كان القمر بدراً ، كان الليل صامتاً برده لاسع ، كليالي الخريف في أرض جيمان دائماً ، وقد سرقت حكايات الماضي النوم ، فما كان لها إلى أن تتبع خطواتها وما تهمس به هلاوس الليل ، انتهت عند الحديقة الخلفية ، وجدت هناك من قبيل الصدفة شقيقها كريس ، لم تره إلى أوقاتاً معدودة ، فاندفعت صوبه باسمة وسألته:
-كريس كيف حالك؟.
ابتسم برفق وأجاب:
-بخيرٍ فيو!.
-لقد اشتقت إليك كثيراً!.
-وأنا أكثر يا أختي الصغيرة لا تدرين كم نحن بغاية القلق عليكِ ، أبيني كيف حالك في القصر الجيماني؟.
-كل شيء على ما يرام!.
-فيو ، هل هناك خطب ما؟.
-ماذا؟! ، ولمَ تعتقد ذلك ؟.
اجابت ممازحة مشيحة بنظرها بعيداً محاولة تغيير اعتقاده الصائب ، والآخر يعلق عينيه فيها بقلق كنظرات طفل صغير!
-ولكن فيو ليست من النوع الذي يقلق من كل شيء!.
-كريس لا بأس ما من شيء ، دعني اسألك عن حال جلالته؟.تنهد الآخر بنظرة كئيبة وطقطق عنقه عائداً إلى الوراء وأجاب:
-كما عهدته ، ذلك الشخص الذي يسرف التفكير ويسرف الغضب ، لا أدري كيف يعيش مع التوتر!... أعني ... لم يكن هكذا البتة!.
قال آخر عبارة وقد تغيرت نبرته لتسأل الأخرى راسمة الاستغراب على ملامحها :
-كيف كان ؟.
-دافئاً متفهماً ، ولهذا كل أولئك الفرسان وأنا واقفون بصفه دون أي قلق!.
-ومن قال لك أنه أصبح العكس!؟. وما دليلك على تغيُّره؟!.
-أنا حتماً لا أدري ، ربما ذلك بسبب عصبيته المبالغ فيها هذه الأيام ، لقد تغير حقاً وإزداد حدة.. ليس كما لو أني اشتكي منه أنا فقط قلق على صديق طفولة قبل قلقي عليه بصفته ولي العهد! .
تقدمت الأخرى ومسحت على رأسه وهو منحنٍ في جلسته وقالت هامسة :
-لكل شيء سبب كريس ، ولأليكسيس أيضاً سبب جلي في هيجانه هذا ، أعني بعد كل ما مر به وما ينغصه ، كيف يمكنه أن يكون بخير؟!.
- صحيح أختي...
-أجل أيها الطفل اللطيف.
-يالدهاءك تحاولين تشتيتي!.
-لمَ تظن ذلك؟!.
ابتسمت ببلادة مقلدة أليكسيس في نبرته وملامحه وعاد الصمت لبرهة ، كان الشقيقان يحسان الحنين ولكن كان كل منهما قلق بشأنٍ ما ، قال كريس:
-لقد لاحظت ترددك يوم مجيئك بخصوص أنكِ لفظت اسم جلالته.
-ماذا تقول؟! ، لم يحدث ذلك!!.
-لا تخافي فيو ؛ بالرغم من كون ذلك غريباً ألا أنه عادي بالنسبة لكما..
-أتعلم كريس؟ ، لم أعد أفهم أو أفقه عمن تتكلمون ، الشخص الذي أخوض معه في حوارات طويلة وأعيش معه معظم تفاصيل يومي لايبدو ذات الشخص الذي تتكلمون عنه.. لقد حدث الكثير يا أخي .
- إذن له وجه آخرسكتت فيولي وشعرت بأنها مهما فسرت وحللت لن يفقه أو ربما هو يرى من جهة ضيقة ؟ ، كانت تريد منعه ، ولكن البشر الذين يركزون على فكرة معينة ويبنون قلاعاً عليها ، لا ينفع معهم أي جزرٍ أو اقناع!.
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
غموض / إثارةهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...