-ما الذي تفعله وأنت هنا تتجسس علي؟.
-وأنتِ تحاولين خداعي!.
جلست وهي تقهقه ومن ثم قالت :
- بما أنك هنا .. هلَّا حكيت لي قصة؟.
-ماذا؟! ، أنا لا أجيد هذا النوع من الأمور!.
-لمَ تعتقد أني أريد منك أن تقص مقامة أدبية؟! ، أنت أفصح وأبلغ من سمعته يعبر.
- آه ، أعلم أني فذ و مميز.
-سحبت ما قلت.
ابتسم وقال في نبرة هادئة :- هذه واحدة .. حينها كل شيء كان كشتاء عاتٍ دامٍ لا ينتهي ، تمنيت إنتهاءه ، كنت مؤمناً بالبدايات الجديدة والفرص التي تأتي دائماً ، كنت أترقب دائماً الوسيلة للخلاص من كل هذا الكدر الصامت ، مر عامان على حرب مادوي ، كنت فاتراً كئيباً .
إلى أن لقيتها على حين غرة في أحد حدائق المملكة ، قيل أنها شقيقة كريس الصغرى ، كانت مشرقة كسنا الشمس ، نورٌ وجب حمايته ، أذكر أني لاقيتها مرة أو إثنتين في الماضي ، لكن ليس كهذه المرة ، لقد أسرت بها تماماً كانت مفعمة بالحياة وباسمة ، إجتاحني شعورٌ غريب ، لكن لم يكن لي إلا أن أتمنى لها السعادة .
توردت وحدجته بنظرة ملؤها احراج ليردف:
-ظننت أن ذلك عابر ومع ذلك حتى بعد سنوات لم أنساها ، وبالتحديد عامين ، وذات الشعور يوقعني في كل مرة ، حتى اخترتها كأميرتي ، كنت قلقاً عليها ، وأرى أن دخولي حياتها المفاجئ جنون ، أعلم أنها لا تتذكرني وأنها تصغرني بأربع أعوام ، ولكنها كانت بالرغم من الوقت الذي مر مازالت مشرقة وجميلة ، أردت أن أمنحها خيارات ، وأن تجرب الحياة معي ، فهل تقبل؟ ، وشيئاً فشيئاً بدأت أزداد تعلقاً وهي تزداد راحة... لَكنِي مَازِلتُ قَلقَاً عَلِيها حَقَاً.وقعت تلك العبارة الأخيرة التي تلفظ بها موقع دهشة في نفسها ، هي كانت تدرك تلك المشاعر المتبادلة بينهما ولكنها لم تعلم إلى أي مدى بلغ ذلك من عمق في نفس أليكسيس ، تلعثمت:
-أليكسيس أنت... آه ، اعلم أن الشعور متبادل.
-أعلم ، دُميتي.
قالت مغيرة لإتجاه الموضوع:
-ما قصة تسمية الدمية هذه؟!.
-إنكِ فقط تشبهين الدمى ، هذا ما كنت أفكر فيه منذ أول مرة لاقيتك فيها.
رمت عليه الوسادة قائلة:
-دعني وشأني!.
-ما خطبك؟.
-أنت تحرجني حقاً! ، منذ متى وأنت تملك لساناً كهذا؟!.
وقفت وإبتعدت لزاوية الغرفة مردفة:
-حسناً هذا يكفي لا أستطيع حتى النظر إلى وجهك ... لا تحدجني بهذه النظرات!!!.
وقف رافعاً نصف ذراعيه كمن يسلم نفسه وقال:
-أنا لم أفعل أي شيء!.
-بربك؟!.
-يبدو أنك قد نسيتِ حقيقة ما بيننا ولذا تستغربين الآن !.
-كلا الأمر هو . آه أتعلم؟! أمي وأبي تشاجرا خلال وجودي هناك وقد كنت الموضوع والضحية ، وأجبرت على أن لا اقرأ سطراً طيلة مدة بقائي هناك!.
صفق وعلق باسماً:
-والداكِ الرائعان يفوقان توقعاتي دائماً!.
-حتماً ذلك مدعاة للغبطة عندك!.
اقترب في صمت واختفت ابتسامته ليسأل هامساً:
-...،ظننت أنكِ قد استخدمتِ حيلة ما لطردها ، ألم يكن كذلك؟ ، ماذا حدث بالتفصيل؟.
- المهم هو أنها خرجت أوليس كذلك؟!.
جفل وملامحه الفارغة بدت أشبه بالموتى ، وسأل صارخاً:
-عمَّا تهذين؟! ، اسمعيني فإن لجوئك لأي وسيلة ملتوية سيعود بالأذى عليكِ وعلى الجميع وحسب ، سأجن تماماً لو كنتِ قد فعلتِ شيئاً غير معقول!.
*ماذا لو كانت بالفعل قد آذت نفسها؟*
صرَّ أسنانه لتجيبه صارخة منتفضة:
-كيف تقول بأني من عبث وأنت من قتل بينلوب بإبعادك لجوداس؟!.
-.... ماذا؟.
سأل وقد تجمدت ملامحه وفرغت لتجيبه فيوليت بجدية:
-أنت فعلت شيئاً لجوداس وذلك تسبب في زوال بينلوب لقد رأيتها تخر تحت نصلك في حلمي كذا مرة ، ومن ثم اختفت منذ وقت طويل... ماذا فعلت بالمدعو جوداس؟.تجهم وتوسعت عيناه وسأل ملحاً:
-كيف علمتِ؟ .-بينلوب أخبرتني في آخر مرة حادثتها فيها.
وضع يده على قفاه بملامحه الفارغة وهالة غضبه المكبوتة ليسأل مجتهداً في إلحاحه:
-وكيف يحدث شيء كهذا؟! ، أعني.. لقد أبعدته حقاً ، لكن ذلك ليس لوقت طويل البتة!.
-أي كان ما حدث فأقسم أنه لم يكن لدي يد فيه! .
-وإذن ليس للأمر علاقة بكتبك وقراءاتكِ التي بلا مغزى هذه!.
-شتمك لقراءاتي هو طلب للإنفصال.
أجابها بكدر عميق وصوت أجش:
-مستحيل ولا علاقة لهذا بذاك ، لكم أبغض كتبكِ هذه ، وأحبكِ أنتِ كفيوليت فحسب.
صمتت لبرهة وطأطأت رأسها وأردفت في صوتٍ كئيب:
- ... الجميع يمقتها ويتجاهل كونها عالمي منذ صغري.
ليدرك أنه قد أزعجها دون أن يبرر لها وفي نفس الوقت أنه لا يمكنه اخبارها وأجابها ببشاشة:
-ذلك كان عندما لم أكن معك ، لكن الآن لديكِ أليكسيس جيمان لذا يستحيل أن تشعري بالملل .
سألته بسرعة:
- وماذا عن العلم؟ .
ليجيبها مبتسماً:
-سأعلمكِ الكثير أنا مجلدات ومكاتب.
-بربك! ..
-واحدٌ ما من سواه ؛ إذن نامي الآن وهذا أمر .
-لقد داعبني الكرى بالفعل.
-عمتِ مساءً.
خرج مسرعاً موصداً الباب ، لتذهب خلفه وتفتح الباب وتقول بسرعة قبل أن تغلق:
-عليك أن تنام هذا يكفي .
وأغلقت الغرفة مع قدر من الأسئلة في نفسها:
*كان الأمر غريباً .. من الجيد أننا تحدثنا لوقت ولكن أحياناً تكون ردود فعله غريبة لدرجة تجعلني أشعر بأنه يخفي شيئاً ، أربما لأنه يقلق من شيء ولا يريد إخباري عنه؟ . حتماً سيخبرني يوماً ما علي أن أرتاح الآن.*
تثائبت ، وعادت إلى فراشها ونامت.
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
Mystery / Thrillerهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...