مدوية فتاكة | Ch 8

111 13 9
                                    

-قد فعلتِ الكثير يا سموكِ ، بصراحة لم أتوقع أنكِ ستحاولين إصلاح سوء الفهم ، أنا الفارس الملكي آردين أقدم لكِ ولائي يا سمو أميرة جيمان.
إنحنى مؤدياً قسم الولاء ليقول الثاني وهو ينحني:
-حسناً لم أتوقع أن آردين سيسبقنا في تأدية قسم الولاء ، لكنني سأقولها أنا كذلك : إني شاكرٌ لكِ سموكِ ، وممتن لحد يجعلني أرغب بأداء قسم الولاء لكِ أنا الفارس الملكي جوزيف!.
-وأنا الفارس رافايل أقسم بالولاء لسمو أميرة جيمان.
-وأنا الفارس هيكس أقسم بالولاء لسمو أميرة جيمان.
علت تعابير الصدمة ملامح "فيوليت" لم تعرف ماذا تفعل وبل إستغربت كونهم لا يملكون اسماءاً أخيرة! ، طرأ أكثر من شعور في جوفها ، وشعرت بتشتت لاحد له ، وإذ بها تقول :
-لمَ كل هذا؟ ، أانا فعلاً يجب أن أحظى بولاء الفرسان الملكيين؟!.
-نتمنى أن تقبل سمو الأميرة ولاءنا.
لم تعرف ما تفعل فهذا موقفٌ لم يحدث لها ولم تسمع عنه سابقاً حتى! ، ووجدت نفسها تقبل ولاءهم وتطلب منهم الوقوف ، ومن ثم إستأذنتهم ومضت مسرعة عازمة على إنهاء طريقها صوب غرفتها!.
-يا إلهي ! ، سمو الأميرة شخص ملائكي ، عجباً يال غرابة الأقدار لتكون الزوجة المقدرة لأميرنا الهائج !.
-هلَّا أغلقت فاك هذا يا آردين؟ ، وإلا سيسمعك سموه ويشقه لك !.
-إنه محق ، لقد سمعت بأنه متعصب جداً إتجاهها .
-لا تقل لي أنه يحبها ، إنها حقاً قصة حب غريبة!
- الأمير؟ ، يحب؟ ، أيعقل أنك ثملت بسبب الشاي أو ما شابه؟.
-بالنسبة لي بعد أن رأيته يرفض أميرة "كين" أدركت أنه يكره البشر جميعاً مهما كانوا!.
تبادلوا أطراف الحديث المغطاة بالأشواك ، حتى نسوا أن الوقت مَر مَرَّ السحاب ، ونسوا حتى أنهم يمتلكون حواساً أخرى ليشعروا بها بقدوم أحد جوارهم ، أهم حقاً فرسان؟ ، لينطق سمو الأمير الذي وقف بينهم لدقائق وهم لم يلحظوه في خضم ذاك الحديث الصاخب:
-حسناً وماذا بعد؟ .
قالها في حين أنه يرسم وجهاً ساخراً مع إبتسامة مظلمة ، جفل الفرسان وتراجعوا دون أن يتلفظوا بحرف واحد لأنهم مكشوفون حقاً .
-لقد تأخر الوقت بالفعل ولكنكم حقاً لا تنوون الخلود إلى مضاجعكم أم أنكم متحمسون وتريدون مهمات جديدة أم ماذا؟.
وانحنوا وإنصرفوا بصمت:
*بحق ... *
*ألا يوجد لديهم أي موضوع سواي أم ماذا؟!*
في الواقع ..
لقد أدهشتني
لقد أدهشتني كثيراً بما فعلته اليوم ، حسناً ، ليس علي أن أعجب أو أشعر بأدنى دهشة لأنها "هي" بالفعل
الكثير من الأمور والخطوب تدور حولها .. هل أستطيع حقاً إخبارها بكل ذلك يوماً ما؟
ولكن ...
ماذا لو فقدت حسها بأنها شخص عادي ؟
إنه حقاً شيء غريب أن تعيش حياتها بهدوء ثم يتدخل الأمير المرعب ويطلب يدها ثم يفصح لها عن ماضيها الذي هي بحد ذاتها جهلته!.
تنفس الصعداء ورسم ملامح الاستياء قائلاً:
هذا غباء ، أنا لن أفعل ذلك أبداً*
••
*هذه الأيام ، أستطيع سمع وقع طبول خفي ، يدوي في روحي فلا يريحها ولا هي تتجاهله ، وقع خفي صحب حرقة تضطرم في صدري ، وصحب ألماً خفياً ، كانت تلك الطبول والآلام والنيران تبدأ كلما داعبتني ولو فكرة صغيرة عما كمن تحت تلك اللعنة ، وعما يمكن أن يتعرض طريقه في المستقبل ، بحثت بنهم في المكتبة الملكية بعد أن شبعت من مكتبتي الخاصة ومكتبة والدي ، ولكن لم تفي أي منهن بالغرض ، ولا أعتقد أن هناك مكتبة سترضي حاجتي وتسكتها سوى تلك التي أزورها كلما ضاقت بي تلك الرفوف الشاهقة ، تلك التي قبعت في وسط العاصمة ، ليس لدي خيارٌ سوى الخروج صوب تلك المكتبة*
تنادي الأميرة الخادمة التي دعيت بـروز وتردف :
-لدي طلب ، ولكن لا تعلمي جلالته به.
قضمت الآخرى شفتيها واردفت متعلثمة ومستغربة آن لها أن تلاحظ؟ :
-أه ، سمعاً وطاعة سموكِ.
-جهزي لي ثوباً عادياً كما يرتدي العامة.
-ماذا؟!! ، ولكن ، سموكِ! كيف يمكنكِ أن تحاولي ذلك دون إعلام جلالته؟ ، سيكون خطراً شديداً عليكِ ، يجب أن تصطحبي فارساً.
-لا ، سأكون بخير.
-سمعاً وطاعة.
إنحنت الخادمة في يأس وانصرفت ، وماهو إلى وقت قليل حتى ارتدت فيوليت ذاك الثوب العادي ، ولكن روز أصرت أشد إصرار على أن ترافقها مهددة أميرتها بأنها ستبلغ جلالة ولي العهد بذلك مباشرة إن لم تقبل ، وما استطاعت فيوليت الا أن تقبل فاكتشافه لهذه الفعلة قد سيؤدي لمشكلة حقيقية.
* على اي حال ، أنا أفعل ذلك من أجله مع أن ذلك لا يعجبني أبداً*
ومضت الأميرة وخادمتها القوية نحو العاصمة متجهتان إلى لبها .
كانت تفتن بتلك الإطلالة في كل مرة ، عدد هائل من الناس يؤبون ويثوبون يبحثون عن مصادر الرزق ويطمحون لأجمل الآماني وأكثرها تجرداً من البذخ والتكلف ، كانت ترى أن العامة هم الأشخاص الوحيدين الذين يعيشون حياتهم كما يجب على عكس النبلاء الذي يفنونها في أشغالٍ لا مغزى منها عدا تكديس الأموال وحفظ الشكليات.
وبينما هي تمضي في هدوء وسط ذلك الشارع المكتظ أرادت أن تدخل المكتبة وحدها ، فأمرت روز بأن تبحث لها عن قطعة ضئيلة من الشرائط الملونة من نوع ثمين دقيق ، فلم تجد بداً من انفاذ الأمر .
وعندما استدارت لتكمل طريقها وجدت نفسها واقفة أمام شخص مألوف للغاية  ، فمن هذا الذي لديه هذا الوجه الأبيض والشعر الفضي ؟ ، هو يقترب ويحدق في ذهول والأخرى تبتعد واجمة.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن