بعد أن ركب وإنحنى قليلاً كي يتحكم في الحصان ، أحست بالاحراج كونه اقترب منها بعض الشيء فوجدت نفسها تطرح الاسئلة فقط .
*لحظة ، أولسنا قريبين بعض الشيء ؟ ، نبضات قلبه واضحة ، ترى هل قلبه مضطرب كما قلبي الآن؟ ، أحياناً أتسائل لأي مدى هو جاد نحوي .. أوه ماذا لو سمعني ؟!*
-أليكسيس .
أردفت وهي تسحب غطاء رأس القلنسوة إلى الأسفل ، ولكنه لم يرد .
*ماذا أهو غاضب مني؟*
-مالأمر؟.
-لاشيء . . .
استمرا صامتين ، حتى بلغا موقعاً جيداً كان في وسط المدينة ، ألقت بصرها في الارجاء ، فرآت كماً هائلاً من الناس ذاهبون وعائدون ، يضحكون ويلعبون ، كما لو أنهم من عالمٍ آخر ، آخر مضطرب مرح لا يدري عن معضلاتهم شيئاً!! ، كان الأطفال يركضون مبتهجين في كل الأرجاء ، حتى تسائلت:
-هل اليوم مناسبة ما؟.
-إنه مهرجان شعبي يقيمه عامة الناس كل عام هنا .
-خاص بالعامة؟.
-أجل.
-هذا حقاً رائع.
أردفت وهي تحدق بتعبير منبهر ووجنتين متوردتين من السعادة ، كانت تبدو كطفلة ، حتى وجد نفسه وبدوء يراقب تعبيرها ذاك ، وأحس بذاك الشعور المضطرب يتسلل إلى قلبه ويجعله يرتعش ، ولكن ما الرعشة؟ ، وما الحب؟ ، هل يحق للشخص الذي جفت دماؤه ودموعه أن يشعر بتلك المشاعر؟ ، تراجع قليلاً ورفع رأسه ملقياً بعينيه صوب الأناس الذي يمرحون دون أي قلق ودوَّى خاطِره:
* لا تاج ، ولا عرش ، ولا لغز موت والدهم ، وليسوا أليكسيس ، يالحظهم.*
ومن بين أسراب الأطفال الراكضة اصطدم صبي بفيوليت وجفلت فقد كانت شاردة حينما صدمها ، وقع الصبي فحاولت مساعدته على الوقوف ، وأليكسيس واقف خلفها وقد غمره الغضب دون أي سبب ، وفي صمت ودون أن تنتبه فيوليت ، حملق في الفتى بتعبير يجفل الأبدان! ، فلاذ الفتى بالهرب باكياً ، كما لو أنه رأى وحشاً! ، كما لو أن ملك الموت قرر زيارته قليلاً! ولكن ماذنب الفتى الصغير بهوس هائم؟ ، أحست فيولي بالغرابة من هروب الفتى الباكي ، وسألت مستغربة:
-هل كنت مخيفة بالنسبة له؟.
-كلا ، على العكس تماماً ، كنتِ لطيفة.
-إذن لمَ بكى؟.
-لأنه طفل متقلب المزاج.
-أوه، ولكن أليس المراهقون هم فقط متقلبي المزاج؟
-أطفال هذه الأيام يمرون بالمراهقة مبكراً.
حاولت أن تبلع المعلومة لكنها فشلت فتجاهلته ، والآخر استمر بالتستر على نفسه ، ولكن لفت إنتباه فيوليت ذلك الشخص الغريب الذي يحادث أليكسيس كما لو أنه شقيق أو ما شابه! ، من هو؟ ، لقد كان يغطي شعره الذهبي ووجهه بقلنسوة سوداء ، وكان ذو بشرة فاتحة ، وكان مخيف الهالة يرعب النفس حينما تلقاه ، وكانت ملامحه حسنةً مسرفة في الحسن ولكن حادة أشد الحدة ، كان يبدو كشخص من عائلة ملكية ما ، بل خيالاً غريباً عن أرض جيمان ، اجل لقد كان كذلك!.
ولكن ذلك الحديث ، أهو عادي ؟ ، هل صاحب الشعر الذهبي مجرد عاميّ كي يتكلم هكذا؟ ، ولمَ هي تشعر بالاستياء منه كثيراً؟!.
أردف الشاب بصوت متأجج:
-هلُم! ، ما الذي اعتراك كي ألقاك هُنا؟ ، أجُننت أخيراً؟!.
ليرد أليكسيس مبتسماً واثقاً :
-أجل وأنا كذلك! ، هل لديك أي اعتراض؟!!.
نظرت فيولي إليه كاتمة الضحكة مردفة فيما يخاطب فيه المرء نفسه
*من الرائع أن اليكسيس يعترف*-جلالة الملك الواعد يتجول في المدينة~.
-حقيقة أن الكثير من الملوك يفعلون ذلك ، ألست محقاً؟.
أردف أليكسيس وقهقه محدقاً في الآخر بنظرة استفزاز!.
*ولكن كلاهما مستفزان ماهذا بحق السماء!!.*-أليكسي ما الذي تفعله ؟.
*يقال بأن التقدم في السن يسبب الهذيان*
همست فيوليت بعد أن شدته من طرف قلنسوته مظهرة ملامح الاستغراب.
-أوه ، عذراً دعيني أعرفكِ بصديق قديم.
إنحنى الآخر وألقى التحية بجدية وحدة كلامه وتصرفاته أشبه بكونها أنصالاً حادة.
- يسرني لقاؤكِ أيا جلالة القمر الواعد ، اعذريني فلا يمكنني التعريف عن نفسي..
-من قال لك أنها تريد أن تعرِّف عن نفسك؟.
-أعلم ولكن أنت من يريد الرسميات في مثل هذه المواقف!.
-أجل هذا صحيح!.
*من هذا بحق؟ ، يتشجران ويتفقان في ذات اللحظة!.*ذهب ذلك الشاب في صمت بعد أن تجادل كثيراً مع أليكسيس وقد جعل الكثير من الاسئلة تضطرب في نفس الأخرى فلا تجد تعليلاً ، فلم تجد بداً من تناسي الأمر فهناك ماهو أهم وكيف لا تتجاهل ذلك الغريب بينما هذا المجنون الذي تحت مسمى خطيبها يصدمها في كل مرة بشيء غريب؟!.
كان موعد الغروب اقترب حينها ، وتوقف كلاهما عند جسر فوق بحيرة في وسط المدينة تمتعاً بتلك الإطلالة.
أردفت :
-و ها هي الشمس تزاوَر .
-ألم تبكر في ذهابها؟.
-أجل لقد فعلت .
أردفت مقهقهة باسمة و هي تحاول منع خصلاتها الذهبية التي اضائها سنا الشفق من الرقص مع أغاني الرياح .
-هل لديكِ أي ندم؟.
-لمَ؟.
-إني قلق جداً عليكِ ، أحياناً أشعر بأني أعرضك لأشد خطر يمكن أن يحيط بكِ ، أنا ...
ودنا منها ، ووصل جبهتها بجبهته مقابلاً وجهها لوجهه ، واضعاً يده على كتفها وهمس:
-دعنا لا نكن غامضين حسناً؟ ، أتعلمين أني عندما أشعر بأن هناك ما تخفينه في نفسك أشعر بأني بعيد عنكِ؟ ، وأتعلمين أني ناقص دونك؟ .
-أنت هائم!.
إبتعد قليلاً وقهقه ، منذ متى هو يستطيع القهقهة؟
-أوه ، هذه أول مرة أدعى فيها بهذه التسمية!.
-لمَ تبدو سعيداً؟!.
-لأنكِ أنتِ من قالها لأول مرة ، ستغدو ذكرى لا تنسى!.
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
غموض / إثارةهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...