دَأبُ ضَنِيّ | CH 6

64 14 20
                                    

كانت الساعات الأولى من النهار قد مضت بهدوء حتى حلت الظهيرة مع شيء من الكدر يسكن النفوس في هدوء ولا يكاد يفارقها حتى يحدث موقفٌ أو خطب ينسيه ذلك الشجن الصامت ويوقفه عن الدويّ في الفؤاد ، و لكن ما عزمت عليه في تلك الليلة كان يحفزها حتى على كسر كدر الظهيرة وما يخلف في الأنفس ، قررت أن تزور مكتب الأمير غير مكترثة بردة فعله ؛ قرعت الباب بخفة ومال هذا المجنون يهمُّ مسرعاً في فتح الباب ؟! ، ومال هذا المجنون يتأكد مائة بالمائة أنها هي ؟! ، رحب بها بإبتسامة ونبرة هادئة إلتمست فيها الرفق والكثير منه سألها عن حالها وأجابته بأنها بخير حال ولكنها أضافت : 

-لقد اتخذت قراراً جديداً .
-و ما هو؟.
-أنه إذا لم تأتي لتناول الغداء معي الآن لن أتناول أي طعامٍ لمدة أسبوع!.
صعق بما قالته ، وإرتاع من جديتها ، ولكنه حاول أن يقتاد النقاش إلى مسارٍ طريف آخر آملاً أن يهون الأمر ويعفى من ذلك فقد رأى في ذلك مضيعة للوقت وركوداً كونه إعتاد أنه السيد الوحيد في القصر وأردف وهو يرسم إبتسامة بشوشة :
-ولكنكِ ستفقدين وجنتيكِ!.
-لا أهتم فأنتَ قد فقدتهم بالفعل!.
-أرجوكِ دعينا من ذلك!.
-جلالتك أنت قاسٍ ، فنحن مخطوبان منذ شهر ولم نتناول وجبة طبيعية ولو لمرة ! ، أنا لا أحب فعل ذلك وحدي وأظن أنك تهمل وجباتك وتؤذي صحتك هكذا!.

وإنتهى به الأمر مذعناً لطلبها ، ذلك الجبار الذي صدح اسمه في جميع أنحاء القارة عن شدة كيده يذعن لامرأة بكل سلاسة!. وأصابا وجبة تحت أجواء لطيفة غير مألوفة ، لكن الخدم استعجبوا وتمادوا الاستعجاب حتى انزعج منهم وطردهم ، علمت فيوليت بأنها أزعجته ولكنها كانت مصرة على كلامها لأنه منذ اليوم الذي دخلت فيه القصر الملكي لم يشاركها في وجبة وربما لم يأكل شيئاً يذكر!! ، ولكن أكان منزعجاً حقاً؟ .

-أانتِ عصفور أو ما شابه؟.
-عمَّا تتكلم؟.
*أهذا سؤال منطقي حتى؟*

-أعني أنكِ تأكلين قليلاً جداً ، لمَ؟.

*حقاً لا يبدو أنها قد تناولت ماهو كافٍ*

-أوه ، أنا بخير لقد أكلت ما يكفيني.

*لو أخبرك يا أيها الأمير عما حدث معي الأيام الماضية .. لم أخذ راحتي بسبب مراقبة الخدم المفرطة *

أرتبك وشعر بأنها إجابة غير حقيقية ، لينزعج ويردف بوجه عابس غُطي بقناعٍ هش من الصبر :
-إذا كان هناك ما يزعجكِ فأخبريني و لن أتجاهلكِ.

-لا تقلق ليس هناك شيء مزعج صدقاً.

بعد ذلك ، قررا التنزه في الحديقة لعل نفوسهم تلتمس شيئاً من منظرها الذي يخطف الأبصار وينسيهم همومهم أو ربما يحلها! .

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن