سأذود مستبسلاً ! CH 20

24 4 9
                                    

حكى الدهر عن الشجن الهادئ ذاك الذي يتراكم يوماً بعد يوم في النفس ، حتى يدميها أو يطمسها ، ويحكى في حكايا الشجن عن ذاك الذي ينساب راحلاً من تيار الأيام ، ويخفت صوته بين تلاطم حصى المواقف ، ولكن حينما يهدأ التيار ، تعود الأحزان لتملأ ذلك الفراغ الذي يحدث... وتستمر السلسلة ما بين لوعات وفرحات تتصادم وما هي هادئة حتى تدفن صاحبها!...
كان وقع الأيام التي كلها أكل وراحة ، خالقاً ذاك الفراغ حيناً ، وآخذاً تلك الأحزان حيناً آخر ، لم تتمكن من قراءة كتاب واحد ، كان ذلك منافياً لعادتها ، لم تتمكن من الاستيعاب في بادئ الأمر ، ولكنها رويداً رويداً إعتادت وتأقلمت وأصبحت تلجُّ في أفكارها عوضاً عن لجِّها في الكُتب!!!. كان المساء قد حل وقتها وكانت قد أزمعت النوم بعد أن حان موعده ، تجاذبت أطراف الحديث مع روز قليلاً.
-روز ، ألا يفي الفرسان بوعودهم؟.
-أجل ولمَ؟.
-إذن قد وعدتيني في ذلك اليوم بأن تحكي لي بعض القصص عن الملك.
-لمَ لا تسألين المصدر بنفسه؟.. وماذنبي لو قطع عنقي لأن ملكتي فضولية؟.
قهقهت ممازحة ، وفيوليت مازالت مصرة ، وسعت بؤبؤيها اللامعين وحدقت فيها بوجه ملؤه جد قائلة:
-أخبريني عن الملك السابق ..
-هذا غريب ألا تريدين المعرفة عن زوجك؟.
-أعرف ما يكفيني .
*أكثر بكثير مما تتخيلين*
-إذن سمعت من حكايا الفرسان : كان ملكاً عنيف الطباع رقيق القلب ولكنه كان أشد حدة من جلالته ، كان ذا مواقفٍ معروفة والملك الذي ركز على إزدهار البلاد ، وقد كان موته مبكراً بالرغم من ذلك فقد رحل في ربيع الثلاثينات.
-...حقاً؟.
*هذا يعني أن أليكسيس كان صغيراً حينما وافته المنية ، يا إلهي .. أشعر أني فهمت قليلاً عن الوضع ، ولمَ الحزن مخيم على نفسيهما *
-أجل جلالتكِ .
-إذن عمتِ مساءً.
-أوه ، تريدين النوم؟.
*الأميرة .. ما بها؟*
-أجل روز... شكراً لكِ.

خرجت روز وجلست الأخرى شاردة منتشية بالكرى قليلاً ، ومن ثم داعبها النعاس ونامت.

كان الوقت مساءً وبالنسبة لأليكسيس هو وقت ذروة العمل ، كان كريس موجوداً بعد أن أزمع على العمل مع أليكسيس ، كان كاظماً صامتاً لم يخبر كريس المقرب منه بأي شيء ، ومع ذلك حاول التصرف بطبيعية
-أأنت مصرٌ على عدم رغبتك في منصب المستشار؟.
-أنا أساعد صديقي القديم وزوج أختي فحسب.
-يالك من متملق فاشل.
قهقه الاخر ببلاهة وقال وهو يرفع مجموعة هائلة من الرسائل ويضعها على مكتب الأمير:
-هذا المتملق الفاشل سيساعدك في العمل على كل هذا! .
قال الآخر صارخاً ساخطاً:
-ما كُل هذا!!!!.
-إنها رسائل من النبلاء .. جلالتك.
-هناك شعلات لا زالت مستعرة على حسب ظني .
وقف الآخر وجمعها ووضعها في المدفأة لتستعر شعلاتها وتضحي نيراناً.
-تباً ، ستكون رائحتها مزعجة.
-جلالتك هذا تهور!.
-ألا تملك حساً بالرغم من كونك أحدهم؟!.
صرخ كريس ساخطاً محاولاً إعادة الآخر إلى رشده :
-لستُ عديم إحساس أنا فقط أقول أنها رسائل من نبلاء!.
-أنا لستُ بضاعة في سوق الزواج.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن