سأذود مستبسلاً .. CH2

47 9 31
                                    

ولنرجع بأنفسنا إلى الحاضر ..

-أتوسل إليك جلالتك دعني أحقق رغبتي! .
-هل سبق وأن غيرت رأيي ؟.
-ولكنك قد عينتني فارسك! ، فلمَ ترفضني الآن؟!.
- إسكانير صحيح أنك فارسي ولكنك دوقٌ ذو أراضٍ دوقية وجب عليك حمايتها الآن ، أنت لم تعد شخصاً دون شغل يشغله .
-ولكن...
-يكفي .
رفع حاجبه الأيسر وقد كان بصدد الغضب وبقي جالساً يحدج بالآخر بتلك العيون الزُرقِ العَميقَة من وراء تلك النظارات التي خصصت للقراءة ، وهو يقلب أوراقه وينسقها ليعمل عليها.
تنحنح الآخر وبلع ريقه واردف بإصرار وأي إصرار؟
-سأكون حارساً ، حسناً؟.
ليخبط الآخر مكتبه وينزع نظاراته ويردف بابتسامة بليدة:
-أتحب أن تتعرض للضرب؟؟.
-كلا كلا لا أعني ازعاج جلالتك!.
-ريكورديان أنت دوق اسكانير ولكنك لا تركز ولو قليلاً على دوقيتك ، أنت هكذا منذ نصف عام ، تلاحق القصر الملكي وتتجاهل ما بين يديك ، كل ذلك لأنك من الداخل متعلق بهذا المكان أشكرك لذلك ولكن هذا سيعود عليك بالضرر! ، ريكورديان استقر ، جِد امرأة تناسبك وابدأ صفحة جديدة!.
خلل أنامله في خصلاته الفضية وتنفس الصعداء .
-أأنت طفل؟.
-حاضر حاضر جلالتك ، وإذا فعلت ذلك ستقبلني صحيح؟.
-أتعلم يا ريكورديان ؟ إتخذت مقصلة جديدة قبل أيام وكنت أحتاج إلى من أجربها عليه ..

وبعد أن سئم إلحاحات الآخر ، خرج من المكتب بعد أن طلب منه الإنصراف ، وتوجه صوب الأميرة ، كانت قد مرت أيامٌ على آخر مرة ذهب فيها إليها دون أي مبرر ، ولم يراها إلا في قاعة الأكل ولكن كان الجو ثقيلاً وهادئاً ، فبعد ذلك اليوم لم يتمكنا من خوض أي حديث طبيعي ، ولكن لا يجب أن يستمر الحال هكذا أوليس كذلك؟.

وقف أمام باب غرفتها وطرق الباب بخفة ، لتفتح فيوليت بنفسها مسرعة ، لقد علمت من هو من وقع أنامله !..

وبعد أن فتحت الباب وقفا دون أي حركة ، وقفا في هدوء وتبادلا النظرات في صمت ، مع ثغور باسمة وقلوب مجنونة تكاد تشق الصدور ، ولكن متى أصبح الوضع هكذا؟ ، ألم يكونا منسجمين وعفويين؟ ، أيعقل أن المشاعر تفسد العلاقات وتخلق القلق؟ .
كانت تشعر بالاحراج ولكنها تخفي إشتياقها ، أما الآخر فهو يقاوم عاصفة مشاعر متضاربة ، وبعد أن طال الصمت ، أردف :
-أهلاً أميرتي كيف حالكِ اليوم؟.
-أنا بخير وأنت؟.
-بخير .. ما الذي تفعلينه ؟ .
-اوه ، لقد وصلتني بعض الرسائل من بضع نبلاء لذلك وددت الاهتمام بها .
-من هم؟ ، انتبهي من مكاييدهم وأعلميني في حال حدوث أي مشكلة.
-كفاك قلقاً دون أي سبب.
قالت جملتها و قهقهت بخفة واضعة يدها على فمها ، والآخر يحدق في شرود مع إبتسامته تلك ولم يتطرَّد صمته ذاك حتى سألته فيوليت ذاك السؤال.

-لمَ أنت صامت جلالتك ؟.
-كلا ما من شيء ، ولكني أتسائل إذا ما كنت مشغولة مساءً .
-كلا لست كذلك ، ولكن لمَ؟.
-الأمر هو .. أنا ألم أعد بمرافقتكِ إلى العاصمة عندما تتاح الفرصة؟ ، كما أني أعتقد أن الجو خانق في القصر لذا هل...
-مؤكد!.

وفي حين محادثتهم تلك إنجرفت عيناه لتلك الأوراق المرتبة بجانب كتب السحر فسأل:
-ماهذه؟.
لتسرع الآخرى محاولة تغيير الموضوع وتقليل قيمتها.
-لا شيء مهم صدقني!.
-هل ترهقين نفسك إلى هذا الحد مع رسائل الحب؟.
-أنا لا أكتب رسائل الحب!.
-أوه ، كم هذا مؤسف.
قالها بنبرة درامية ممازحة وتجاهلها ولو كانت شائعة القلعة الملكية حقيقية لكانت ستقع في مشكلة كبيرة! ، تلك الشائعة التي تقول أنه يقرأ الأفكار ، ويسمع ما يحدث به الناس انفسهم.

على كلٍ قبلت ذلك الاقتراح بسهولة وتلك الابتسامة الدافئة على ثغرها ، حفل الآخر بقبولها وأعطاها موعداً محدداً يكون قبيل غروب الشمس بساعات معدودة ، مالذي سيحل بدنيانا ومنذ متى يتجول الأمراء في المدن بزي مدنيّ؟.

وبعد إنصراف ألكيسيس ببرهة طلبت فيوليت من خادمتها الحذقة أن تعد لها ما يرتديه الناس حينما يذهبون لأماكن كتلك .
-روز جهزي لي ثوباً عادياً .
* كاد أليكسيس أن يكتشف حول اللعنة .. *
-لقد إشتريت تلك الشرائط الملونة.
-ماذا؟.
*ماذا؟ ، يا إلهي ما زالت تتذكر خدعتي ذاك اليوم!*.
-لذا ما من داعي لأن تتعبي نفسك ، كما أن زوجك سيغضب منك أميرتي.
-إنه ليس زوجي بعد هدئي من روعك إنه....
*إنه مخيف!*
-ما الأمر جلالتكِ؟.
-هو من طلب هذا! حسناً؟.
أجابت فيوليت رافعة من صوتها في غضب وإنزعاج حتى صعقت الأخرى. وقد لفت إنتباهها بعد ذلك أحاديث كانا الطويلة مجدداً ، كانت مملوءة بالأخبار والإشاعات ، غبار الجنيات الكاذب ، آخر ما قيل بين الممالك .. الخ ولكن أكثر مالفت إنتباهها كان الإشاعة البلهاء عن كون أليكسيس قارئاً للأفكار ، أي نوعٍ من الترهات هذه؟ ، ربما هذا صحيح؟.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن