في صباحٍ مشرق غُمِر بأزاهِيج العَصافِير التِي لو عَلِمت هَمَّ سُكَان هَذا القَصر كَانَت ستَلُوذ بِالفرار! ، عَبَس صاحِب القَصر مُعلنِاً عَن وصُول غَضَبِه لذروتهِ ، وإشمِئزَازِه تَخَطَى تِلك الذروة ، أمَا القلق فلو قيْس بمقياسٍ لنفذت أرقَام المقياس وتعطل ! .
بالطبع سيكون كذلك أو أكثر ، فقد وصله نبأ بأن أميرة المملكة المدمرة "كين" التي حاولت إغواءه منذ سنين طوال في طريقها لقصر "جيمان" ، هي حتى لم تستأذن أو تبلغ لقد كانت تحاول بجد كسر جدرانه الحديدية ، مع أنه كان دأباً شديداً ولكنها لم تنجح والعجيب أنها مازالت تحاول ، كما لو أن حياتها معلقة به!.
ولكنه جفل بعد أن أدرك أنها قد تكيد كيداً للأميرة ، ولم يجد حلاً ينهي كل هذا عدا أن يطردها بهدوء عند بوابة القصر معتبراً أياها عدواً للمملكة لا أميرة مزعجة! ، ولكن عليه أن يقوم بكل هذا بينما لا تنتبه له الأميرة "فيوليت" .
*إذن ، أعلي أن آمرها بملازمة غرفتها؟
أعلم أن تصرفي سيكون مجنوناً ولكن علي حمايتها من أعين تلك الأفعى*
نفض أوراقه ونسي فكرة العمل على مستندات المملكة وقف مسرعاً وقرر الذهاب بنفسه لغرفة الأميرة فيوليت وتمتم قائلاً:
-تباً ، إذا كنت أريد هذا النوع من الإزعاج لتزوجت اثنتين ! ، ولكن كيف أشرح لتلك المجنونة أن خطيبتي واحدة فقط وأن عليها أن تنسى أمري!.
قرع الباب ، فلم يكن هناك رد ، وعندما تكلم منادياً باسمها مستمراً في الطرق فتحت خادمة الباب ، لابد أنها نائمة ، هذا مثالي!. ولكنه إبتسم إبتسامة متبلدة حينما أخبرته الخادمة أنها قد خرجت للحديقة منذ الصباح! .
كان يريد ضرب رأسه في الجدار لولا أنه يحاول الحفاظ على قيافته كأمير ، ولكن وكالعادة تبدل كل قلقه وإشمئزازه إلى غضب ورأى نفسه متوجه صوب الحديقة حتى أنه لم يعد يرى السلالم إلى حدٍ يجعله يقفز من أعلاها ويكمل طريقه ، هو يعلم أن الحديقة في الجانب الذي خرجت إليه الأميرة فيوليت هو ذاته الذي تمر منه أميرة كين عادة قبل أن تلقى جفاءه في كل مرة .
ولكن كيف علم؟ بالرغم من أن الخادمة لم تخبره بذلك وهو لم يراها خارجة؟.
آنذاك ، كانت فيوليت جالسة في الحديقة بعد إلحاح الخادمات عليها كانت لا تزال مرهقة وأهدرت الوقت وهي تغوص في أعماق أفكارها دون أن تجد منه مخرجاً ، ولكن كل ذلك توقف حينما رأت أنسة شابة مارة نسيت كل شيء وحدقت بها بإستغراب ، وكأنها كانت غير محبة لفكرة أنها متوجهة للأمير! .
و على حين غرة سُحِب كرسيِّ فارغ من جوارها فإذ به الأمير يرسم إبتسامة تخفي تحتها جبالاً مكدسة من الغضب! ، نظر إليها وأردف بنبرة مُتَغَزِلة :
- هل إنْتَظَرت أمِيرتِي طَويلاً؟
استغربت_ أو لنقل أنها اشمئزت_ لثوانٍ قليلة ، ولكنها سرعان ما فهمت أن هذه هي أميرة كين وأنه تحدث بهذه النبرة الغريبة لأنها يريدها أن تجاريه فتجيبه :
-اوه لا أبداً فَلَم أشْعُر بمُضِي الوَقْت مِن شِدَة إشتِياقِي!.
*لحظة ، ماذا؟ ألا يفترض أن يكون العكس؟!*
-عُذَراً منكِ يَا جَمِيلتي!.لم تألف أميرة كين الوضع ولكنها استمرت مصرة وأدت التحية بالرغم من أنها تعلم علم اليقين بأنه لا يعيرها اهتماماً ، ولكنها مثابرة كما لو كانت حياتها معلقة بكسب ذلك الأمير!.
-تحياتي الحارة لسمو الملك الواعد جيمان.
-وهَل هو الوحِيد هُنا؟.
-وتحياتي الحارة لسمو الأميرة جيمان.
لم يحتمل بقاءها وأعلنت أعصابه عن استقالتها فنادى الفارس آردين مسرعاً .
-أردين ، أخرجها ولا تدعها تقاطع وقتنا الثمين .
-عُلم.
وبعد أن خرجت الأميرة كين أو بالأحرى طردت استرخت فيوليت راسمة نظرة غاضبة بينما هو مرتاح باسم الثغر متورد الوجنتين كما لو أنه طفل صغير حصل على مبتغاه بعد صراخ وانفعال قويين ، واردفت :
-مع كُل احترامي لسموك ، ولكنك فاشل في تلك الأشياء .
-على الأقل أنا أفضل منكِ ~ ، احم مالذي قلتيه قبل قليل بحق السماء؟!.
-توقف ، أنا أيضاً لم أوفق في ذلك .
-إذاً كلانا فاشلان في المغازلة !.كانت تشعر بالإحراج والغضب حقاً ، لكنها نست كل ذلك وضحكت بسبب تلك الجملة التي تلفظ بها .
-إذن أتقول أن هذه صفة مناسبة لنا ؟.
-نعم ، ذلك مناسب حقاً .كانت متفاجأة ، والأسئلة تحوم حولها ولا تجد لها إجابات تسدها ، فكما لمح لها ذلك الخيال ، فولي العهد كان سيقع لمكر ليفرايا ، ولكن ما فعله لم يكن يظهر أنه قد يحمل لها ولو ذرة اهتمام! ، ولكنها سرعان ما وجدت نفسها منجرفة مع التيار وتحتسي الشاي معه ، وبعد الإضطراب الذي سببته الأميرة ليفرايا لم يحدث شيء في القصر ، وعاد كل شيء كما كان سابقاً ولا كأن شيئاً قد حدث .
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
Mystery / Thrillerهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...