وبعد أن حان الوقت كانت قد إرتدت ما يناسب ، فقد كان ثوباً بسيطاً باللون الوردي والأبيض ، تفاصيله توحي كما لو أنه صنع شعبي تم خياطته في المدينة ، وقد جعلت شعرها الذهبي منساباً على كتفيها دون أن تلفه ولكن ارتدت دبوس شعر بسيط يقارب الثوب في تفاصيله.
وفجاة ، سمعت صوتاً غريباً من الشرفة ، وإذ بها تلقاه هناك ، أي نوعٍ من الناس ذاك الذي يدخل من الشرفة بدل الباب؟ ، بالطبع هم الملكيون! وهل من إعتراض؟ .
كان يرتدي قميصاً باللون الأزرق الداكن مع سراويل بيضاء ، وكان كل منهما بسيطاً وأقرب إلى أسلوب المدنيين .
* لمَ هو يبرق حتى ولو إرتدى زي عامة الشعب؟ ، يا إلهي لا يسعني إنكار كم أنه... وسيم!.*.
-أنت هنا!.
-أجل أنا كذلك~ ، إذن دعينا نخرج الآن! .
-كيف؟.
*آمل أن لا تكون حكاية معرفته عن الخواطر صحيحة أشعر أني غبية لقلقي من الترهات*
-هلُمي فحسب.
وما هي إلا ثوانٍ حتى وجدت نفسها قد أنزلت من الشرفة ، ولكن غرفتها كانت في الطابق الثاني! ، أهذا لأنه خفيف أم أنه ساحر أم ماذا؟. أرهقتها الأسئلة فتناستها ومضت معه ، كان قد جهز حصاناً بالفعل ، كان جميلاً وأبيضاً ابتسمت بدفء ومدت يدها ليحملها لفجأة ويضعها على الحصان ، فوجئت وشعرت بأنه يستخف بها كونه ذا جسدٍ طويل وقوي ، غضبت قليلاً ورسمت وجهاً غاضباً ليبدأ هو بالضحك بعد أن ركب معها .
*هذا حقاً مستفز ومحرج*
-لمَ تقهقه جلالتك؟.
-أليكسيس .
-لمَ تقهقه يا أليكسيس .
-إنه سر.
قالها متطرِّداً ضحكه ، شتمت نفسها من الإحراج ، شردت قليلاً حتى شعرت به يغطيها بشيء ما ، وإذ بها قلنسوة بيضاء متقنة النقوش الرقيقة الجميلة ، إلتفتت إلى الخلف ونظرت إليه بوجنة محمرَّة ، ورأته يضع أخرى ذاتها ولكن كانت نقوشها زرق ، وخاصة فيوليت بنفسجية.
-إنها رائعة .
*ذوقه دائماً فريد ربما هذا هو وجهه الجيد؟*
أردفت بنبرة خجولة تغمرها الغبطة ليرد قائلاً:
-إنها لاشيء يا دميتي.
صمت قليلاً وأردف بعد أن بدأ الحصان في السير:
-أريد أخذك إلى مكان مميز.
-ما؟.
*يا إلهي لا استطيع رفع رأسي*
-مقهى!.جلسا متقابلين وهو يحدج بهدوء مع ابتسامة خفيفة ، وتلك العيون الجادة توترت الآخرى ، وأردف بعد طول صمت:
- يا حلوة ، أنعقد صفقة؟.
أردف وقد حول نظره إلى فنجان القهوة التي بيده وهو يتمعن فيه شارداً باسماً ، استغربت وسألت:
-صفقة؟.
-أجل.
-فيمَ ولمَ؟.
-لكِ القهوة ولي عينيكِ.
-!!.
*ماذا ما خطب هذه العبارة؟ ، ربما سمعت بشكل خاطئ ! ، حتماً أن وجهي أحمر بالكامل الآن! *
أبعدت فيوليت عينيها مع وجنتين متوردتان ، كان من الطبيعي أن تخجل بسبب ولي العهد المرعب الذي قرر فجأة أن يكون رومانسياً! .بعد أن خرجا وتغير الموضوع ، صادف مرورهم بمتجر رفيع المستوى للفساتين ، استغربت فيولي موقعه البعيد عن اسواق النبلاء وانتابها الفضول حوله فقرر هو الدخول بعد أن شك هو الآخر .
-أوليس هذا مريباً؟!.
-لنَلِج!!.
-يبدو بأنك أشد فضولاً مني .
-يمكنك قول هذا.متجر ذا حجم متوسط ومكان استقبال ذا ستائر وسجاد من طراز رفيع ، ولكن في أطراف المدينة كيف هذا؟!.
-ما تفسيرك ؟.
-يبدو لي أنه غسيل أموال .
إنفجرت الآخرى ضاحكة وسألته مجدداً:
-ولكن من الذي قد يفعل ذلك بهذا الغباء؟!.
وبعد قليل دخلت مضيفة وتنحنحت مستغربة تهامس الإثنين .
-هل من خدمة أقدمها لحضرتكم؟ .
-آه ، لدينا طلب مهم اليوم وقد لايكون زهيداً إذا راق لنا عملكم.
* مجنون!*
-أهلاً وسهلاً بحضرتكم سأعرض كل بضاعتي الآن!.
وإنصرفت المضيفة لتهم فيوليت متسائلة :
-بجدية؟.
-أجل لنجرب.
-لا تغامر أليكسيس .
أردفت مقهقهة ومن ثم دخلت الأخرى مع بضاعتها ؛ فوجئت فيو من الجودة ، فقد كانت القطع جيدة جداً ، ليهم الآخر مردفاً:
-أريد منها كلها عدا الأحمر .
تلعثمت المضيفة و تنحنحت وسألت مستفسرة بعد أن عدلت نظارتها ممعنة النظر .
-حضرتك ، مع أي قصر سنتعامل ؟.
-القلعة الجيمانية.
-ماذا؟!.
وهم خارجاً بعد أن أمسك يد فيولي وحاولت أن تقوده إلى مكانٍ هادئ وحينما وجدته توقفا ، شعرت بأنه غريب نوعاً ما وحاولت أن تمنع غضبها فسألته عدة اسئلة في عبارة واحدة!!:
-لمَ أخذت هذا العدد المهول؟ ولمَ من هنا؟ ، وما حكاية الأحمر؟. أنت أحياناً تتصرف بغرابة حتى أجن بصمت.
-لا تدعي الجنون يمسك ، تدرين أني لا منعك من أي جواب! ، ثم ما المانع في أن دأب هذا المحل قد راق لي وأردت أن أدلل دميتي بشيء استثنائي؟.
-ماذا؟ ، لا ! ، أعني أجل ، ماهذا الذي تفعل بحق خالق الكون؟! .
ابتسم وصمتت الأخرى لبرهة واضعة يدها على وجهها ومن ثم سألت:
-ولا تقل بأنك تكره الأحمر .
ابتسم الآخر ببلاهة ، ودنا وهمس بذلك التعبير المستفز الذي يظهره دائماً ، لا تدري لو كان ابتسامة مظلمة توحي بالرغبة في القتل ، أو إبتسامة أبله!.
- جميلتي ، إن الألوان كثيرة ، فلمَ لا يمكننا اسنثناء هذا الأحمر؟.
-لمَ الأحمر؟.
-لأني أكره أن ترتديه ، أمام الآخرين مهما كان طوله أو سِترتَه.
-ولكني أحبه! .
سعل وأردف بجدية:
-أكثر مني ؟ ، آسف فيولي ولكن يمكنك إرتدائه عندما لا يراكِ أحد غيري .
-هذه أغرب غيرة رأيتها في حياتي .
إلتفتت وتمتمت:
-أنت غريب بكل ما فيك .
سمعها فسألها بنبرة فيها الهزل وقد دنى منها وقرب فاهه من أذنها:
-لمَ أنا غريب بكل ما في؟.
لتجيبه بأسلوب مباشر ملتفتة لجانبه واضعة عينيها في عينيه:
-لأنك أليكسيس.
-رباه.
-لنعد الآن.
-إلى أين ؟ ، لم ننتهي بعد .
وحملها مجدداً دون رغبتها ووضعها على الحصان ، غضبت وأردفت:
-ألا يمكنني إمتطائه بنفسي؟ .
-ولكنه بعيد عليك.
-كلا ليس كذلك ، توقف عن التباهي .
-أنا لا أفعل .
*سأعذبك المرة القادمة كي أذهب معك .*
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
Mystery / Thrillerهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...