بريق مهج!.

27 2 50
                                    

سميت بهذا الاسم لأن اللون الأزرق قاسمٌ مشترك بين علم روكو وعلم جيمان ولأن وصف الشيء أنه أزرق في اللغة يعني أنه صافٍ ، وهذا المحكمة تريد الجو الصفو حتماً!.

دخلت فيوليت رفقة أليكسيس في مدخل المحكمة الشاسع الذي لم يسمع فيه إلا وقع أحذيتهم ، كانت جدران المحكمة تحكي قصصاً طوالاً الكثير من آلالام المُلوك ، وربما الدمع والدم ، بغض النظر عن شكلها المميز كانت مبنية بنوع من الحجر الصلب وكانت زينتها بسيطة لكن مميزة ، فكانت الثّريا كريستالية والنوافذ كبيرة ذات إطارات مزخرفة بالكريستال الصّلد ، كان الكريستال وقتها كاسداً رخيصاً لا يستخدمه أحد واستغلوا ذلك ليشيدوا بنياناً ملكيّاً مميزاً لا يرمز للبذخ ولا الفسق.

قالت فيوليت وقد غمرتها أفكارٌ عدة:

- أهذه هي المحكمة التي سمعنا عنها كثيراً؟ ، أخيراً قد رأيتها !.

- بئس المحكمة .

أجابها شارداً فسألته:

- مالخطب يا رجل أولم تحل مشاكلاً عدّة؟!.

- فيوليت ، إن المحكمة نتاجٌ من قانون سنهُ البشر ... ولا شيء من البشر قد يكون عادلاً .

- إنهُ لمن الغريب حقاً أن يقول ملكٌ ابنُ ملك كلاماً كهذا ، إذن أين قد يكون العدل ومن أين يأتي برأيك؟.

-من القوة العُليا التي أوجدت هذا الكون من العدم .

- وما...

لم تنهي جملتها حتى دخلا إلى قاعة الحُكم .

صمت كُل لسان ، كانت الوجوه والعيون كثيرة وكان وقوف الجيماني ودخوله مهيباً ، وقف في وسط القاعة أمام شخصين جالسين مكبلين الأول كان بني الشعر والعينين رجلٌ أربعيني كان هو الماركيز ألجير وكان هو شقيق الملكة ، والآخر ذا الشعر الفحمي والوجه البالي ، كان خمسينياً لكن خطاياه كانت أكبر عمراً من ذلك فطبعت على وجهه كان هو دوق ألفريون ... ماركيز ودوقٌ قدامى!  الأول خال ولي العهد دمه من دمه والثاني وريث منصب استشارة المملكة أباً عن جد!! ، أمام هذا المنظر جلست فيوليت مذهولة على مقعدها قرب كريستين.

والحضور؟ من هم الحضور؟ ، لم يكونوا سوى عائلات ألجير وألفريون مكبلين على طرف من القاعة ، و الشهود كانوا الدوق ديكس و الفارس كريس والد وشقيق فيوليت ، وكريستين وفيوليت.

قال الجيماني بعلو حنجرته وصوته المبحوح ذا اللكنة المميزة:

- حللتم أهلاً يا رجال المعمورة، إن صرح جيمان اليوم يشهد حدثاً لا كالأحداث ومحكمة "الزّرق" ستحتفي بهذا اليوم لألف سنة ، هلموا وأنصتوا ، إقترب موعدنا فتهيئوا!.

وبعدها دخل رجلٌ طويل يرتدي قلنسوة سوداء تغطي عضلات المحاربين ذا شعرٍ ذهبي ووجه مغطى ... خلع قبعته وأبان محياه للجمع ، كان ليونارد ملك روكو ، ومعه آخر أقل منه طولاً يرتدي قلنسوة مماثلة ولكنه ذا شعر أفحم ، وقد غطى وجهه بقناع ، ولم يبدو منه إلا تلك العيون الزرق المرعبة حقاً ، تقدم ليونارد إلى منتصف القاعة ، وقال:

- يبدو أننا على استعداد الآن ! ، أيا حضرة القاضي !.

كان القاضي من نبلاء روكو ، رجلٌ كبير في العمر ، بدأت السنون تذيب تقاسيم وجهه ، لكن له صوتاً يجلجل ، أجاب:

- حتماً يا جلالة الملك لنبدأ! . إن دوقية ألفريون وماركيزية ألجير عائلتان عريقتان ، وقد  كان لكل منها تاريخ ورتب وألقاب ورثت وتوارثت ، لكن الغريب هو ما بلغنا من أدلة ، قدموا الدليل الأول !.

قال أليكسيس:
- قد كان هناك تواصل كثير بين ألفريون وبقايا عائلة قتلة الكونتيسة روزالين وقد كان هناك تقارب زمني شديد بين تواصلك معهم وتواصلك مع ألجير في كل مرة ، وكذلك كانت الرسائل التي بينكم والتي كانت لا تتكلم إلا عن رموز الشطرنج والتاريخ ، معانٍ لا تعبر حق التعبير إلا عن أحداث حصلت في المملكة ، وخير مثالٍ هو حدث اكتشاف الساحر الأسود الذي رمزتم له برسالة كان في نصها جملة واضحة " لابد لسواد الليل بالانكشاف"

صرخ ألفريون:
- هذا ليس كافياً!.

فأجاب أليكسيس:

- أغلق فاك لم أنهي كلامي بعد!!! ، وبعد بحث بسيط في أوراقكم ومما قلتموه وأعطيتموه لثيودور وجدنا عقد الساحر الذي يفترض ألا يكون عندك .. وإضافة إلى هذا كان لقبه "الليل ".

اصطكت أسنان ألفريون   وغشى الصمت القاعة ولم يقاطعه إلا صوت القاضي.
- يبدو أن الأمر واضح ، هلموا إلى التالي.

قال أليكسيس:
- وعن تلك السموم التي صدرت بالكميات المهولة في قصر ألفريون وذاتها في ألجير وكثيرٌ منها في قصر ويلسون التي حاولت تسميمي ، وإن هذه لعينة بسيطة مما وجدناه ومازالت كثيرة ، وهذا ببساطة الدليل الأشد وضوحاً لإدخال السم لقلعة جيمان !.

- حُكم على ألجير وألفريون بالإعدام وحرمان الورثة من اللقب .
قال أليكسيس:
- تمهل قليلاً.
صرخ ألجير:
- إن هذا لبهتان كبير!!! ، لا دليل قوي ويمكن تلفيق كل الأدلة ..

صرخت كريستين مستشاطة:

- عن أي تلفيق تتحدث يا هذا؟!.

فقال أليكسيس :

- يبدو أنك تريد الدليل حياً!.

أدخلوه رجل أربعيني هزيل ذا بشرة حنطية وشعر بني عيناه فيهما كثير من الموت ، قال ليونارد:

- وجدنا هذا الرجل يتجول في روكو هادئ البال ، آتياً إلى قلعتي قائلاً أنه كان طبيباً في عهد الملك ألبرت.

-أوتتذكره يا ألجير؟.

دب الرعب في جوف ألجير ، إرتعشت قدماه ، قال بخوف:

- مستحيل...

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن