بريقُ مهج!.

22 2 23
                                    

وعموماً ، إنتهى هذا الحدث أخيراً ، بعد أن أرهق الأبدان والنفوس ، كانت أعصاب أليكسيس على حافتها كالعادة ، لم تحتمل فيوليت ذلك فقررت أن ترغمه على الراحة ، ولكن ما حدث هو العكس فقد شعرت كريستين بأن فيوليت أرهقت نفسها لوقت طويل ، ورفضت فيوليت الراحة كونها تريد الاستمرار في السهر ، فقالت كريستين متذمرة موجهة كلامها لابنها:

-أليكسيس! ، أولم تكن تتدرب طيلة حياتك لتربي عضلات لم نستفد منها أبداً؟!.

-من قال لكِ بأنها لن تفيدك ؟.

-إذن أجبر هذه الفتاة العنادية على أن ترتاح.

إبتسم وحمل فيوليت كما لو أنها كيس بطاطا ، لم يكن لفيوليت أن تقوم بأي شيء سوى رد فعل عكسي ، صرخت قائلة:

-هي! ، لماذا تفعل هذا بي؟!.

-إهدأي جميلتي.

أخذها لغرفتها ورماها على فراشها بعد أن قبل جبهتها ، كانت تحس الخجل والغضب مضطرمين في قلبها ، وبينما الآخر خارج بخفة وهدوء قالت:

-يالك من...
-آمركِ أن تنامي !.
-لا أريد !.
- سلطان النوم سيعلن سيادته وستذعنين له.

وخرج ، تاركاً إياها في حيرة وخجل ، وما كان لها إلا أن تغير ثيابها وتنام .

*إنه رجل غريب لا يشبه أولئك الرجال الذين في الروايات الخيالية ، لم يسبق له وإن إبتذلني ، وهو يحاول التعامل معي بشكل استثنائي وحريص في كل الحالات.. مع أن الدور المراع لا يلائم شخصيته ! *

••

وبعد الحفل عاد الوقع الهادئ لقلعة جيمان ، عاد غريباً غير مألوف ، كسى الصمت القلعة ، كانت الساعة العاشرة ، وفيوليت جالسة في شرفتها بصمت ، مع كتاب خفيف ، تعجبت من طرق خادم أليكسيس الشخصي ، الذي استئذنها بخوف ، وطلب منها أن تدخل جناح ولي العهد وتسأله عن أمر هام ، كونه تأخر في منامه!! ، استغربت فيوليت وسألت:
-أهذا يعني أنك لا تستطيع دخول جناح جلالته؟.
-لا أحد يجرؤ جلالتك!.
*يالكيده ، ولكن هل كان مرهقاً كثيراً ؟ ، فمن الغريب حقاً أن يتأخر هكذا هذه ليست من عاداته*
قررت أن تذهب لجناحه منفردة ، عبرت عبر ذاك الممر الذي يفصل بين جناحه وجناحها ، وإنتهت بسرعة أمام بابه ، وضعت يدها برفق على المقبض وتخللها فجأة الخوف ، أغمضت عينيها وفتحت الباب بسرعة ، نادت باسمه:

-أليكسيس ، ماذا تفعل بحق؟.

وجدته مازال مستلقياً في فراشه ، كان يغط في غطيط عميق ، اقتربت قلقة ، كان محملقاً حتى أثناء نومه ، وقد فتح أزرار قميصه الأولى ، والجو بارد حقاً على صدره الأبيض ، أمسكت يده اليسرى تحسست نبضه وكان منتظماً ، وهذا دل أيضاً أنه لا خطب به ولا سم حتى بحسب خبرتها ، أعادت يده وغطته ، ربما هو متعب ، ومع ذلك لكم من الغريب لصاحب لقب سيف الإمبراطورية أن لا يكون له إحساس بما يحوم حوله!. ولكم من الغريب أن يكون سبب أمانها ، ذلك الرجل الجبار في حالة غريبة كهذه مستلقياً على فراشه بهدوء!.
 
تمالكت نفسها وقررت إنتظاره ، خرجت إلى الخادم الشخصي وقد إكتست بسمت هادئ طبيعي ، وقالت:
-جلالته قال لي بأنه يريد أن يرتاح لوحده قليلاً ، وأمر كذلك بإلغاء مواعيد اليوم.
*آسفة أليكسيس*
-سمعاً وطاعة جلالتك.

إنتظرت ولعل هذا المجنون يصحو للغداء ، كان عليها أن تتظاهر بأن كل شيء طبيعي ، وتخبرهم بأنه لا يريد تناول أي شيء وهي أكلت بصمت كي لا يشك أحد ؛ بدأت فكرة اللعنة تحوم في ذهنها ، أيعقل أنه لها صلة بالأمر؟ ، هل سيستيقظ؟ ، ماذا لو لم يفعل؟! ، أي كذبة سيصدقها العالم عنه؟! .
-هو يكره ألفريون ، ماذا لو كان كرهه في محله؟ ، ماذا لو كان هو المدبر والآن يعلم أنه نجح؟!.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن