رفع حاجبه الأيسر مستهلاً نوبات غضبه تلك وأردف بنبرة إشمئزاز مضيقاً عينيه رافعاً كتفيه :
-إلا ريكورديان!. ريكورديان نقي ولا يستحق أن تلاحقه مجنونة مثلها!.
-أكل ذلك بسبب مجرد أميرة ضعيفة؟ ، من الواضح أنها ضعيفة وعاجزة وتريد تسريب المعلومات فلمَ لا توافق؟.
خبط رزمة الورق على الطاولة بعد أن وقف فأصدرت صوتاً قوياً وصرخ مجيباً:
-أتفق مع أي شيطان إلا ليفرايا!.
تنهدت الأخرى ووضعت أصابعها مابين عينيها كما لو أنها تحاول تهدئة صداعها وقالت:
-كف عن الصراخ والخبط ، و اشرح قليلاً يا رجل..
*لمَ هو غاضب؟*.
-متى صرخت وخبطت؟.
-أليكسيس لنحتسي القهوة.
-لن نفعل... حتماً هي مسمومة.
-تباً لك... ألا تريد معرفة من هذا الذي يسعى لقهرك؟.
-حتماً أريد ولكن ..
-قالت لي أنه شخص لا يمكنها تحديد هويته ، ولكنه قال لها إن وطئت قلب أليكسيس جيمان ستلقين نعيماً ، وتنقذين أهل مملكتك ، قال بأن الخلاص في دحر جيمان ، وقال أن الراحة ستحل لو كانت دمية له ، لقد أعياها التعب والقلق ولم تجد خياراً سوى أن تستمع لهلاوسه .
-إذن كانت لعبة له؟.. ولكن ماذا عن آل ألفريون؟.
-قالت أنها لا تعلم.
- هل هذا كل ما استطاعت أن تخبرنا به؟!.. يالها من عديمة فائدة!.
-عتريس ، توقف. هذه المعلومات مفيدة بما فيه الكفاية ، على الأقل علمنا أننا لا نعيش في عالم خيالي عابث يستخدمون فيه السحر والشعوذة الغير مألوفة!. وإلى ذلك الحين على ليفرايا أن تبقى هنا!.
-وماذا عن نزف فاهي عندما تكونين بقربي؟. وسأفكر بشأن ليفرايا.
-لا أعلم حقاً ، أنا ...
-لا عليكِ فيولي.
-كلا لربما ...
*أتذكر شيئاً كهذا في مستندات قديمة رأيتها قبل أيام ، هل هو ممكن؟*
-اهنئي ونامي ملء جفونك ، فيولي..
نفض ذلك القلق وقاطع تفكيرها بهذه العبارة ، ثم قبَّل جبهتها بهدوء ممسكاً بيديها مبتسماً و جعل ذلك الكثير من الأسئلة تطرق في نفسها .
*كما لو أنه ليس ذاته الذي كان يصرخ قبل قليل ، أشعر بالإضطراب .. أيعقل أن للأمر علاقة باللعنة؟.*
-نامي ، ودعي القمر يعتمد على نفسه قليلاً وينير هذه الليلة وحيداً!.
ضحكت وخللت أناملها بأنامله وقالت :
-وأنت كذلك ...
وأفلتته وهمت خارجة ، وقفت عند الباب ، فتحته و قالت باسمة :
-طابت ليلتك.
-وليلتكِ.
وأوصدت الباب ، ليجلس الآخر ويفتح أزرار قميصه متنهداً .
-آه يا فيولي ، لا تعلمين كم أنا قلق عليكِ... أكره حقاً هذا الموقف الذي أضعكِ فيه ولكن لعله لن يستمر طويلاً.••
بقيت ليفرايا ليوم ، وبعدها همت بالرحيل ، حكت عن الكثير من التفاصيل لفيوليت ، وتقربت منها خلال ذلك اليوم فحسب في حين أن أليكسيس منزعج من هذه الصداقة الغريبة ! ، حلت ظهيرة هادئة ، وفيوليت جالسة أمام شرفتها تحتسي الشاي ، وتفكر بإنعام ، وفجأة سمعت همس أليكسيس في أذنها ، ويده كانت حول كتفها وسألها:
-أولم يأخذكِ شوق لي؟!.
فإبتسمت واستدارات وقالت:
-أنا؟ ، مؤكد! ، أهلاً بك يا ملكي العظيم .
حدجها بنظرة استغراب ، وتنحنح بوجنة احمرت ، وقال:
-هذه ليست فيوليت.
-أوه إنها أنا ما بك!!.
-بل أنتِ التي لا تبدو طبيعية ! ، هل لأن عملك الدؤوب هذا أثقل عليكِ؟.
-أنا بخير صدقني ، فقط إن إيريس ستعود لجيمان اليوم .
-إيريس؟ ، ما هذا الاسم؟.
كان البنفسج في عينيها ذا بريق آسر ، وكان وجهها محمراً من البهجة التي غمرت قلبها وفاضت على محياها .
" هذا غريب ، تعابيرها وتصرفاتها دائماً غير متوقعة ، كانت تبدو دائماً غير مبالية ، وكنت أشعر بأني دائماً بعيد عن منطقتها الخاصة مهما حدث بيننا ، ولكن الآن أشعر وكأنني أرى ما تكون عليه "فيوليت" حقاً*
-إيريس هي صديقتي المقربة التي غادرت منذ سنوات وستعود الآن ، ابنة الماركيز بيليال .
-ابنة بيليال هي صديقتك! ، حسناً هذا جيد ولكن لم أكن أعلم هذا البتة!.
- لمَ تتصرف وكأنك قد حللت كل شيء بالفعل ولا يمكن أن يحدث أمر لا تتوقعه؟. هذا ليس مهماً بل... هل يمكنني رؤيتها اليومين المقبلين؟.
-لحظة ، إنتظري ، في حالات كهذه ألا يجب أن تنتظريها في المرفأ؟.
-ماذا ؟ ، ولكنها ستصل اليوم حين الغروب فكيف بإمكاننا أن نذهب ؟!.
-إلى أي مدى تظنيني بارداً؟.
-كلا ولكن أولست مشغولاً؟!.
- أيتها الدمية .. تجهزي قبل الغروب بساعة سآتي وأختطفك سراً .
-أليكسيس ، أنت حقاً ..
-ماذا؟ .
قالت بوجه محمر وصوت مرتجف من السعادة:
-رائع ..قهقه وقبل جبهتها ، كانت مشاعر غريبة ترتجف في صدره ، كما لو أنه أبصر جانباً جديداً من تلك الصامتة .
ربما أشياء كثيرة بدت تبدو بملامحها الحقيقية ..
•
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
Misterio / Suspensoهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...