألته بنبرة جادة غاضبة :
- أفقدت وعيك بهذا الشكل أثناء غيابي لذاك الشهر؟.
-لكل حادثٍ حديث ، وذلك الحادث لا يؤثر في الحاضر لذا لا نحتاج لاستجلابه..
-وما هذه الفلسفة؟!.
صمت ولم يجب وتنهد مُخللاً أنامله بأناملها محدقاً نحو الأسفل متحاشياً نظراتها .. كما لو أنه طفلٌ يحاول تهدئة الكبار الغاضبين من فعلته!.
الأمر هو ، أن هناك أشياء يمر بها أليكسيس لا حي ولا ميت يعلم عنها! .
تنهدت الأخرى وسألت بعد أن تراكمت عليها الأسئلة :
-أتظن نفسك لا تقهر؟ ، من أنت؟.
-أنا أليكسيس.. ذاته أنا...
أجابها بعنت وهو يتنفس بصعوبة ، كان يخفي ذلك ولكنها إنتبهت فور ما تلفظ ، بلعت ريقها المتألم وقالت في حرارة:
-أليكسيس أنت تتنفس بصعوبة على الطبيب أن يراك ! .
وقفت بسرعة ملتفتة ، ولكنها لم تشعر بنفسها حتى سُحبت ، سحبها هو من ذراعها كان يلهث راسماً ملامحه الغاضبة المعتادة.
-آمركِ بالتوقف . فلا طبيب في العالم يسعه علاجي.
-كلا كلا! ، ستعالج وتكون بخير!.
-صدقيني ، لا أحتاج علاجاً .
وتابع بصوت أجش وهو يلهث :
-.... بل أحتاجكِ أنتِ!.
-هذا ليس وقت الكلام المعسول!.
-أنا جاد...
سحبها بصمت ، وبقي جالساً بقربها يبحث عن الهواء بعنت واستمر:
-أحتاجكِ.. أتعلمين؟ ، لو أني لم ألقاكِ كُنت لأغرق في الظلمة .
-...ولكن مالذي يمكن أن أفعله بحق؟!.
-ابتسمي فحسب... يا باسمة الثالث من أغسطس .
-ماهذا التاريخ؟ ، أوليس قبل خطبتنا حتى؟.
-أجل قبله بعامين..
-ماذا؟ ، لكني لم أكن أعرفك حتى حينها!.
-أولا تتذكرين شخصاً مهقاً البتة؟.
-لمَ تصف نفسك هكذا؟؟.
سألته وهي تبكي بهيسترية
-إنها حقيقة لكني أتلاعب باللفظ فلم نلتق بشكل حقيقي يومها .. قابلتك يومها وأنا متخفٍ ، كنت غارقاً في الحزن بعد أن عدت من حرب مادوي ساخطاً يائساً بالرغم من الظفر .. كُنتِ جميلة ومشرقة كعادتكِ ، كنورٍ يجب حمايته.
جفلت الأخرى محاولة التذكر لكن ذاكرتها لم تسعفها ، قالت بسخط :
-توقف عن محاولة خداعي وإلهائي عن الموضوع الأساسي! ، إذن... أولن تُفلت يدي هذه؟!.
قهقه بحشرجة وأردف بعد أن سعل محاولاً طرد الحشرجة:
-يبدو أنكِ لا تصدقين...
-ليس كذلك أنا فقط خائفة ، أرجوك وأتوسل إليك طمئنني بعافيتك!.
-سأكون بخير ... أنا لست مجنوناً.
-لا بل أنت كذلك.
كانت عاجزة على كف دموعها ، وهو استمر بذاك الوضع وقال:
-آسف للغاية ، ابكي حتى تتحسي تحسناً ، حسناً؟ ، إذن ماذا كُنتِ تقرأين وأنا نائم؟.
-إنه..
ونحبت بصوتٍ أعلى ، جفل أليكسيس وأحاط ذراعيه بها وسألها متوتراً:
-أهي رواية حزينة؟.
لم تجبه ، لذا وقف بنفسه وأخذ ذاك الكتاب الملقى على الأرض ، وصادف أن الفاصلة كانت حيث توقفت ، قرأ ذاك السطر ، ورماه في المدفئة .
-أوه هيا ، أتصدقين هذا حقاً وتبكين بسببه؟ ، فيوليت أنا لا أستطيع التصديق .
-إذن ماذا؟!!.
-أنا أعلم بما يحيط بي ، أقسم!.
-مالذي يحيط بك؟.
-لعنة بلهاء مفتعلها واضح ، سأقتله بعد مدة .
-كلامك لا ينفي المكتوب في الكتاب .
-لا نحتاج لتصديقه ، ولو كان صحيحاً ، فهل ستهربين للدوق مجدداً وتتركينني وحيداً أيتها الشريرة؟ .
- لا أعرف ، لا أعرف ماذا علي أن أفعل!.
-إجلسي في غرفتك وإهتمي بصحتك ، لأن الزفاف سيقام قريباً ، هل لديكِ تاريخ محدد؟.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن