دَأبُ ضَنِيّ | Ch 15

66 11 11
                                    

بعد أيام تحديداً في المساء ، سمعت فيوليت حفيفاً ضئيلاً يأتي من شرفتها ، فأذلفت صوبها مسرعة متمسكة بأسباب الشجاعة لتلاقي ولي العهد هناك فألقت التحية وسألته :

-ما الذي تفعله هنا؟.
-الجو جميلٌ اليوم ، ما رأيكِ أن نتنزه معاً؟.

سرعان ما وافقت بثغر باسم ، والآخر يبادلها الإبتسام ، كما لو أن الدنيا بخير ولا يوجد ما ينغص أحداً أو يؤرقه ! .

وبينما كانا يمشيان تحت ضوء القمر المكتمل ، والسماء الفسيحة التي غمرت بالنجوم ، تبادرت إلى نفسيها مشاعر بشتى الألوان ، لكنها تميل كلها إلى الدعة ، وأي دعة؟ ، لتردف فيوليت بابتسامة:
-إن النفس تميل إلى الحزن بطبعها ، والأقوى هو من سيحث نفسه على دفع الكدر وتبني مشاعر جديدة .
-ولكن هناك حد معين تصل إليه النفس ثم تعجز وتحتاج عون غيرها.
-أنت محق ، وهكذا ترجع للحلقة الأولى ، كونها تميل إلى الحزن والوهى.
-يحتاج الناس دائماً إلى ذلك النوع من الأشخاص.
-أجل...
أجابته بهدوء واستمرت في التحديق بشرود ، ليلفت إنتباهها ويردف:
-وأنتِ يا فيوليت؟ ، من هو ذلك الشخص بالنسبة إليكِ؟.
-أنا؟ ، لا أحد حقيقةً ، لم أفكر في ذلك سابقاً .
كان سؤاله غير واقعي بالنسبة لها ، لأنها ليست شخصاً سيرتاح إذا ما جعلت أحداً تستند عليه ولم يخطر ببالها آنذاك ، عدا أن تجعل خادمة تشكو لها همومها إذا غدت وأمست ، مما جعلها لا تستحب تلك الفكرة وتراها تمس كرامتها ، ولكن تلك الجمل الموجزة التي قالها أبعدت كل تلك الأفكار ، وفتحت أُفقاً جديداً غير مألوف.
-ألا يمكنني أن أكُون ذَلكَ الشخص؟. ألا يمكنني أن أحظى بثقتكِ؟.
-لقد حظيت بها منذ زمن!.
-إذن... .
-ماذا جلالتك؟.
سألته بعد أن طال صمته ليندفع صوبها ويردف ممسكاً بيديها :
-إذن كفاكِ جزعاً ودعيني أكفكف دموعكِ وأصعد كربك ، وأعدكِ أن لا أدع للكآبة لقلبكِ سبيلاً ، وأن لا أدع أي شجن يقطن فؤادكِ ولو لثوانٍ! ، اسمعيني ودعيني أحبكِ دون غايةٍ أو سبب ، دعيني أُحبُّكِ دون حجة ، لا لمَظْهَركِ الملائكِيّ ، ولا لصوتكِ العَذب ، ولا لعِلمكِ الوَاسع ولا لعِينيكِ الكريستاليتين ، دعيني أُحبُّكِ دُون مُبرر ، دَعيني أُحِبُّك كَفيوليت نازعة باب قلبي ، حسناً؟.

كان يتكلم بنبرة مرتعشة تغلب عليها الجدية والمراعاة ، وكثيراً من المشاعر الغريبة أيضاً ، شيء من الراحة والخوف والغبطة والجزع ، والأهم كان الدفء الذي غمرها وهي تنصت لكلامه في دهشة وذهول وفي صدمة وفرحة ، كانت نبضات قلبها تتسارع أسرع حتى من نبضات قلبه ، وهو يقف على مقربة منها ووجهه الأبيض الناصع اِحمر ووجها الأبيض أشدُّ حُمرة ، ونبضات قلبها تتسارع ونبضات قلبه تتسارع ، فقد وقع عليها كلامه لو سكب عليها حميماً ساخناً و لحقه ماء باردٌ منعش ادخلها في بهجة بعد كدر وفي راحة بعد ضيق ، لم تكتفي بالصمت ولم تكتفي بالفرحة المكتومة ولا بالغبطة المكظومة ، إندفعت وأمسكت يده وما كانت لتفعل ذلك أبداً لولا ما حملته في طيات قلبها ، ونبضات قلبها تتسارع ونبضات قلبه تتسارع ، لتردف بعينين أغرقتا بالدموع :

-و مالذي يمكنني قوله عدا أني أُحبُّك أكثر بكثير من كل ذلك؟.
بداية لم أكن أعلم لمَ أنا مهتمة بك دون أي سبب وجيه ، ولكن الآن فهمت المغزى من كل ذلك ، إن قلبي يميل لك دون الجميع ، ويحفل بك أنت وحدك . أليكسيس جيمان أنا أيضاً أحبك!.

يتبع إلى الموسم الثالث....

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن