-أأعرفكِ؟.
-كلا ، لا أعتقد ذلك.
ومازالت تتخذ خطوات خفيفة إلى الوراء حتى تعثرت ووقعت أرضاً ، ليهمَّ ويساعدها على الوقوف.
-أانتِ بخيرٍ فيوليت؟ ، مالذي تفعلينه هنا وحيدة بحق؟ ، إن في هذا خطر عليكِ كيف تأتين إلى هنا بغير حراسة وبغير إعلامي حتى؟.
أردف هامساً في إذنها بنبرة هادئة لا توحي بالرفق بل توحي بالغضب لتجيبه الأخرى خائفة:
-أنا... قد كنت أفعل هذا كثيراً
عندما كنت في قصر الدوق ولم أصب ولو حتى بحادثة واحدة لأن المكان مكتظ بالناس وفي وضح النهار...
وبينما هي تحدثه ويساعدها على الوقوف سقطت وكان الأذى ليبلغها لولا امساكه بها في الآن المناسب.
-يبدو أنكِ قد لويتِ كاحلك.
-ماذا؟!.
ليحملها كما تحمل الأميرات أو ربما الأطفال كما اعتقدت فيوليت ، مما أثار انتباه المارة وجعل الحديث كله يدور حول هذين الإثنين
-أوه أمي أنظري لهذين الشخصين إنهما يبدوان كأمير وأميرة.
-يال الرومانسية إنهما رائعان حقاً!.
-ترى من أين جاءا؟.
-ربما هم نبلاء ، ولكن لمَ يحملها هكذا؟.
-ربما لأنها تتدلل أو أنها مريضة حقاً.
طال الحديث بالرغم من أن الأمير يحاول شق الزحام والمضي في طريقه ، لتردف فيوليت وقد ضاق بها الحال:
-جلالتك ، أنزلني أرجوك.
-كاحلكِ ملتوٍ فكيف تريدين مني هذا الآن؟.
-لا أبالي سأمشي بنفسي!.
-كلا ، ستتأذين إن فعلتِ ثم بأنكِ لستِ بالثقيلة كي يكون حملي لكِ مزعجاً ، هل تأكلين جيداً حقاً؟!~.
-ولكن...
*لمَ تفعل ذلك بي! ، بل ولمَ أستطيع شم العطر الذي يستعمله بوضوح من هنا؟! ، رائحته رائعة ولكن هذا محرج جداً في الحين ذاته!*
-لمَ أنتِ تبدين هذا التعبير المضحك ولا تجيبين؟.
أردف مقهقهاً ملاقياً العنت في قمع قهقهته لتجيب الأخرى بوجه محمر ونبرة غاضبة :
-لأن هذا محرج! ، هل أنت تعاقبني بطريقتك أم ماذا؟!.
-كلا لا أفعل على العكس ، قد سامحتكِ لأن لا شيء حدث تقريباً ولكني لن أكون لطيفاً إذا فعلتِ ذلك مجدداً ، أحسناً يا أميرة؟.
-حسناً.
لم تعلم أهي لم تشعر بالطريق التي مرت سريعاً أو أنه اتخذ طريقاً مختصراً. كل ما انتهبت له هو نبض قلبه الهادئ وأنفاسه التي لم تختلف عن نبضه في هدوءها. حتى وجدت نفسها في غرفته وضعها على كرسي برفق ، كيف انتهى بها الأمر هكذا ؟ ، أهي مغيبة عن الواقع إلى هذا الحد؟.
-جلالتك ، شكراً جزيلاً لك وأنا آسفة مجدداً لما فعلت ، فهلا أذنت لي بأن أذهب إلى غرفتي لتلقي العلاج؟.
-كلا لن أفعل.
أردف وقد أدار ظهره يفتح درجاً صغيراً يخرج منه بعض الضمادات. تاركاً إياها على ذلك الكرسي متجمدة تسأل نفسها مئات الأسئلة .
-أخبريني المرة المقبلة حسناً ؟ ، وأنا أعدكِ بأني سأخذكِ إلى حيث تشائين.
-أوه ، حسناً...
صمتت لبرهة وأردفت متسائلة:
-جلالتك ، هل لي أن أعرف مالذي كنت بدورك تفعله هناك؟.
- قد كنت أقضي بعض الأعمال بنفسي منذ أني لا أرتاح إلا لو رأيت بعينيّ ، أعلم بأنه فعل غير مألوف بل وغريب بالنسبة لولي عهد ، ولهذا سألتكِ في ذلك اليوم إن كنتِ حقاً راضية عن هذا الزواج.
-ذلك ليس غريباً بل مميز! ، إنه حقاً لشيء مميز أن يقوم به ملكيٌّ بنفسه.
-آه ، ذلك...
*هل تصف هذا الجنون على أنه مميز ؟ ، لحظة لمَ أنا متردد؟ ، مالذي يعتريني؟!*
*هذا مذهل حقاً ، لم أتوقع بأنه من النوع الذي يرتدي زياً عادياً ويتجول بين العامة! ، بغض النظر عن كم أني أشعر بالخزي لأنه عثر علي ولكن لا بأس فهو ليس غاضباً*
وبهدوء ، يلف الأمير تلك الضمادة على كاحل أميرته ، ولا أحد يجرؤ على التلفظ ولو ببنت شفة .
وبعد أن حل الليل ونشر ظلمته في أرجاء الأرض الفسيحة ، كان موعد قدوم الكرى قريباً و فيوليت غارقة في هواجسها المرة وهلاوسها الحلوة طرق باب غرفتها فأذنت بالدخول وإذ بها روز التي تركتها وحدها في وسط المدينة وعادت مع الأمير ، قد شعرت بالذنب والعار وسألت :
-روز هل أنتِ بخير؟ ، أعتذر لأني تركتكِ وحيدة فلم يكن لي خيار آخر.
-لا بأس أميرتي فقد توقعت ذلك.
-ماذا؟.
-أجل لأن طلبكِ لا يتواجد في هذه المنطقة بالتحديد ففهمت فوراً أنكِ تريدين مني أن أبتعد لذا بقيت أراقبك حتى أتى جلالته.
-يا إلهي .
جثت الأخرى على ركبتيها بعد أن طأطأت أميرتها رأسها ونظرت في عينيها مباشرة وأردفت في رفق:
-إذن ، مالذي قاله وفعله جلالته؟ ، هل غضب منكِ؟.
-لا لم يفعل أي شيء بل أعادني في هدوء .
حدقت الأخرى باستغراب وبلعت ريقها واردفت:
-أحقاً؟.
-أقسم ، كما أنه وعدني بأنه سيأخذني إلى أينما أشاء بنفسه!.
-أوه ماذا؟ ، كيف؟ ، أعني : هذا رائع وفريد ، الحمدلله . أتعلمين أننا كنا قلقات!؟.
*إنها حقاً معجزة أنه لم يغضب*
-أنا آسفة.
-لا تعتذري سموكِ ، ملكة جيمان لا يجب أن تبدي هذا التعبير!.
*أليس الوقت مبكراً على هذه التسمية؟*
تغير غريب .
قد كان تغيراً غريباً أن تلاقي الأميرة المتوجة الأمير المتوج الذي كان دائماً يخيفها ويحيرها في وسط المدينة بزيين متواضعين .
ومن يدري ، على الأرجح أن هذا الموقف المجنون بداية ضجٍّ من نوعٍ جديد.
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
Tajemnica / Thrillerهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...