بريقُ مهج!.

15 2 22
                                    

وقفت من على كرسيها ، وذهبت راكضة ، قابلت آردين وجوزيف في طريقها ، وطلبت منهما البقاء في الطابق ، ووافقا بكل ثقة ، ثم دخلت غرفة أليكسيس مسرعة جلست على كرسي بجانب فراشه ، أخافها ذلك الصمت الغير مألوف ، خاصة صمت غياب أليكسيس ذلك الرجل الصاخب الذي لا يهاب شيئاً ولا يهوى التهاون ، الذي منذ أن قابلته جعلها تعتمد عليه في كل شيء ،  عادت إليها بعض ذكرياته ، وشتان! .
- يا حبيب أتذكر؟ ، كنت أخافك حتى رأيتك ، وبعدها أصبح كل ما فيّ يحتفي بوجودك.

إنتظرت ساعة ، ساعتين ، ثلاث ، استهل غروب الشمس! منذ متى هو نائم ولمَ؟ ، هل يجب أن تنادي أحداً آخر؟! ، هذا ليس موقع شخص عادي ، هذا الرجل الذي تعتمد المملكة بأكملها عليه ، إذا شك أي أحد واستغل الفرصة ، ستكون معضلة حقيقية!! ، آردين وجوزيف متطردا الوقوف والحراسة ، وفيوليت ستموت من شدة التفكير .
مرت ساعات  ، طرقت روز الباب لتخرج فيوليت وتغلق الباب وراءها قالت روز في قلق:
-أميرتي يجب أن تنامي.
*ذابلة ، فاترة منذ مدة ، أنا قلقة للغاية لا أشعر بأن الأميرة بخير.*

-معكِ حق.

قررت أن تنام لعلها تستيقظ على سماع صوته! ، لعل هذا الكابوس الغريب ينتهي! ، ولو كان على رغبتها لسهرت الليل تنتظره ولكن هذا لا يجب أمام سكان القصر الآخرين ، إلى جانب أنها لا تريدهم أن يشكوا في الأمر ، حاولت الغوص ، و زارها النوم ، وكانت ليلة منغصة بالكوابيس لم تنم جيداً ، و استيقظت باكراً واستمرت في التمثيل أنها بخير بوجه خالٍ من الملامح ، دمية كئيبة ، تناولت الإفطار وحيدة ، ومن ثم قالت للخادم الشخصي نفس كلام الأمس ، جلست بجانب أليكسيس قليلاً وتظاهرت بالحديث ، ترقبه وهو نائم بهدوء ، ذاك الرجل الذي يخيف ممالكاً كاملة ، يرقد بصمت هنا ، حتى حان وقت الغداء وتناولت منه بصمت وقلق ، وأصيبت بعسر في الهضم من القلق!.
وكالعادة ، لا أحد لاحظ عدا روز.
يوم هادئ بالقرب من أليكسيس ومازالت تنتظره وتستمع لتنفسه الهادئ في تلك الغرفة الصامتة ، حل الغسق ، وقلقها مس جسدها و أحست بالمرض من شدة التفكير ، لم تعد تشعر بالوقت ، كانت تقرأ بهدوء ، في كتاب آخر عن اللعنات المُفتعلة ، هذا ثالث كتاب خلال هذين اليومين ، جفلت حينما وقعت عينيها على ذاك السطر :
"لعنة تضطرم حينما يقترب الملعون من أنسب فتاة له"
فكرت للحظة ، أهي حقاً أنسب فتاة؟ ، ولمَ لا؟ ، فهي ابنة أكبر دوق في جيمان وأقربهم لألكسيس ، وتناسبه من نواح كثيرة ! ؛ تبادر إلى ذهنها يوم قابلته لأول مرة ، يوم حفل الخطوبة ، كان بحال أفضل من الآن ! ، ومن ثم تذكرت حكاية شبح بينلوب ، وإنتفضت واقفة قائلة بصوت عالٍ :
-أهذا يعني .. أني أنا السبب؟.
*صحيح!*
*حينما أركز قليلاً*
* وعلى كل تلك الأحداث الجنونية ..*
*فقد بدأ كل شيء منذ لقائنا!!*
و فجأة!.

إنتشلها ذاك النداء الذي صدح في أذنيها ، طنت أذنيها ، ولم يعد إدراكها يعمل حتى .

-فيولي؟ ، ماذا حدث؟.

قال بصوت مبحوح ، جلس بتثاقل لم تعد الأخرى تستطيع تمالك نفسها ، ولا رجليها ، هوت وبلغت الأرض ، جثت على ركبتيها بالتحديد ، وقالت بصوت ملؤه بكاء:

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن