بريقُ مُهج!

25 1 19
                                    

كتب برقية ونزل إلى الفارس الذي أوصل الرسالة ، كان الفارس جوزيف ، وكان ليونارد على معرفة به ، قال ليونارد:
-جوزيف آسف لأني سأدعك ترتاح ساعات قصيرة ومن ثم سأبرق هذه معك.
وضع الرسالة على المنضدة التي أمامه وأردف :
-لديك حتى طلوع الفجر ، وتبقت أربع ساعات ، عذراً ولكن إذا أرسلت أحد فرساني سيتنبه أحد ما إلى تحركاتنا ، وروكو وجيمان ممالك مهمة ولها ثقلها وسيكون من غير المريح تسرب شيء من هذا.
قال جوزيف رافعاً صوته مشيراً لإلحاح الإعتذار والإحترام الصارخ:
-كلا كلا كلا جلالتك إنه عملي!!! ، كما أن أربع ساعات وقت طويل جداً أنا لا يمكنني تحمل شرف كهذا!!!.

-أجل ولكن بقائك حتى الفجر أمر.
-لكن...
وخرج ليونارد عجالاً ، كان دائماً بارداً ولكنه الآن يفكر كثيراً ولا يسعه التركيز البتة.

وفي سجن جيمان في هذا الوقت تحديداً يجلس الماركيز ألجير شقيق الملكة كريستين بقرب باب الزنزانة ، لقد هطلت السماء فرساناً ، وأحاطت يد ابن أخته به فجأة دون سابق إنذار ، كان يظن بأنه سيقف في صفه ويكذب ظنه ويصعد كربه بصفته أخ والدته ، ولكن المجنون ينقلب في أي وقت! ، ويظن هذا الماركيز أن لا أحد سيشك فيه فقط لأن نهاية اسمه نهاية اسم والدة الملك! ، صر أسنانه ، خبط رأسه بكفيه ، عندما تذكر بأنه بقتله لكريستين لم يحصد شيئاً وأن تلك المعلومة التي سمعها من ثيودور جاسوس ألفريون الجديد غير مجدية ، هو الذي ظن أن الزواج بين المملكتين يمكن أن يجعل أليكسيس غافلاً!.

- الجيماني المجنون إنقلب علينا أيضاً!... لا مهرب! ، الجيماني عندما ينقلب سيوصلني إلى هلاكي فوراً!.

-كفاك هذياناً يا خال.
سمع ذلك الصوت المحشرج بطيبعته ، ذلك الصوت الذي شهد جميع مراحل تطوره حتى أصبح صوت رجل ، رفع رأسه ، أبصر ، رأى خيالاً طويلاً فاتح اللون ، ومحيا تبرق منه عيون ساخطة أشد السخط!.
تزعزعت كل خلية فيه خوفاً ، لم يعد لديه خيار سوى التوسل.
-بني ، أعلم أنك يا بني لن تدع خالك يهلك هكذا ، ففي النهاية أنا مثل ألبرت جيمان أوليس كذلك؟.
-ولمَ أنت متأكد؟!.
-ماذا؟.
خبط الزنزانة برجله وصرخ:
-ومن ثم لا يحق لك أن تنادي الملك هكذا ، وتشبه نفسك به حاشا ألبيرت مما تكذب يا خال!!!.

للحق كانت لأليكسيس موهبة في التصرف كالمرضى النفسيين.

وخرج الجيماني بخطواته السريعة التي تتحسس السخط في صوت وقعها!.

وصل جوزيف مع رسالة ليونارد التي إحتوت على كلمة واحدة :
" يوم"
-ستبدأ المحاكمة الإمبراطورية بعد يوم!.
قال أليكسيس ببريق ساخط في عينيه ليجفل كريس ويسأل:
-أحقاً قررت؟.
-أجل.
أجابه أليكسيس بعد أن رمى الرسالة في اللظى وأردف:
-لكن هناك ما يجب أن أهتم به قبل ذلك. هل وصل ريكورديان؟.
-أعتقد ذلك .
خرج أليكسيس صامتاً مسرعاً باحثاً عن ريكورديان ، وجده في قاعة الفرسان وألقى له أمراً واضح المعالم:
-سِراً ، أحضر ألفريون إلى الزنزانة.
-عُلم.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن