بريقُ مهج!.

13 1 45
                                    

- آسف يا فيولي ... هذه الأيام لن تكون مريحة قليلاً لكننا سنرتاح منها قريباً ، وينتهي كل شيء .

تراجعت خطوتين وسألت:

- ما الذي تعنيه بإنهاء كل شيء؟.

- كيف حال أمي ؟.

- تعال لتراها ...

اومأ لها برأسه وترافقا للغرفة التي ترقد فيها الملكة ، وقال لها بينما يصاحبها:

- سيكون لنا حوار طويل اليوم ، سأخبركِ كل شيء.

- يالك من غامض أليكسيس .

طرق باب الغرفة ، سمع صوت كريستين تأذن له ، فدخل وقال:
- كيف حالكِ يا أُمي؟ أأخذتِ...

قاطعت الصدمة الغامرة كلامه فحالما ألقى بصره رأى والدته وهي واقفة تجهز سيفها لقد كان سم ألجير قوي المفعول فقد بقيت طريحة الفراش ليومين حتى بعد الترياق ، ومازال وجهها شاحباً! ، راعه ذلك فاهتاج سائلاً:
- أُمي! ، ما بك ؟ لم تتعافي بعد إلزمي فراشك!.
-سأجن من البقاء هكذا!.
- أوامر الطبيب!.
-لا أبالي!.
كان كلاهما مهتاجاً مستشاطاً ، مما جعل فيوليت تتدخل لتهدئة الوضع فقالت:
- ماذا لو ساء وضعك يا أمي؟ ، لمَ لا تخرجين لبضع دقائق دون أن تتعبي نفسك؟.
- أنا فارسة يا ابنتي ... بدني يتحمل الكثير .
- لكننا بغاية القلق عليكِ ، أرجوكِ...
-سنرى.
وخرجت كريستين قبلهم ، فتبسم أليكسيس وقال:
- أراكِ جيدة في إقناعها.
-أرأيت؟.
ولحقا كريستين.

تحدث الثلاثة في الحديقة الخلفية وانتهى الأمر باحتساء الشاي هناك ، لكنه لم ينبس ببنت شفة حول خطته تلك والتغييرات التي تضطرب في القصر ، كان يود أن يقضي الأمر بالكتمان ، لذا ما كان له إلا أن يصعق حينما طرقت تلك العبارة من والدته مسمعه:
- إذن يا أليكسيس ... أكتشفت سر ألفريون وألجير ومازلت تتظاهر  بأن الأمور طبيعية؟.

وقفت رشفة الشاي في حنجرته وكادت تمر لقصبته الهوائية لولا أنه استبقاها بسعاله ... وأجاب محشرج الصوت:

- كيف علمتِ؟.

-أنا الملكة وقد حكمت قبلك وحكمت برفقة والدك ، فحتماً سأعلم عن تلك المستندات التي وضعت فيها مجموعة من دلائل الإدانة الناقصة لألجير وألفريون.

كانت فيوليت غير قادرة على استيعاب ما يجري حولها ، لذا اكتفت بالصمت لتفهم.

أجاب أليكسيس :
- لقد عثرت عليه منذ أن أصبحت المسؤول الرسمي فكان لي قضية شاغلة منذ البداية وحتى الآن.

- إذن هل عثرت على بغيتك؟.

- أجل ، و لأُدمرنّهم.

••

- أتعني يا أليكسيس أن الأمر ليس مجرد سحر و أشباح؟.

- إنها يا فيوليت مسألة أكبر مما كنا نتصور.

- أأكبر من كل ذلك البأس الذي شهدناه يا أليكسيس؟! ، أأكبر من كل ذلك الهم والغم وكل تلك الخيالات الجاثمة وكل ذلك الأذى الذي لحقك ؟! ، وكل تلك آلالام التي عانيت منها؟! ، يا ويلتاه!.

إرتعشت نبرتها وغلبها البكاء ، فحاول الآخر التخفيف عليها مربتاً على كتفها قائلاً:
- انتهى فصل التعب يا امرأة ... ابتهجي و استبشري .

شهقت وقالت:
- وإذن؟!.

- أرسلتُ مرسولاً لصرح ألفريون ، قائلاً أنه حليف لطيف ، وأدلى له بمعلوماتٍ زائفة ، فأغوى ألفريون لأن يطرح كل ما له لمرسولي ، فاختلس معلوماتٍ ورقية دليلاً راسخاً لأذاه لنا ولتورط ألجير ... و الآن هو عاجزٌ تحت كُبُول زنزانة جيمان  .. وغداً محاكمته.

- وإذن؟.

قهقه في إجابته قائلاً:

- وإذن؟! ، ابتهجي!.

- أكل شيء على ما يرام ؟! وأنت... كيف أنت؟!.

-بخيرٍ ، بخيرٍ ، لم تشم ناصيتي هذه الراحة منذ دهر .

- إذن ماذا سنفعل بالغد؟.

- إجلسي وشاهدي ... فأنتِ أيضاً تضررتِ بسببهم ، أنتِ لم تلعنيني بل أنا من جلبت لكِ اللعنة لقرب رتب عائلتينا يا فيوليت ، اللعنة لم تكن شيئاً لا واعي بل كانوا رجالاً ذوي خبرات وتحاليل ، وقد أحسوا بأنكِ هدفٌ مهم فأرادوا تشتيتك والتحكم بكِ.

- وذاكرتي التي تلاشت؟.

- لم تكن سوى لأذى بدني ... وهذا آخر ما توصلتُ إليه أنا والدوق ديكس.

- أبي مازال يبحث؟.

- جميعنا في قلقٍ على ملكتنا فيولي.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن