بريقُ مهج!.

35 2 16
                                    

اجابت فيوليت مبتسمة لترد كريستين:

-إنهما متوائمان ، مثلكما تماماً.

- أمي ، لا تخجليني .

- لا تخجلي يا ابنتي العذبة ، فحقيقةً لكِ تأثِيرٌ بهِيّ على قلعة جيمان.

قال أليكسيس باسماً:
- معكِ حق ، فقد تحسنتُ كثيراً بعد مجيئ الدُّمية .

-لا أعرف كيف أرد الآن.

وقفت كريستين وقبلت جبهة فيوليت ، فاحمرّت ، و قالت كريستين:
- إلى اللقاء الآن عليّ أن أذهب!.
-أُمي ، إبقي قليلاً .
قال أليكسيس محاولاً ابقائها وأضافت فيوليت بخجل:
- أعتقد أنه سيكون من اللطيف أن تبقي معنا.
- حتماً سيكون ذلك ممتعاً و لكن هناك أشياء يجب علي القيام بها يا صغاري.

خرجت كريستين وعم الصمت ، كان أليكسيس غارقاً في تفكيره ، و المُحيط الذي في عينيه يزداد عُمقاً ، فقاطعته فيوليت:
-عجباً ، بدوت مشغولاً طيلة اليوم ، والآن أنت غارق في تفكيرك.
عدل جلسته وعادت الحياة لعينيه وأجاب:
-كلا ولكني أحاول ترتيب أفكاري ، لأنكِ لم تتألمي أبداً حينما تحدثت أمي عن الماضي .
-ولمَ؟.
- أنا..
- أليكسيس يجب أن أعرف ، ماذا كان في الماضي بحق لتقلق منه؟.

- كُنا نعرف بعضنا ، كُنا بغاية القُرب ، كُنتِ لطيفة لذلك الحد الذي جعلني لا أتوقف عن تتبع أخباركِ بالرغم من السنوات.

قالها في قلق ، محملق الوجه ، لتجيبه فيوليت مهمهمة:
- فتى مُهق باسم.

- كُنت كذلك ، و أيضاً كُنت مُحباً للمبادرات و مُفعماً بالطاقة.

- أنا أعرفك!.

- ماذا؟!... يا فيوليت كيف ذلك وأنتِ قد نسيتِ كُل ماضيكِ وغمرتِ قلبكِ بالكُتب؟.

- يوم قابلتكَ في قاعة الإحتفال تلك ، تذكرتك ، كُنت ذاك الفتى الأبيض الذي يسكن أحلامي ويقهقه كثيراً فيها ، و لم أتوقع أبداً أني سأقابلك هكذا.
- إذن لم تنسي كُل شيء! ، هذا شيء صادم! ، لحظة .. لحظة .. دعيني أفهم الوضع.

- هل الأمر بهذه الصعوبة؟.

- فيوليت ، يَوم لُعنت كنتِ بجانبي ، طفلة صغيرة في الخامسة ، وأنا أُغرقتُ بالدم دون أي مُقدمات ، فصدمتِ ، وأثرت تلك الصدمة على ذاكرتكِ ، و عشتُ مُتأكداً أنه لا وجود لأليكسيس جيمان عندكِ ، فكيف يبقى سبب صدمتكِ ساكناً في نفسكِ؟.

- أليكسيس ، لماذا لم يخبرني أحدٌ بهذا؟!.. هل كان قُربنا إلى ذلك الحد؟.
أشاح بنظره بعيداً وقال بتلك النبرة العميقة:
-حتماً ، لقد بدا كما لو أننا مقدّران لبعضنا.
* إنتظر... "مُقدران؟". *
رنت تلك الكلمة في ذهنه ، تشوشت ملامحه ، و إبتسمت فيوليت وحاولت تلطيف الجو قائلة:
-دعنا من هذا الآن ، حسناً؟.

- أنتِ مُحقة..

وبعد عشاءٍ هادئ عاد أليكسيس إلى مَكتبه مثقلاً بالاسئلة ، ولم يعلم أين يضع حيرته هذه وبدأت تمتماته.

- مُقدران إذن؟ ، ولي العهد وأميرةُ الدّوقية ، الملك والدوق بعلاقة ممتازة ، وكذلك نحن ، وقد كانت فيوليت بخير قبل لعنتي ، و لكنها لم تعد كذلك منذ ذلك الوقت ، و بدأتُ وقتها بقراءة أفكار البشر بشكل أكثر ، وتوقف كُل ذلك العذاب بعد أن قابلتُ فيوليت و شُغلت بالقضايا و اللعنة نفسها ،
و حينما عادت نفوسنا لركودها ظهرت بينلوب ، تلك الامرأة ذات القصة المُلفقة ، هي و المدعو جوداس ، كما لو أن أشباحاً غبية تحاول العبث .

سكت قليلاً وأردف ضارباً رجله برجل المكتب:

- و عندما طردتها فيوليت بملء ارادتها ... رحلت وتوقف الاذى البدنيّ؟. ويلتاه! ، مالذي يحدث؟!.

سكت مجدداً في شرود متذكراً مُفكراً بما حدث له يوم أغشي عليه لمدة طويلة ..

*لم تكن تلك المرة الأولى ولكن كانت أسهلها ، لم يكن هناك شيء ثقيل ، ولا أشباح طاردتني ، كما لو أني كُنت مرهقاً وحسب ، ومع ذلك صحيتُ متعباً ، و حقيقةً فيولي هي من تأذت أكثر مني*

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن